مع الرکب الحسینی من المدینة الی المدینة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مع الرکب الحسینی من المدینة الی المدینة - جلد 2

نجم الدین طبسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
فقال: أني كنتُ لأُحبُّ أن يُعزّ الله أصحابي بالظفر، وما كنت لأحبّ أن أُقتلَ، وكرهتُ أن أكذب!!(1)


الكوفة بانتظار الحسين(عليه السلام)


في غمرة التفافها حول مسلم بن عقيل(عليه السلام)، وعدم مبالاتها بواليها يومذاك النعمان بن بشير الذي ضعف قبال موجة انتفاضة الامّة أو كان يتضعّف!، كانت أعين أهالي الكوفة ترقب طريق القوافل القادمة من الحجاز، وقلوبهم بأيديهم بإنتظار لحظات القدوم المبارك، قدوم الإمام الحسين(عليه السلام)، ليفرشوا تلك القلوب زرابيَّ مبثوثة على تراب طريق مقدم ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله).





(1) تأريخ الطبري 3:279.




[348]


وذات يوم أبصرت أعين أهل الكوفة رجلاً متلثّماً، معتمّاً بعمامة سوداء، وعليه ثياب يمانية، قادماً وحده، راجلاً ممسكاً بزمام بغلته! فظنّوا أنه الإمام الحسين(عليه السلام)! ـ ويالسذاجة هذا الظنّ! ـ «فقالت إمرأة: اللّه أكبر! ابن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)وربِّ الكعبة! فتصايح الناس، وقالوا: إنّا معك أكثر من أربعين ألفاً! وازدحموا عليه حتّى أخذوا بذنب دابّته، وظنّهم أنّه الحسين(عليه السلام)..».(1)
فكان لا يمرّ على جماعة من الناس إلاّ سلّموا عليه وقالوا: مرحباً بك يا ابن رسول اللّه! قدمتَ خير مقدم!، وجعل يمرّ بالمحارس، فكلّما نظروا إليه لم يشكّوا أنّه الإمام الحسين(عليه السلام)! فيقولون: مرحباً بك يا ابن رسول الله! وهو لايكلّمهم! وخرج إليه الناس من دورهم وبيوتهم! يسايرونه طريقه الى قصر الإمارة،


وهو لايحييهم ولايكلّمهم!
وسمع النعمان بن البشير بالصخب القادم على الطريق، فأغلق عليه وعلى خاصته القصر! وهو لايشكّ أيضاً أنّ هذا القادم هو الحسين(عليه السلام) ومعه الخلق يضجّون! ملتفّين حوله، فلمّا انتهى إليه قال له النعمان: أُنشدك اللّه إلاّ تنحيّت! فما أنا بمسلّم إليك آمانتي! ومالي في قتالك من أرب ! .
والقادم لايكلّمه! حتى دنا وتدلّى النعمان بين شرفتين قريباً جدّاً منه، فقال هذا القادم: إفتح لا فتحتَ! فقد طال ليلك! فسمعها إنسان كوفيّ خلفه، فانكفأ الى الناس وقد أخذته الدهشة وهو يقول: أي قوم! ابن مرجانة! والذي لا إله غيره! فاندهش الناس، وقالوا ـ وهم يتشبّثون بظنّهم الساذج ـ : ويحك إنّما هو الحسين!(2)وفي رواية ابن نما (ره): «.. فحسر اللثام وقال: أنا عبيدالله! فتساقط القوم، ووطيء





(1) مثير الأحزان: 30.
(2) راجع: تأريخ الطبري 3:218.




[349]


بعضهم بعضاً، ودخل دار الإمارة...».(1)
فالقادم إذن لم يكن الإمام(عليه السلام)، بل كان عبيد الله بن زياد وابن مرجانة لعنهم الله، الوالي الذي أرسلته السلطة الأموية المركزية في الشام بمشورة من سرجون النصرانيّ إلى الكوفة، للسيطرة على طوارىء حركة الأمّة فيها، لماله من معرفة بخصائص النفسية الكوفية، وخبرة إدارية شيطانية، وقدرة على الظُلم والغشم.




أهل الكوفة.. والمبادرة المطلوبة


هناك مجموعة من العوامل والشرائط اللازمة لنجاح أيّ تحرك ثوري يهدف الى تغيير الاوضاع السياسية في بلد ما من البلدان، ينبغي لقيادة هذا التحرّك الإنتباه إليها والعمل على تحقيقها لضمان نجاح هذا التحرّك في الوصول إلى أهدافه المنشودة.
والمتأمّل في تحرّك أهل الكوفة بعد موت معاوية ـ في رفضهم خلافة يزيد بن معاوية، ومكاتبتهم الإمام الحسين(عليه السلام) في مكّة، باذلين له الطاعة، وطالبين منه القدوم إليهم ـ يرى أنّ هناك مجموعة من الشرائط اللازمة لنجاح هذا التحرّك كان ينبغي لوجهاء وأشراف أهل الكوفة الذين تصدّوا لهذا العمل أن يسعوا إلى تحقيقها وتوفيرها حتّى يُوفَّقَ هذا التحرك وهذه الإنتفاضة في بلوغ الأهداف المنشودة.
ومن أهمِّ واوّل الأمور التي كان ينبغي للعقل الكوفي المعارض أنْ يُعدِّ العدّة لتحقيقه ويستبق الأيّام للقيام به المبادرة إلى السيطرة على الأوضاع في الكوفة قبل





(1) مثير الأحزان: 30.




[350]


مجيء الإمام(عليه السلام) إليها، وذلك مثلاً باعتقال الوالي الأمويّ، وجميع معاونيه وأركان إدارته، ومن عُرف من عيونه وجواسيسه، ومنع الخروج من الكوفة إلاّ بإذن خاص، وذلك لحجب أخبار ما يجري فيها عن مسامع السلطة الأموية أطول مدّة ممكنة من أجل تأخير تحرّكها لمواجهة الإنتفاضة في الكوفة قبل وصول الإمام(عليه السلام)، حتّى يصل الإمام(عليه السلام) فيمسك بزمام الأمور ويقود الثورة إلى حيث كامل الأهداف.
والإهتداء الى ضرورة القيام بمثل هذ المبادرة ليس بدعاً من الأمر، أو من الأفكار التي لايهتدي إليها إلاّ الأوحديّ من الناس، بل هو من إدراكات الأذهان العامة، ها هو عبدالله بن العبّاس (رض) يتحدّث عن ضرورة القيام بهذه المبادرة قائلاً للإمام(عليه السلام):


«فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عدوّهم، ثمّ اقدم عليهم»،(1) وهذا عمر بن عبدالرحمن المخزومي يقول للإمام(عليه السلام)أيضاً: «إنّك تأتي بلداً فيه عمّاله وأمراؤه، ومعهم بيوت الأموال، وإنّما الناس عبيد لهذا الدرهم والدينار، ولا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره، ومن أنت أحبّ إليه ممّن يُقاتلك معه»،(2) وهذا عمرو بن لوذان يخاطب الإمام(عليه السلام) قائلاً: «وإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطّأوا لك الأشياء فقدمت عليهم، كان ذلك رأياً، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فإنّي لا أرى لك أن تفعل!».(3)
والإمام(عليه السلام) لا يُخطَّيء مقولات هؤلاء، بل يُقرّر(عليه السلام) أن ذلك من النصح والعقل والرأي! فهو يقول لابن عبّاس: «يا ابن عمّ، إنّي واللّه لأعلم أنك ناصح





(1) تاريخ الطبري 3:295.
(2) تاريخ الطبري 3:294.
(3) الإرشاد: 223; والكامل في التأريخ 2:549.




[351]


مشفق!»،(1) ويقول للمخزومي: «فقد واللّه علمتُ أنك مشيت بنصح وتكلّمت بعقل!»،(2) ويقول لعمرو بن لوذان: «يا عبدالله، ليس يخفى عليَّ الرأي!».(3)
ومن المُلفت للإنتباه أيضاً أنّه ليس في رسائل الإمام(عليه السلام) إلى أهل الكوفة ولا في وصاياه لمسلم بن عقيل(عليه السلام) ما يمنع أهل الكوفة من القيام بهذه المبادرة التي أقرَّ الإمام(عليه السلام) أنها من العقل والرأي! بل لقد دعاهم(عليه السلام) الى القيام مع مسلم(عليه السلام)، حيث قال(عليه السلام) في رسالته الأولى إليهم ـ على رواية ابن أعثم ـ : «فقوموا مع ابن عمّي وبايعوه وانصروه ولاتخذلوه!».(4)
وفي رسالته الثانية التي بعثها إليهم بيد قيس بن مسهرّ الصيداوي (رض) ـ والتي لم تصل إليهم لأنّ ابن زياد كان قد قبض على الرسول ـ دعاهم الإمام(عليه السلام)إلى السرعة والعزم على الأمر والجدّ فيه، حيث قال(عليه السلام) فيها: «فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدّوا!»،(5) إذ الكمْشُ في الأمر هو العزم عليه والسرعة فيه!(6)
إذن ما هي علّة عدم مبادرة الشيعة في الكوفة إلى السيطرة على الأوضاع فيها!؟ مع أنّ فيهم عدداً يُعتدُّ به من رجال ذوي خبرات عريقة في المجالات





(1) تاريخ الطبري 3:295.
(2) تاريخ الطبري 3:294.
(3) الكامل في ال

/ 31