منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
منه (1)، و نأينا عنه، ثم بعضنا صدقه وتابعه، و بعضنا باعده و كذبه، فكنت فيمنكذبه و قاتله، ثم إن الله تعالى أخذبقلوبنا فهدانا به، فتابعناه (2). فقال:«أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين»،و دعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك،فأنا من أشد المسلمين على المشركين. فقال:صدقتني يا خالد، أخبرني إلام تدعون؟ قال:إلى شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداعبده و رسوله، و الإقرار بما جاء به من عندالله، قال: فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية،قال: فإن لم يجبكم و يعطها، قال: نؤذنهبحرب، ثم نقاتله، قال: فما منزلة الّذي[يدخل فيكم و] يجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟ قال: منزلتنا [واحدة] (3) قال: هل لمن دخل فيهاليوم مثل ما لكم من الأجر؟ قال: نعم، قال:و كيف يساويكم و قد سبقتموه، قال: إنادخلنا في هذا الأمر و نبينا حي بين أظهرنايأتيه خبر السماء، و حق لمن رأى ما رأيناأن يسلم و يتابع (4)، و إنكم أنتم لم تروا مارأينا، و لم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر بنية حقيقيةكان أفضل، فقال له: صدقتني، و قلب الترس ومال مع خالد، و قال: علمني الإسلام، فمالبه خالد إلى فسطاطه، فشن عليه ماء، ثم صلىبه ركعتين، و حملت الروم مع انقلابه إلىخالد، و هم يرون أنها منه حيلة، فأزالواالمسلمين عن مواقفهم إلا المحامية، عليهمعكرمة و الحارث بن هشام. و ركب خالد و معه جرجة و تراجعت الروم إلىمواقفهم فزحف خالد حتى تصافحوا بالسيوف،فضرب فيهم خالد و جرجة من لدن ارتفاعالنهار إلى جنوح الشمس للغروب، ثم أصيبجرجة، و لم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين(5) اللتين أسلم عليهما، و صلى الناس الظهرو العصر إيماء، و تضعضع الروم، و نهد خالدبالقلب حتى كان بين خيلهم (6) و رجلهم وهربوا، فانفرج المسلمون لهم، فذهبوا فيالبلاد، و أقبل المسلمون على الرّجلففضّوهم، فاقتحموا في خندقهم، فتهافتعشرون و مائة ألف،