منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و كان الفيقار قد بعث رجلا عربيا، فقال:ادخل في هؤلاء القوم يوما و ليلة، ثم ائتنيبخبرهم، فجاء فقال: بالليل رهبان وبالنهار فرسان، و لو سرق ابن ملكهم قطعوايده، و لو زنا رجم لإقامة الحق فيهم، فقال:لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها،فلما أقبلوا تجلجل الفيقار و أشراف منالروم برانسهم، ثم جلسوا و قالوا: لا نحبأن نرى يوم السوء إذا (1) لم نستطع أن نرىيوم السرور، و إذ لم نستطع أن نمنعالنصرانية فأصيبوا في تزملهم. و قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ (2): قاتلترسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كلموطن، و أفرّ منكم اليوم، ثم نادى: منيبايع على الموت؟ فبايعه الحارث بن هشام،و ضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوهالمسلمين و فرسانهم، فقاتلوا قدّام فسطاطخالد حتى أثبتوا جميعا جراحا. و أتى خالد[بعد ما أصبحوا] (3) بعكرمة جريحا، فوضع رأسهعلى فخذه، و بعمرو بن عكرمة فوضع رأسه علىساقه، و جعل يمسح عن وجوههما (4)، و يقطر فيحلوقهما الماء، [و يقول: كلا، زعم ابنالحنتمة أنا لا نستشهد] (5). و أصيبت يومئذ عين أبي سفيان، فأخرج السهممن عينه [أبو] (6) حثمة. و قاتل النساء يومئذ،منهن جويرية (7) بنت أبي سفيان (8). و قتل الله أخا هرقل، و أخذ التّذارق (9)، وانتهت الهزيمة إلى هرقل و هو دون مدينةحمص، فارتحل فجعل مدينة حمص بينه و بينهم(10).