منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا [منها](1)، و أول عهده بالآخرة داخلا فيها حينيؤمن الكافر و يوقن الفاجر، [و يصدقالكاذب] (2)، إني استخلفت عليكم. ثم أغشي عليه، فكتب عثمان: [إني استخلفعليكم] (3) عمر بن الخطاب. فلما أفاق أبو بكر قال: اقرأ عليّ، فقرأعليه، فكبر و قال: أراك خفت أن يختلف الناسإن أفلتت نفسي في غشيتي، قال: نعم، قال:جزاك الله خيرا عن الإسلام و أهله، و أقرهاأبو بكر رضي الله عنه، و أمره فخرج علىالناس بالكتاب، فبايعوه لمن فيه، قد علمواأنه عمر، و دخل عليه قوم، فقالوا: ما تقوللربك إذا سألك عن استخلافك عمرو أنت ترىغلظته، فقال: أجلسوني، أ باللَّه تخوفوني،خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول اللَّهمّاستخلفت عليهم خير أهلك. ثم دعا عمر وأوصاه. [أخبرنا محمد بن أبي طاهر، قال: أخبرناالجوهري، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه،قال: أخبرنا أحمد بن معروف، قال: أخبرناالحسين بن الفهم، قال: حدّثنا محمد بن سعد،قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، قال: حدّثناالأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق] (4)، عنعائشة، قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الّذي مات فيه، قال:انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الإمارةفابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، فإنّي قدكنت استصلحته جهدي، و كنت أصيب من [الودكنحوا مما كنت أصيب في] (5) التجارة، قالتعائشة: فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كانيحمل صبيانه، و إذا ناضح كان يسقي بستاناله، فبعثنا بهما إلى عمر، قالت: فأخبرنيحربي- يعني رسولي- أن عمر بكى و قال: رحمةالله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباشديدا.