منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
عن الربيع] (1) و أبي عثمان و أبي الحارثةو أبي المجالد بإسنادهم، قالوا: كان عمر بن الخطاب إذا بعث عماله يشترطعليهم: أن لا تتخذوا على المجالس التيتجلسون فيها للناس بابا، و لا تركبواالبراذين، و لا تلبسوا الثياب الرقاق، ولا تأكلوا النقي، و لا تغيبوا عن صلاةالجماعة، و لا تطمعوا فيكم السعاة. فمر يوما في طريق من طرق المدينة و فيناحية [منها] (2) رجل يسأل، فقال: يا عمرتستعمل العمال و تعهد إليهم عهدك، ثم ترىأن ذلك قد أجزاك، كلا و الله إنك لمأخوذإذا لم تعاهدهم، قال: و ما ذلك؟ قال: عياضبن غنم يلبس اللين، و يفعل و يفعل، فقال: أساع؟ قال: بل مؤدي الّذي عليه فبعث إلىمحمد بن مسلمة أن الحق بعياض بن غنم فاتنيبه كما تجده، فانتهى إلى بابه و إذا عليهبواب، فقال له: قل لعياض على الباب رجليريد أن يلقاك، قال: ما تقول؟ قال: قل له ماأقول لك. فذهب كالمتعجب، فأخبره، فعرفعياض انه أمر حدث، فخرج فإذا محمد بنمسلمة، فرحب به و قال: ادخل، و إذا عليهقميص رقيق لين، فقال: إن أمير المؤمنينأمرني أن لا يفارق سوادي سوادك حتى أذهب بككما أجدك، و نظر في أمره فوجد الأمر كماحدثه السائل. فلما قدم به على عمر و أخبره، دعا بدراعة وكساء و حذاء و عصا، و قال: أخرجوه من ثيابه،فأخرج منها و ألبسه ذلك، ثم قال: انطلقبهذه الغنم فأحسن رعيتها و سقيها و القيامعليها، و اشرب من ألبانها، و اجتز منأصوافها، و ارفق بها، فإن فضل شيء فأرددهعلينا. فلما مضى رده، و قال: أ فهمت؟ قال:نعم، و الموت أهون من هذا، قال: كذبت، و لكنترك الفجور أهون من هذا. ثم قال له: أ رأيتلو رددتك أ تراه يكون فيك خير؟ قال: نعم والله يا أمير المؤمنين، و لا يبلغنك عنيشيء بعد هذا، فرده و لم يبلغه عنه شيءإلا ما أحب حتى مات. [و حدّثنا سيف، عن عبد الملك] (3)، عنعاصم، قال: مات عياض بن غنم بعد أبي عبيدة،فأمر عمر على عمله سعيد بن عامر بن جذيم،فمات سعيد فأمر عمر مكانه عمير بن سعيدالأنصاري.