منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و أثقلها عليهم، لشدة سلطانهم [و شوكتهم](1) و قهرهم الأمم. فلما كان اليوم الرابع، عاد فندب الناسإلى العراق، فقال: إن الحجاز ليس لكم بدارإلا على النجعة، و لا يقوى عليه أهله إلابذلك، سيروا في الأرض التي وعدكم الله فيالكتاب أن يورثكموها فإنه قال:لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ 9: 33(2)، و الله مظهر دينه، و معز ناصره (3)، ومولى أهله مواريث الأمم. أين عباد اللهالصالحون. و كان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود، ثم ثنىسعد بن عبيد (4) و يقال: سليط بن قيس- و تكلمالمثنى بن حارثة، فقال: أيها الناس لايعظمن عليكم هذا الوجه، فإنا قد تبحبحناريف فارس، و غلبناهم على خير السواد، وشاطرناهم و نلنا منهم، و لها إن شاء اللهما بعدها. فلما اجتمع البعث قيل لعمر: أمر عليهمرجلا من السابقين من المهاجرين و الأنصار،فقال: لا و الله لا أفعل، إن الله إنمارفعكم بسبقكم و سرعتكم (5) إلى العدو، فإذاكرهتم اللقاء فأولى بالرياسة منكم منأجاب، لا أؤمر عليهم إلا أولهم انتدابا. و انتخب عمر ألف رجل، ثم دعا أبا عبيدةفأمره على الخيل، ثم قال له: اسمع من أصحابرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأشركهم في الأمر، فإن الحرب لا يصلحها إلاالرجل الّذي يعرف الفرصة و الكف، فقال أبوعبيد: أنا لها، فكان أول بعث بعثه عمر بعثأبي عبيد، ثم بعث يعلى بن أمية إلى اليمن،و أمره بإجلاء أهل نجران، لوصية رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم في مرضه بذلك، ولوصية أبي بكر رضي الله عنه بذلك في مرضه. ثم ندب أهل الردة فأقبلوا سراعا من كل أوبفرمى بهم الشام و العراق، و كتب إلى أهلاليرموك بأن عليكم أبا عبيد، و كان أول فتحأتاه اليرموك.