منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
حدّثنا الحسن بن علي القطان، أخبرناإسماعيل بن عيسى العطار، أخبرنا إسحاق بنبشر أبو حذيفة، قال: قال] (1) ابن إسحاق:حدّثني عبد الله أن أهل الحيرة، قالواللمثنى: ألا ندلك على قرية يأتيها تجار مدائن كسرىو تجار السواد، و تجتمع بها كل سنة منأموال الناس مثل خراج العراق، و هذه أيامسوقهم التي يجتمعون فيها، فإن أنت قدرتعلى أن تغير عليهم و هم لا يشعرون، أصبتبها مالا يكون منه عز للمسلمين، و قوة علىعدوهم، و بينها و بين مدائن كسرى عامة يوم،فقال لهم: و كيف لي بها؟ فقالوا له: إنأردتها فخذ طريق البر حتى تنتهي إلىالأنبار، ثم تأخذ رءوس الدهاقين فيبعثونمعك الأدلاء، فتسير سواد ليلة من الأنبارحتى تأتيهم ضحى (2). قال: فخرج من الغد و معه أدلاء أهل الحيرةحتى دخل الأنبار، فنزل، بصاحبها فتحصنمنه، فأرسل إليه، انزل فإنك آمن على دينك وقريتك، و ترجع سالما إلى حصنك، فتوثقعليه، ثم نزل فقال: إني أريد أن تبعث معيدليلا يدلني على بغداد، فإنّي أريد أنأعبر منها إلى المدائن، قال: أنا أجيءمعك قال المثنى: لا أريد أن تجيء معي، ولكن ابعث معي من يعرف الطريق، ففعل و أمرلهم بعلف و طعام و زاد، و بعث معهم دليلا،فأقبل حتى بلغ المنصف قال له المثنى: كمبيننا و بين هذه القرية؟ قال: أربع فراسخأو خمسة، و قد بقي عليك ليل، فقال لأصحابه:انزلوا و اقصموا و أطعموا و ابعثواالطلائع، فلا تلقون أحدا إلا حبستموه، ثمسار بهم فصبحهم في أسواقهم، فوضع فيهمالسيف، فقتل و أخذ الأموال و قال لأصحابه:لا تأخذوا إلا الذهب و الفضة، و من المتاعما يقدر الرجل منكم على حمله على دابته، وهرب الناس و تركوا أمتعتهم، و ملأالمسلمون أيديهم من الصفراء و البيضاء، ثمرجع حتى نزل نهر السليحين، فقال للمسلمين:احمدوا الله الّذي سلمكم و أغنمكم، انزلوافاعلفوا خيلكم من هذا القصب و علقوا عليهاو أصيبوا من