منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و رمحه معلوب (1) بقدّ، معه حجفة (2) من جلودالبقر، فجاء حتى جلس على الأرض، و قال: إنالا نستحب القعود على زينتكم، فكلمه و قال:ما جاء بكم؟ قال: الله جاء بنا لنخرج من شاءمن عبادة العباد إلى عبادة الله، من جورالأديان إلى عدل الإسلام، فمن قبل ذلكقبلنا منه، و من أبى قاتلناه حتى نفضي إلىموعود الله. قال: و ما [هو] موعود الله؟ قال:الجنة لمن مات على قتال من أبي، و الظفرلمن بقي. فقال رستم (3): هل لكم أن تؤخروا هذا الأمرلننظر فيه و تنظروا، قال: إنا لا نؤجل أكثرمن ثلاث. فخلص (4) رستم برؤساء أهل فارس، و قال: ماترون، هل رأيتم قط كلاما أوضح و أعز منكلام هذا؟ قالوا: معاذ الله أن تميل إلىشيء من هذا و تدع دينك لهذا الكلب، أماترى إلى ثيابه، فقال: و يحكم لا تنظرون إلىالثياب، و لكن انظروا إلى الرأي و الكلام والسيرة، إن العرب تستخف باللباس و المأكلو يصونون الأحساب. فرجع ربعي (5) إلى أن ينظروا في الأجل، فلماكان في الغد بعثوا: [أن] ابعث إلينا ذلكالرجل، فبعث إليهم سعد حذيفة بن محصن،فلما جاء إلى البساط قالوا: انزل، قال: ذاكلو جئتكم في حاجتي (6)، الحاجة لكم لا لي،فجاء حتى وقف و رستم على سريره، فقال له:انزل، قال: لا أفعل، فقال: ما بالك و لم يجئصاحبنا بالأمس؟ قال: أميرنا يحب أن يعدل بيننا في الشدة والرخاء، و هذه نوبتي، فتكلم بنحو ما تكلمبه ربعي، و رجع. فلما كان (7) من الغد أرسلوا: ابعث لنارجلا، فبعث اليهم المغيرة بن شعبة،