منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
فجاء حتى جلس مع رستم على سريره فترتروه (1)و أنزلوه و مغثوه (2)، فقال: كانت تبلغناعنكم الأحلام، و لا أرى قوما أسفه منكم،إنا معشر العرب [سواء] (3)، لا يستعبد بعضنابعضا، فظننت أنكم تواسون قومكم كمانتواسى، و كان أحسن من الّذي صنعتم أنتخبروني أن بعضكم أرباب بعض، فقال رستم: لمنزل متمكنين من الأرض و البلاد، ظاهرينعلى الأعداء، ننصر على الناس، و لا ينصرونعلينا، و لم يكن في الناس أمة أصغر عندناأمرا منكم، و لا نراكم شيئا و لا نعدكم، وكنتم إذا قحطت أرضكم استعنتم بأرضنا،فنأمر لكم بالشيء من التمر و الشعير، ثمنردكم، و قد علمت أنه لم يحملكم على ماصنعتم إلا ما أصابكم من الجهد في بلادكم،فأنا آمر لأميركم بكسوة و بغل و ألف درهم،و آمر لكل رجل منكم بوقرتي (4) تمر و ثوبين،و تنصرفون عنا، فإنّي لست أشتهي أن أقتلكمو لا آسركم. فتكلم المغيرة (5)، فحمد الله و أثنى عليه،و قال: لسنا ننكر ما وصفت به نفسك و أهلبلادك من التمكن في البلاد، و سوء حالنا،غير أن الأمر غير ما تذهبون إليه، إن اللهتعالى بعث فينا رسولا فذكر نحو كلام ربعيإلى أن قال: فكن لنا عبدا تؤدي الجزية و أنتصاغر، و إلا السيف إن أبيت، فنخر نخرة، واستشاط غضبا، ثم حلف بالشمس: لا يرتفعالضحى غدا حتى أقتلكم أجمعين. فانصرف المغيرة، و خلص رستم بأشراف فارس،فقال: إني أرى للَّه فيكم نقمة لا تستطيعونردها عن أنفسكم، ثم قال رستم للمسلمين: أتعبرون إلينا أم نعبر إليكم؟ فقالوا: لا بل أعبر إلينا، فأرسل سعد إلىالناس أن يقفوا مواقفهم، فأراد المشركونالعبور على القنطرة، فأرسل إليهم سعد و لاكرامة، متى قد غلبناكم عليها لن نردهاعليكم، تكلفوا معبرا غير القناطر، فباتوايسكرون العتيق و القصب حتى الصباحبأمتعتهم، (6) فجعلوه طريقا.