منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
منزله، فلم يلبث عبهلة بحران أن سار إلىصنعاء فأخذها، و كتب فروة بن مسيك إلى رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخبره، ولحق بفروة من بقي على إسلامه من مذحج و لميكاتب الأسود رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم و لم يرسل إليه لأنه لم يكن معهأحد يشاغبه، وصفا له ملك اليمن و قوي أمره(1). و اعترض على الأسود و كاثره عامر بن شهر (2)الهمدانيّ في ناحيته و فيروز و داذويه فيناحيتهما، ثم تتابع الذين كتب إليهم علىما أمروا به. ثم خرج الأسود في سبعمائة فارس إلى شعوب (3)فخرج إليه شهر بن باذام و ذلك لعشرين ليلةمن خروجه، فقتل شهرا، و هزم الأبناء، و غلبعلى صنعاء لخمس و عشرين ليلة من خروجه. وخرج معاذ بن جبل هاربا حتى مر بأبي موسى وهو بمأرب (4)، فاقتحما حضرموت، فنزل معاذالسكون، و نزل أبو موسى السكاسك، و رجععمرو و خالد إلى المدينة، و غلب الأسود وطابقت (5) عليه اليمن و جعل أمره يستطيراستطارة الحريق. و دانت له سواحل البحر، وعامله المسلمون بالتقية. و كان خليفته في مذحج عمرو بن معديكرب، وكان قد أسند أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث،و أمر الأنباء إلى فيروز و داذويه. ثم استخف بهم و تزوج امرأة شهر، و هي ابنةعم فيروز، فأرسل رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم إلى نفر من الأبناء رسولا و كتبإليهم أن يجاولوا الأسود إما غيلة و إمامصادمة، و أمرهم أن يستنجدوا رجالا سماهملهم ممن خرجوا حولهم من حمير و همدان، وأرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم، فدعواقيس بن عبد يغوث حين رأوا الأسود قد تغيرعليه، فحدثوه الحديث و أبلغوه عن رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأجاب ودخلوا على زوجته، فقالوا: هذا قتل أباك،فما عندك؟ قالت: هو أبغض خلق الله إليّ و هومتحرز و الحرس يحيطون بقصره