الأنصاري، أنه حدث عن عبد الرحمن بن مغراءالدوسيّ] (1)، عن رجل من خزاعة، قال:
لما اجتمع الناس بالقادسية دعت خنساء بنتعمرو النخعية بنيها الأربعة، فقالت: يابنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، و هاجرتم، والله ما نبت بكم الدار و لا أقحمتكم السنة،و لا أرداكم الطمع، و الله الّذي لا إلهإلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنوامرأة واحدة، ما خنت أباكم و لا فضحتخالكم، و لا عموت نسبكم، و لا أوطأتحريمكم، و لا أبحت حماكم، فإذا كان غدا إنشاء الله، فاغدوا لقتال عدوكم مستنصرينالله مستبصرين، فإذا رأيتم الحرب قد أبدتساقها، و قد ضربت رواقها فتيمموا وطيسها،و جالدوا خميسها، تظفروا بالمغنم والسلامة و الفوز و الكرامة في دار الخلد والمقامة.
فانصرف الفتية من عندها و هم لأمرهاطائعون، و بنصحها عارفون، فلما لقوا العدوشد أولهم (2)، و هو يرتجز يقول:
يا إخوتا إن العجوز الناصحه
نصيحة ذات بيان واضحه
فإنما تلقون عند الصائحه
قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه
فأنتم بينحياة صالحه
قد أشربتناإذ دعتنا البارحه
فباكروا الحربالضروس الكالحه
[من آل ساسانكلابا نابحة] (3)
فأنتم بينحياة صالحه
فأنتم بينحياة صالحه
أو منية تورث غنما رابحا
ثم شد الّذي يليه و هو يقول:
و الله لا نعصي العجوز حرفا
منها و برا صادقا و لطفا
حتى تلفوا آل كسرى لفا
إنا نرى التقصير عنهم ضعفا
و القتل فيهمنجدة و عرفا
قد أمّرتناحدبا و عطفا
فباكروا الحربالضروس زحفا
و تكشفوهم عنحماكم كشفا
و القتل فيهمنجدة و عرفا
و القتل فيهمنجدة و عرفا
(1) ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل:«روى المؤلف بإسناده عن عبد الرحمنالدوسيّ».
(2) في الأصل: «أكبرهم».
(3) ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل.