منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و سرح معاوية إلى قيسارية، و كتب إلى عمرويصدم الأرطبون، و إلى علقمة يصدم الفيقار. فسار (1) معاوية إلى قيسارية، فهزم أهلها وحصرهم فيها، فجعلوا كلما خرجوا إليه هزمهمو ردهم إلى حصنهم، ثم قاتلوا فبلغت قتلاهمثمانين ألفا، و كملت في هزيمتهم بمائة ألف.و انطلق علقمة، فحصر الفيقار بغزة، و صمدعمرو إلى الأرطبون و من بإزائه، و خرج معهشرحبيل بن حسنة على مقدمته، فنزل علىالروم بأجنادين و الروم في حصونهم، وعليهم الأرطبون، و كان أدهى الروم وأبعدهم غورا، و كان قد وضع بالرملة جنداعظيما، و بإيلياء جندا عظيما، فأقام عمروعلى أجنادين لا يقدر من الأرطبون علىشيء، فوليه بنفسه و دخل عليه كأنه رسول،فأبلغه ما يريد، و سمع كلامه، و تأمل حصنه،فقال الأرطبون في نفسه: هذا عمرو، ثم دعاحرسيّا، فقال: أخرج، فأقم مكان كذا و كذا،فإذا مرّ بك فأقتله، و فطن له عمرو، فقال:قد سمعت مني و سمعت منك، و أنا واحد من عشرةبعثنا عمر مع هذا الوالي، فأرجع فآتيكبهم، فإن رأوا في الّذي عرضت مثل الّذيأرى، و إلا رددتم إلى مأمنهم. فقال: نعم، ثمقال لرجل كان هناك: اذهب إلى فلان فرده إليّ، ثم بان له أنعمرو قد خدعه، فبلغ الخبر إلى عمر، فقال:للَّه در عمرو، ثم التقوا بأجنادين،فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثرت القتلىبينهم، و انهزم أرطبون، فأوى إلى إيلياء،و نزل عمرو بأجنادين، فكتب إليه أرطبون: والله لا تفتح من فلسطين شيئا بعد أجنادين،فارجع لا تغن (2)، و إنما صاحب الفتح رجلاسمه على ثلاثة أحرف، فعلم عمرو أنه عمر،فكتب إلى عمر يعلمه أن الفتح مدخر له،فنادى له الناس، و استخلف علي بن أبي طالب،فقال له علي: أين تخرج بنفسك؟ فقال: أبادرلجهاد العدو موت العباس، إنكم لو قد فقدتمالعباس لانتقض بكم الشرّ كما ينتقض [أول]( (3) الحبل. فمات العباس لست خلون من إمارة عثمان، وانتقض بالناس الشر.