منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
[أخبرنا سيف، عن سعد، عن الأصبغ] (1)، عنعلي رضي الله عنه انه قال: إن الكوفة لقبةالإسلام، و ليأتين عليها زمان لا يبقىمؤمن إلا أتاها أو حن إليها، و الله لينصرنالله بأهلها كما انتصر بالحجارة من قوملوط. و في هذه السنة إعانة أهل حمص من المسلمينفي المحرم (2) روى محمد بن الحسين، بإسناده عن (3) محمد وطلحة و المهلب و عمرو و سعد، قالوا: خرجتالروم و قد تكاتبوا هم و أهل الجزيرةيريدون أبا عبيدة و المسلمين بحمص، فضمأبو عبيدة إليه مسالحه، فعسكر بفناء مدينةحمص، و أقبل خالد من قنسرين حتى انضم إليه،فاستشارهم أبو عبيدة في المناجزة و التحصنإلى مجيء الغياث، فكان خالد يأمره أنيناجزهم، و كان سائرهم يأمرونه بأن يتحصنو يكتب إلى عمر، فأطاعهم و عصى خالدا، وكتب عمر إلى سعد: أندب الناس مع القعقاع بنعمرو، و سرحهم في يومهم الّذي يأتيك فيهكتابي إلى حمص، فإن أبا عبيدة قد أحيط به،و تقدم إليهم في الجد و الحث. و كتب إليه أيضا: أن سرح سهيل بن عدي إلىالجزيرة (4) في الجند، و ليأت الرقة فإن أهلالجزيرة هم الذين استثاروا الروم على أهلحمص. فمضى القعقاع في أربعة آلاف نحو حمص،و خرج عمر من المدينة مغيثا لأبي عبيدةيريد حمص حتى نزل الجابية، و خرج أبو عبيدةففتح الله عليه، و انقض العدو، و قدمالقعقاع بعد ثلاث من يوم الوقعة، و كتب إلىعمر بالفتح و هو بالجابية، فكتب عمر:أشركوهم فإنّهم نفروا إليكم، و تفرق بهمعدوكم. و انتهى سهيل بن عدي إلى أهل الرقة، و قدارفض أهل الجزيرة فحاصرهم فصالحوه، و خرجعبد الله بن عبد الله بن عتبان إلى نصيبينفصالحوه كما فعل أهل الرقة، و سار عياض معسهيل و عبد الله إلى حران، فأخذ ما دونها،فلما انتهى إليها اتقوه بالجزية فقتلمنهم.