منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و مضى سهيل و عبد الله إلى الرهاء فأجابوهبالجزية، و استعمل عمر حبيب بن سلمة علىعجم الجزيرة و حربها، و استعمل الوليد بنعقبة على عرب الجزيرة. و قد ذكرنا أن عمر أتى الشام أربع مرات،مرتين في سنة ستة عشر، و مرتين في سنة سبعةعشر، فأما هذه المرة فإنه لم يدخلها لأجلالطاعون، و الخرجة الرابعة أذن له بلالحين حضرت الصلاة، فبكى الناس عند ذكر رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكانأشدهم بكاء عمر رضي الله عنه. [أخبرنا عبد الأول، قال: أخبرنا الداوديّ،قال: أخبرنا ابن أعين، قال: أخبرناالفربري، قال: حدّثنا البخاري، قال:حدّثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنامالك، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بنعبد الله بن الحارث بن نوفل] (1)، عن عبدالله بن عباس (2): أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلىالشام حتى إذا [كان] يسرغ لقيه أمراءالأجناد- أبو عبيدة بن الجراح و أصحابه-فأخبره أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابنعباس: قال لي عمر: أدع لي المهاجرينالأولين. فدعوتهم، فاستشارهم، و أخبرهم أنالوباء قد وقع بالشام (3)، فاختلفوا، فقالبعضهم: قد خرجت لأمر، و لا نرى أن ترجع عنه.و قال بعضهم: معك بقية الناس و أصحاب رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و لا نرىأن تقدمهم على هذا الوباء فقال: ارتفعواعني. ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم،فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم. فقال: ارتفعوا عني. ثمقال: ادع لي من كان [ها هنا] من مشيخة قريشمن مهاجرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف منهمعليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء. فنادى عمر فيالناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه.فقال أبو عبيدة بن الجراح: أ فرار من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيركقالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر اللهإلى قدر الله، أ رأيت إن كان لك إبل هبطتواديا له عدوتان: إحداهما خصيبة، و الأخرىجدبة،