منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
فقال: نعم، فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر:«اعرض على صاحب الاسكندرية أن يعطيكالجزية على أن تخيّروا من في أيديكم منسبيهم بين الإسلام و بين دين قومه، فمناختار الإسلام فهو من المسلمين، و مناختار دين قومه أدّى الجزية كقومه، فأمامن تفرق من سبيهم بأرض العرب، فبلغ مكة والمدينة و اليمن، فإنه لا يقدر على ردّهم». فقال صاحب الإسكندرية: قد فعلت، ثم فتحتلنا الإسكندرية، فدخلناها. و قال أبو عمر محمد بن يوسف التجيبي: قالسعيد بن عفير عن أشياخه: لمّا جاز المسلمونالحصن- يعني حصن مصر- أجمع عمرو على المسيرإلى الإسكندرية، فسار إليها في ربيع الأولسنة عشرين، و أمر بفسطاطه أن يقوّض، فإذابحمامة (1) قد باضت في أعلاه فقال: لقد تحرمتبجوارنا، أقرّوها الفسطاط حتى تطيرفراخها. فأقروا الفسطاط، و وكل به أن لاتهاج حتى تشتد فراخها، فبذلك سميت الفسطاطفسطاطا. [أخبرنا محمد بن الحسين، و إسماعيل بنأحمد قالا: أخبرنا ابن النقور، أخبرناالمخلص أحمد بن عبد الله، حدّثنا السري بنيحيى، أخبرنا شعيب، حدّثنا سيف، حدّثناأبو عثمان] (2)، عن خالد و عبادة قالا: خرجعمرو إلى مصر بعد ما رجع عمر إلى المدينة،حتى انتهى إلى باب مصر، و اتبعه الزبير،فاجتمعا، فلقيهم هناك أبو مريم جاثليق (3)مصر، و معه الأسقف الّذي بعثه المقوقسلمنع بلادهم، فلما نزل بهم عمرو قاتلوه،فأرسل إليهم: لا تعجلوا لنقدر إليكم و تروارأيكم بعد، فكفوا أصحابكم (4). و أرسل إليهم عمرو، فإنّي بارز فليبرزإليّ أبو مريم و أبو مرياهم. فأجابوه إلىذلك، و أمن بعضهم بعضا، فقال لهما عمرو:أنتما راهبا هذه المدينة فاسمعا: إنّ اللهعز و جل بعث محمدا صلّى الله عليه وآلهوسلّم بالحق، و أمره به، فأمرنا به محمدصلّى الله عليه وآله وسلّم، و أدّى إليناكل الّذي أمر (5) به،