منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
ثم مضى و قد قضى الّذي عليه (1)، و تركنا علىالواضحة، و كان مما أمرنا به الاعتذار إلىالناس، فنحن ندعوكم إلى الإسلام، فمنأجابنا إليه قبلناه، و من لم يجبنا إليهعرضنا عليه الجزية، و قد أعلمنا أننامفتتحوكم، و أوصانا بكم حفظا لرحمنا فيكم،فإن لكم إن أجبتمونا إلى ذلك ذمة إلى ذمّة،و مما عهد إلينا أميرنا «استوصوابالقبطيين خيرا» فإن رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم أوصاني بالقبطيين خيرا،لأن لهم رحما و ذمة. فقالا: قرابة بعيدة، فلا يصل مثلها إلاالأنبياء و أتباع الأنبياء معروفة شريفة،كانت بنت ملكنا، فصارت إلى إبراهيم، مرحبابك و أهلا، أمّنا حتى نرجع إليك. فقال عمرو: إن مثلي لا يخدع، و لكنيأؤجلكما ثلاثا لتنظرا أو لينظر قومكما، وإلا ناجزتكم. فقالا: زدنا. فزادهما يوما (2)، قالا: زدنا.فزادهما يوما، فرجعا إلى المقوقس فهم،فأبي أرطبون (3) أن يجيبهما، و أمربمناجزتهم، فركب المسلمون أكتافهم، و قالأهل الفسطاط- يعني (4) مصر- لملكهم: ما تريدإلى قوم قد قتلوا كسرى و قيصر، و غلبوهمعلى بلادهم، صالح القوم و كان صلحهم: هذاما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر الأمان علىأنفسهم، و أموالهم، و كنائسهم، و صليبهم،و عليهم أن يعطوا الجزية، و من دخل فيصلحهم من الروم و النوب فله مثل ما لهم، ومن أبى و اختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغمأمنه، فدخل في ذلك أهل مصر، و قبلواالصلح. فمصّر عمرو الفسطاط و تركه المسلمون، وأمّره عمر رضي الله عنه عليها، فأقام بها،و وضع مسالح مصر على (5) السواحل و غزة، وكان داعية ذلك أن قيصر غزا مصر و الشام فيالبحر (6)، و نهد لأهل حمص بنفسه.