دون الجبل- يعني جبل حلوان- إلى أرض العربو هو أسفل الفرات، و كتب إلى عمر:
إني وجدت كل شيء بلغه الماء من عامر وغامر ستة و ثلاثين ألف ألف جريب، و كانذراع عمر الّذي مسح به السواد ذراعا و قبضةو الإبهام مضجعة. و كتب إليه عمر: أن أفرضعلى كل جريب عامر أو غامر، عمله صاحبه أولم يعمله درهما و قفيزا، و فرض على الكروم(1) كل جريب عشرة دراهم، و على الرطاب خمسةدراهم، و أطعمهم النخل و الشجر فقال: هذاقوة لهم على عمارة بلادهم، و فرض على رقابأهل الذمة على الموسر ثمانية و أربعيندرهما، و على من دون ذلك أربعة و عشرين، وعلى من لا يجد اثني عشر درهما، فحمل منخراج سواد الكوفة إلى عمر في أول سنة ستة وثمانون ألف ألف درهم، و حمل من قابل عشرونو مائة ألف ألف درهم، فلم يزل على ذلك.
قال المؤلف (2): و قد ذكرنا أن مقدار هذاالطول مائة و خمسة و عشرون فرسخا، و قدرالعرض ثمانون فرسخا، فجبى السواد مائة ألفألف و ثمانية و عشرين ألف ألف، و جباه عمربن عبد العزيز مائة ألف ألف درهم و أربعة وعشرون ألف ألف درهم بعد أن جباه الحجاجبظلمه و عسفه (3) مائة ألف ألف و ثمانية عشرألف ألف درهم، و كان الحجاج قد منع ذبحالبقر ليكثر الحرث. فقال الشاعر:
شكونا إليه خراب السواد
فحرّم فينالحوم البقر
فحرّم فينالحوم البقر
فحرّم فينالحوم البقر
و إنما سمي سوادا لأن العرب حين جاءوانظروا إلى مثل الليل من النخل و الشجر والماء فسمّوه سوادا.
(1) في الأصل: «الكرة على».
(2) في ت: «المصنف».
(3) في الأصل: «و فسقه».
(4) في الأصل: «و قد كان هذا السواد جبى منزمن الإكاسرة».