منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
الحمد للَّه، ما كان [من] (1) شيء أهمّإليّ من ذلك، فإذا أنا قبضت (2) فاحملوني،ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإنأذنت لي فأدخلوني، و إن ردّتني ردّوني إلىمقابر المسلمين. و جاءت أم المؤمنين حفصة و النساء تسيرمعها، فلما رأيناها قمنا، فولجت (3) عليهفبكت عنده ساعة، و استأذن الرجال، فولجتداخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل،فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين، استخلف.قال: ما أجد أحقّ بهذا الأمر من هؤلاءالنفر- أو الرّهط- الذين توفي رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم و هو عنهم راض.فسمى عليا، و عثمان، و الزبير، و طلحة، وسعد، و عبد الرحمن، و قال: يشهدكم عبد اللهبن عمر، و ليس له من الأمر شيء- كهيئةالتعزية [له]- فإن أصابت الإمرة سعدا فهوذاك، و إلا فليستعن به أيّكم ما أمّر،فإنّي لم أعزله عن عجز و لا خيانة. و قال:أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرينالأوّلين، أن يعرف لهم حقّهم، و يحفظ لهمحرمتهم. و أوصيه بالأنصار خيرا، الذينتبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم، أن يقبلمن محسنهم، و أن يجاوز عن مسيئهم، و أوصيهبأهل الأمصار خيرا، فإنّهم ردء الإسلام، وجباة المال و غيظ العدو، و أن لا يؤخذ منهمإلّا فضلهم عن رضاهم. و أوصيه بالأعرابخيرا، فإنّهم أصل العرب، و مادّة الإسلام،أن يؤخذ من حواشي أموالهم، و يردّ علىفقرائهم. و أوصيه بذمّة الله و ذمة رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم، أن يوفي لهم بعهدهم.و أن يقاتل من ورائهم، و لا يكلّفوا إلّاطاقتهم. فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبدالله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب.قالت: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك معصاحبيه. فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاءالرهط. فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلىثلاثة منكم. فقال الزّبير: قد جعلت أمري إلى عليّ. فقال طلحة: قد جعلتأمري إلى عثمان، و قال سعد: قد جعلت أمريإلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن:أيّكما تبرّا (4) من هذا الأمر