[قال ابن سعد: و أخبرنا الفضل بن دكين قال:حدثني أبو معشر] (1)، عن محمد بن قيس قال:جاءت أم أيمن إلى النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم فقالت: احملني فقال: «أحملك علىولد الناقة» فقالت: يا رسول الله، إنه لايطيقني و لا أريده. قال: «لا أحملك إلا علىولد الناقة». يعني: كان يمازحها، و كانيمزح و لا يقول إلا حقا، و الإبل كلها ولدالنوق (2).
قال علماء السير: حضرت أم أيمن أحدا، وكانت تسقي الماء، و تداوي الجرحى، و شهدتخيبر، و لما قبض رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم بكت و قالت: إنما أبكي على خبرالسماء، كيف انقطع، و لما قتل عمر بكت وقالت: اليوم و هي الإسلام.
و توفيت في أول خلافة عثمان و قيل: فيخلافة أبي بكر.
235- سراقة بن مالك بن جعشم (3).
هو الّذي لحق رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم بعد خروجه من الغار، فقال رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم:«اللَّهمّ اكفناه» فساخت قوائم فرسه،فقال: اكتب لي كتابا بالأمن، فأمر عامر بنفهيرة فكتب له كتاب أمن، فلما كان رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينالطائف و الجعرانة أتاه بالكتاب فقال: يارسول الله، هذا يوم وفاء. فأسلم.و توفي في هذه السنة.
236- عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بنعدي بن سهم.
ذكر في الصحابة، و شهد الفتح بمصر، و هوأول من ولي القضاء بمصر، و كان صاحب ضيافة،فقال يزيد بن أبي حبيب: كتب عمر بن الخطابإلى عمرو بن العاص: أن أفرض لكل من قبلك ممنبايع تحت الشجرة في مائتين [من] العطاء، وابلغ ذلك بنفسك بإمارتك، و افرض لخارجة بنحذافة في الشرف لشجاعته، و افرض لعثمان بنقيس في الشرف لضيافته.
(1) في الأصل: «روى ابن سعد بإسناده عن محمدبن قيس».
(2) الطبقات الكبرى 8/ 163.
(3) الطبقات الكبرى 1/ 232.