منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرناأحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدّثني عميمصعب] (1) بن عبد الله قال: غزا عبد الله بنالزبير إفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبيالسرح، فحدثني الزبير بن حبيب قال: قال عبدالله بن الزبير: هجم علينا جرجير في عسكرنافي مائة و عشرين ألفا، فاختلطوا بنا في كلمكان، و سقط في أيدي المسلمين، و نحن فيعشرين ألفا من المسلمين و اختلف الناس علىابن أبي السرح، فدخل فسطاطا له فخلا فيه، ورأيت غرة من جرجير، بصرت به خلف عساكره علىبرذون أشهب، معه جاريتان تظلان عليه بريشالطواويس، بينه و بين جنده أرض بيضاء ليسفيها أحد، فخرجت أطلب ابن أبي سرح، فقيل:قد خلا في فسطاطه، فأتيت حاجبه، فأبى أنيأذن لي عليه، فدرت من كسر الفسطاط فدخلتعليه فوجدته مستلقيا على ظهره، فلما دخلتفرع و استوى جالسا، فقال: ما أدخلك عليّ ياابن الزبير؟ قلت: إني رأيت عورة من العدو[فأخرج] (2) فاندب لي الناس. قال: و ما هي؟فأخبرته فخرج معي سريعا، فقال: يا أيهاالناس، انتدبوا مع ابن الزبير، فاخترتثلاثين فارسا، و قلت لسائرهم: اثبتوا (3)على مصافكم. و حملت في الوجه الّذي رأيتفيه جرجير، و قلت لأصحابي: احموا لي ظهري،فو الله ما نشبت أن خرقت الصفّ إليه، فخرجتصامدا له، و ما يحسب (4) هؤلاء أصحابه إلاأني رسول إليه حتى دنوت منه، فعرف الشر،فثنى برذونه موليا، فأدركته فطعنته، فسقطو سقطت الجاريتان عليه، و أهويت إليهمبادرا فدققت عليه بالسيف، و أصبت يد إحدىالجاريتين فقطعتها، ثم احترزت رأسهفنصبته في رمحة، و كبّرت، و حمل المسلمونفي الوجه الّذي كنت فيه، و أرفض العدو فيكل وجه، و منح الله المسلمين أكتافهم،فلما أراد ابن أبي سرح أن يوجّه بشيرا إلىعثمان قال: أنت أولى من هاهنا بذلك. فانطلقإلى أمير المؤمنين فقدمت على عثمانفأخبرته بفتح الله و نصره، و وصفت له أمرناكيف كان، فلما فرغت من ذلك قال: هل تستطيعأن تؤدي هذا إلى