و ذكر ابن إسحاق أن ابن مسعود صلى عليهمنصرفه من الكوفة (1).
239- عبد الله بن قيس بن زيادة بن الأصم (2).
و أمه عاتكة، و هي: أم مكتوم بنت عبد اللهبن عتيكة بن عامر.أسلم ابن أم مكتوم بمكة قديما، و كان ضريرالبصر، ذهبت عيناه و هو غلام، و قدمالمدينة مهاجرا. قال البراء: أول من قدمعلينا من المهاجرين مصعب، ثم ابن أممكتوم، فكان يؤذّن للنّبيّ صلّى الله عليهوسلّم بالمدينة مع بلال، و كان رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم يستخلفه علىالمدينة.
[أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال: أنبأناأبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا ابن حيويهقال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرناالحسين بن الفهم قال: حدّثنا محمد بن سعدقال: أخبرنا أبو معاوية قال:] (3) حدّثناهشام بن عروة، عن أبيه قال: كان النبي صلّىالله عليه وسلّم جالسا مع رجال من قريش،فيهم عتبة بن ربيعة و ناس من وجوه قريش و هويقول لهم: أ ليس حسنا إن جئت بكذا فيقولون:بلى. فجاء ابن أم مكتوم و هو مشتغل بهم،فسأله عن شيء فأعرض، فأنزل الله تعالى:عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُالْأَعْمى 80: 1- 2 (4) يعني:
ابن أم مكتوم أَمَّا من اسْتَغْنى 80: 5يعني: عتبة و أصحابه فَأَنْتَ لَهُتَصَدَّى 80: 6، وَ أَمَّا من جاءَكَيَسْعى وَ هُوَ يَخْشى 80: 8- 9 يعني ابنأم مكتوم.
[قال ابن سعد: و أخبرنا عفان بن مسلم قال:حدّثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت](5)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزلت: لايَسْتَوِي الْقاعِدُونَ منالْمُؤْمِنِينَ 4: 95 ... وَ الْمُجاهِدُونَفي سَبِيلِ الله 4: 95 فقال عبد الله بن أممكتوم: أي رب أنزل عذري، أين عذري؟ فأنزلالله: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ 4: 95 (6)فجعلت بينهما، و كان بعد ذلك يغزو
(1) في متن الأصل ما نصه: «قال الناقل لهذاالتاريخ: إني وجدت على هامش الكتاب فيالأصل مكتوب عن وفاة أبي ذر يقول (هكذا):هذا وهم، و إنما أبو ذر مات في سنة اثنتين وثلاثين بلا خلاف».
(2) الطبقات الكبرى 2/ 152، 3/ 627. 4/ 105، 107، 319، 6/16، 7/ 442.
(3) في الأصل: «روى المؤلف بإسناده عنهشام».
(4) سورة: عبس.
(5) في الأصل: «روى ابن سعد بإسناده عن ابنأبي ليلى».
(6) سورة: النساء، الآية: 95.