منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم يطيق، إن الله اصطفىمحمدا على العالمين و عصمه من الآفات. [و حدّثنا سيف] (1) عن هشام بن عروة، عنأبيه، قال: لما بويع أبو بكر و جمع الأنصارعلى الأمر (2) الّذي افترقوا عنه، قام ليتمبعث أسامة، و قد ارتدت العرب، و نجمالنفاق، و اشرأبت اليهودية و النصرانية، والمسلمون كالغنم المطيرة في الليلةالشاتية، لفقد نبيهم صلّى الله عليه وآلهوسلّم و قلتهم و كثرة عدوهم، فقال لهالناس: إن هؤلاء جلّ المسلمين، و العرب علىما ترى [قد انتقضت بك] (3)، فليس ينبغي لكأن تفرق عنك جماعة المسلمين. فقال أبو بكر:و الّذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أنالسباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمربه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته. فلما (4) فصل أسامة ارتدت العرب و تروخي عنمسيلمة (5) و طليحة، فاستغلظ أمرهما و ارتدتغطفان الا ما كان من أشجع و خواص منالأفناء، و قدمت هوازن رجلا و أخرت أخرى،أمسكوا الصدقة إلا ما كان من ثقيف، و ارتدتخواص من سليم، و كذلك سائر الناس بكل مكان،و قدمت رسل رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم من اليمن و اليمامة و بلاد بني أسد،فكان أول من صادم أبو بكر عبسا و ذبيان،عاجلوه فقاتلهم قبل رجوع أسامة. قال ربيعة الأسدي: قدمت وفود أسد و غطفان وهوازن وطئ فعرضوا الصلاة على أن يعفوا منالزكاة، و اجتمع جماعة من المسلمين علىقبول ذلك منهم، فأتوا أبا بكر فأبى إلا ماكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّميأخذ، و أجلهم يوما و ليلة، فتطايروا إلىعشائرهم. قال الشعبي: قال أبو بكر لعمر و عثمان وعلي و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير وسعد و أمثالهم: أ ترون ذلك- يعني قبولالصلاة منهم دون الزكاة- قالوا: نعم