منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
حتى تسكن الناس و ترجع الجنود، فقام فحمدالله و أثنى عليه، و قال: لو منعوني عقالامما أعطوه رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم ما قبلت منهم ألا برئت الذمة من رجلمن هؤلاء الوفود وجد بعد يومه و ليلته،فتواثبوا يتخطون رقاب الناس، ثم أمر عليارضي الله عنه بالقيام على نقب من أنقابالمدينة، و أمر الزبير بالقيام على نقب، وأمر طلحة بالقيام على نقب آخر، و أمر عبدالله بن مسعود بالعسيس بالليل وجد في أمرهو قام على رجل. و قال إبراهيم النخعي: أول ما ولي أبو بكرولى عمر القضاء و أمر ابن مسعود بعسسالمدينة. قال علماء السير (1): و جاء المشركون فطرقواالمدينة بعد ثلاث، فوافقوا أنقاب المدينةمحروسة [فبهتوهم] (2)، و خرج أبو بكر في أهلالمسجد على النواضح إليهم، فانقش العدو (3)فاتبعهم المسلمون فإذا للمشركين ردءبأنحاء قد نفخوها، ثم دهدهوها (4) بأرجلهمفي وجوه الإبل، فنفرت بالمسلمين [و همعليها] (5) حتى دخلت بهم المدينة، [فلم يصرعمسلم و لم يصب] (6). و بات أبو بكر ليلتئذ يتهيأ، فعبّى الناس،و خرج على تعبيته في آخر الناس يمشي، و علىميمنته النعمان بن مقرن، و على ميسرته عبدالله بن مقرن، و على الساقة سويد بن مقرن[معه الركاب]، فما طلع الفجر إلا و هم والعدو في صعيد واحد، فما سمعوا للمسلمينحسا حتى وضعوا فيهم السيوف، فما ذرّ قرنالشّمس حتى ولى المشركون الأدبار. واتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة، و نزلبها النعمان بن مقرن في عدد، و رجع إلىالمدينة فدك بها المشركون، فوثب بنو ذبيانو عبس على من كان فيهم من المسلمين،فقتلوهم.