منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
عمر رضي الله عنه قال: أ رئاء يا عدو الله،عدوت على رجل من المسلمين فقتلته ثم تزوجتامرأته، لئن أمكنني الله منك لأرجمنك، ثمتناول الأسهم فكسرها و خالد ساكت لا يردعليه شيئا يظن أن ذلك عن رأي أبي بكر، فلمادخل على أبي بكر أخبره الخبر و اعتذر إليهفصدقه و قبل عذره، و كان عمر يحرض أبا بكرعلى عزله، و أن يقيد منه، فقال أبو بكر: مهيا عمر، ما هو بأول من أخطأ، فارفع لسانكعن خالد، ثم ودى مالكا و أمر خالدا أنيتجهز للخروج إلى مسيلمة الكذاب، و وجهمعه المهاجرين و الأنصار، و كان ثمامة بنأثال الحنفي قد كتب إلى أبي بكر رضي اللهعنه يخبره أن أمر مسيلمة قد استغلظ. فبعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل و اتبعهشرحبيل بن حسنة، و قال: الحق بعكرمةفاجتمعا على قتال مسيلمة و هو عليك، فإنفرغتم فانصرفا إلى قضاعة، و أنت عليه،فلما أحس عكرمة بذلك أغذّ السير فقدم علىثمامة فأنهضه (1)، فقال ثمامة: لا تفعل فإنأمر الرجل مستكثف و قد بلغني ان خلفك جندافيتلاحقون، فأبي عكرمة و عاجلهم مسيلمةفالتقوا فاقتتلوا فأصيب من المسلمين،فبعث أبو بكر إلى عكرمة فصرفه إلى وجه آخر. فلما قدم خالد من البطاح أمره أبو بكربالسير إلى مسيلمة، فخرج حتى إذا كانقريبا من اليمامة تقدمت خيل المسلمين،فإذا هم بمجاعة بن مرارة الحنفي في ستة نفرمن بني حنيفة، فجاءوا بهم إلى خالد، فقاللهم: يا بني حنيفة ما تقولون؟ فقالوا: منا نبي و منكم نبي، فعرضهم على السيف،فبقي منهم مجاعة و رجل يقال له: سارية بنعامر. فلما قدم سارية ليقتل قال لخالد: إن كنتتريد بأهل هذه القرية خيرا أو شرا فاستبقهذا الرجل يعني مجاعة، ففعل ذلك، و أوثقهفي الحديد ثم دفعه إلى امرأته، و قال:استوصي به خيرا، ثم مضى حتى نزل منزلا مناليمامة، فعسكر به، فخرج إليه مسيلمة، وكان عدد بني حنيفة أربعين ألف مقاتل، و قدممسيلمة أمامه الرّحّال (2) بن عنفوة، و قدكان الرّحّال قدم على رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم فأسلم و قرأ سورة البقرة.