منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
قبله أنبياء؟ قالوا: نعم، قال: فما فعلوا؟قالوا: ماتوا، قال: فإن محمدا قد مات كماماتوا، فعادوا إلى الإسلام. فلما فرغ خالد من اليمامة بعث أبو بكرالعلاء بن الحضرميّ إلى البحرين في ستةعشر فارسا، فقال ابن عبد القيس: إن لميرتدوا فهم جندك فسار مع العلاء حتى بلغهعبد القيس، فكتب الجارود إلى العلاء: إنبيني و بينك أسود النهار و ضباع الليل،ففهم فبعث العلاء جنوده تحت الليل فقتلوهمو سار و أمده ثمامة بقومه، فنزل العلاءبأصحابه ليلة فنفرت الإبل فما بقي عندهملا زاد و لا مزاد، و أوصى بعضهم إلى بعضفصلى بهم العلاء الفجر و جثى فدعا فلاح لهمماء، فذهبوا إليه فشربوا، فإذا الإبل[تكرد من كل وجه] (1)، فقام كل رجل منهم إلىظهره، فما فقدوا سلكا (2)، و خندق المسلمونو تراجعوا و تراوحوا القتال شهرا، ثم كرالمرتدون، فتحصن المسلمون، منهم بحصنبالبحرين يقال له: جواثا حتى كادوا يهلكونجوعا، فنزل بعض المسلمين ليلا، فجال فيعسكر القوم ثم عاد فقال: إن القوم سكارى،فخرج إليهم العلاء و أصحابه، فوضعوا فيهمالسيوف، و أخذوا غنائمهم. و لما فرغ العلاء من البحرين سار إلى هجرفافتتحها صلحا و كان فيها راهب، فقيل له:ما دعاك إلى الإسلام فقال: ثلاثة أشياءخشيت أن يمسخني [الله] (3) بعدها إن لمأسلم: فيض في الرمال، و تمهيد أثباجالبحار، و دعاء سمعته في عسكرهم في الهواءمن السحر، قالوا: اللَّهمّ أنت الرحمنالرحيم، لا إله غيرك، و البديع ليس قبلكشيء، و الدائم غير الغافل، [و الحي] (4)الّذي لا يموت، و خالق ما يرى و ما لا يرى،و كل يوم أنت في شأن، علمت اللَّهمّ كلشيء بغير تعلّم، فعلمت أن القوم لميعانوا بالملائكة إلا و هم على أمر الله (5). فكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليهوسلّم يسمعون من ذلك الهجريّ بعد.