منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و وجه أبو بكر رضي الله عنه عكرمة بن أبيجهل في خمسمائة مددا لزياد، فقدموا عليه وقد قتل أولئك و غنم أموالهم فأشركهم فيالغنيمة. و تحصنت ملوك كندة و من بقي معهم في النجيرو أغلقوا عليهم فجثم عليهم زياد و المهاجرو عكرمة، و كان في الحصن الأشعث بن قيس،فلما طال الحصار، قال الأشعث: أنا أفتح لكمباب الحصن و أمكنكم ممن فيه على أن تؤمنوالي عشرة، فأعطوه ذلك، ففتح باب الحصن، ثمعزل عشرة (1) أنفس و لم يعد فيهم نفسه و هويرى أنهم لا يحسبون به في العشرة، فقالوا:إنما صالحناك على عشرة، فنحن نعفو عنهؤلاء و نقتلك لأنك لم تعد نفسك فيهم، فقاللهم: و إن ظنكم ليدلكم على أني أصالح عنغيري و أخرج بغير أمان، فجادلهم و جادلوه،فقالوا: نرد أمرك إلى أبي بكر رضي الله عنهفيرى فيك رأيه، و أمر زياد بكل من في الحصنأن يقتلوا فقتلوا، و كانوا سبعمائة، و سبىنساءهم و ذراريهم، و حمل الأشعث إلى أبيبكر رضي الله عنه، فزعم أنه قد تاب و دخل فيالإسلام، و قال: من علي و زوجني أختك،فإنّي قد أسلمت، فزوجه أبو بكر رضي اللهعنه أم فروة بنت أبي قحافة، فولدت لهمحمدا، و إسحاق، و إسماعيل، فأقامبالمدينة، ثم خرج إلى الشام في خلافة عمررضي الله عنه، و كانت ردة اليمن سنة أحدىعشرة. روى المؤلف بإسناده عن أبي رجاء العطاردي(2)، قال: دخلت المدينة فرأيت الناسمجتمعين، و رأيت رجلا يقبل رأس رجل و هويقول: أنا فداؤك، لو لا أنت لهلكنا، فقلت:من المقبّل و من المقبّل، قالوا: ذاك عمريقبل رأس أبي بكر رضي الله عنهما في قتالهأهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بهاصاغرين. و في هذه السنة كتب معاذ بن جبل و عمالاليمن إلى أبي بكر يستأذنونه في القدوم،فكتب إليهم: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثكملما بعثكم له من أمره، فمن كان أنفذ أمررسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشاء أن