قاتلتكم، قالوا: لا حاجة لنا في حربك،فصالحهم على تسعين و مائة ألف درهم، فكانتأول جزية حملت إلى المدينة من العراق.
و في رواية أخرى: أن عبد المسيح لما حضرعند خالد وجد معه شيئا يقلبه في كفه، فقال:ما هذا؟ قال: سم، قال: و ما تصنع به؟ قال: إنكان عندك ما يوافق قومي حمدت الله و قبلته،و إن كانت الأخرى لم أكن أول من ساق إليهمذلا أشربه و أستريح من الحياة، قال: هاته.فأخذه خالد، و قال: بسم الله، و باللَّه ربالأرض و السماء الّذي لا يضر مع اسمهشيء، ثم أكله فجللته غشية، ثم ضرب بذقنهصدره طويلا ثم عرق و أفاق كأنما نشط منعقال، فرجع ابن بقيلة إلى قومه، فقال:جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضرهفصانعوا القوم و ادرءوهم عنكم فإنّهممصنوع لهم، فصالحوهم على مائة ألف درهم.
[قال مؤلف الكتاب] (1): و هذا عبد المسيح هوابن (2) عمرو بن قيس بن حبان بن بقيلة، و اسمبقيلة ثعلبة، و قيل: الحارث، و إنما سميبقيلة، لأنه خرج على قومه في بردينأخضرين، فقالوا: ما أنت إلا بقيلة. و عاشعبد المسيح ثلاثمائة و خمسين سنة، و كاننصرانيا، و خرج بعض أهل الحيرة يخط ديرا فيظهرها، فلما حفر و أمعن وجد كهيئة البيت، ووجد رجلا على سرير من زجاج و عند رأسهكتابة: أنا عبد المسيح بن بقيلة و مكتوببعده:
حلبت الدهر أشطر، حياتي
و كافحت الأمور و كافحتني
و كدت أنال في الشرف الثريا
و لكن لاسبيل إلى الخلود
و نلت من المنىفوق المزيد
و لم أجعلبمعضلة كؤود
و لكن لاسبيل إلى الخلود
و لكن لاسبيل إلى الخلود
روى مجالد، عن الشعبي (3): أقرأني بنو بقيلةكتاب خالد إلى أهل المدائن:
«من خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارسسلام على من اتبع الهدى، أما بعد
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
(2) في الأصل: «هو عمرو بن قيس».
(3) الخبر في تاريخ الطبري 3/ 346، و البداية 6/386.