أ- الرثاء وطقوس الموت
يعد الرثاء من أكثر الأشكال الشعرية ارتباطاً بالموروث الشعبي لما يتميز به من خصائص شفهية كشدة الاهتمام بالقافية والتجنيس السجعي والترديد والترصيع بأنواعه. وربما خير مثال نقدمه على هذا الارتباط بعض قصائد الخنساء التي لا يستبعد أن تكون منحدرة من الشعر الشعبي الترنيمي الذي يتميز بجرسه ونغمه أكثر من تميزه بأفكاره ودلالاته. فعندما تقول الخنساء:
يهدي الرعيل إذا ضاق السبيل بهم
المجد حلته، والجود علّته
خطّاب محفلة، فراج مظلمة
حمال ألوية، قطاع أودية
سمّ العداة، وفكاك العناة، إذا
لاقى الوغى لم يكن للموت هيابا
نهد التليل لصعب الأمر ركّابا
والصدق حوزته، إن قرنه هابا
إن هاب معضلة سنّى لها بابا
شهاد أندية، للوتر طلاّبا
لاقى الوغى لم يكن للموت هيابا
لاقى الوغى لم يكن للموت هيابا