ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
هكذا بدا لنا أن هذا العمل قد اتخذ الشكل الحر نمطاً له، وعمل على الإفادة من جو الحرية التي يوفرها هذا النمط الشعري الجديد، وهو إلى ذلك كله، لم يبتعد عن جوهر القصيدة العربية، فالوزن والقافية ظلا عنصرين أساسيين لهما أهميتهما الخاصة، إذ لم يخرج الشاعر عن قوانينهما في الإيقاع العروض الأساسي.
وإذ قد فرغنا من هذه الحدود، فلنبحث كيف ينبغي أن يكون نظم "المصطلحات اللغوية" التي تضمنها هذا العمل الشعري، إذ كانت -المصطلحات اللغوية -تثير الانتباه وهي -في الوقت نفسه -لا تدل على مستوى عال من الجودة، إذ يبدو في لغته مزيج من الإبهام الذي يعمد إليه كثير من المحدثين أو "الحداثيين"، نحو قوله: (1)
"هذا هو الحلم السرمدي لتوق الحياة
تجسد بعد انبثاق هيولى الوجود
من النفق الأبيض المستقيم إلى عالم الآخرة"
ومن التفاصح الذي يدخل أحياناً في باب الاستعارات غير المفيدة والألفاظ الغريبة، كقوله بعد بضعة أسطر:
"وعاد النقاء وعاد السّلام يرنّق فوق حدود القلوب"
وأحياناً أخرى في باب الخطأ اللغوي الصريح، كقوله:
(غريباً عاد هذا الدين تحمله سواعد "هاؤم" الضعفاء) (2).
ومن المهم أن تراعى المناسبة في استعمال كل من هذه الكلمات الغريبة وهذه الاستعارات وهذه الأنواع الأخرى، كما في هذه الصورة الشعرية المركبة، التي تحاول خلق تصورات جديدة، من شأنها أن تحث على التأمل، وتثير الاهتمام، يقول: (ص 125)
"هذا الجسد البازلتي انتهشته جراء اللّهب"