ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والتي يتأزم بحركتها وطموحها الصراع المسرحي. أما مكان الحدث فهو مزيج من المكان الواقعي والأسطوري. الزمن المسرحي تاريخي، وهو مجرد إطار واسع لاستيعاب أحداث بعيدة عن أن تكون تاريخاً موثقاً".(ص138).
وختم قلعه جي تصوره لمشروعه المسرحي بأحد أسسه الراسخة:
"لكل شعب فرجته الخاصة، ولكل فرجة قوانينها وضوابطها، ومن الظلم أن نخضع أشكال هذه الفرجة إلى ضوابط المسرح الإغريقي أو الأوروبي المعاصر فننفي بعضها، وندرج بعضها الآخر تحت اسم ظواهر مسرحية.
لكل أمة تراثها الفرجوي، وقوانين هذا التراث لا تستورد وإنما تستخرج من التراث نفسه، وإذا استطعنا أن نحقق هذه الخطوة، فإننا نكون قد وضعنا أيدينا على المفتاح الحقيقي للخلاص من الأزمة التي يعاني منها المسرح.
وإلى أن يكون للمسرح العربي مثل هذه النظرية المتولدة من العقلية العربية، والمنطلقة من جذوره الحضارية، وإلى أن تتحول هذه النظرية إلى ممارسة فنية وإبداع، سيظل المسرح يعيش أزمته".(ص174).
ولم يتوقف قلعه جي عن النظر في تصوره لمسرح آخر، فنقح مشروعه عام 1992، كما في بحثه المطول "نحو مشروع آخر في المسرح العربي" (المنشور في مجلة "الفكر العربي" ـ بيروت ـ العدد 69 ـ تموز ـ أيلول 1992 ـ ص ص 54 ـ 80). اختزالاً في مواقع، وتدقيقاً في مواقع أخرى، مجدداً أسئلته إياها على مدار عقدين من الزمن. ولعله جعل بحثه أكثر تشذيباً، وأصفى لغة، وأقل محاججة ونماذج وقراءات مسرحية.
لا يختلف مسعى قلعه جي في التأصيل عن مساعي المؤصلين الآخرين في العرض والتأليف والنقد: سلمان قطاية ـ إبراهيم حمادة ـ توفيق الحكيم ـ سعد الله ونوس ـ روجيه عساف ـ الطيب الصديقي ـ يوسف إدريس ـ عز الدين المدني ـ عبد الكريم برشيد ـ محمد يوسف نجم ـ محمد المديوني ـ علي الراعي.. الخ. والأهم والأكثر جهداً في نظرية شاملة علي عقلة عرسان في سفره "الظواهر المسرحية عند العرب"(1980).
لقد عني قلعه جي بالنقد المسرحي عناية أوفى وأكمل رؤية ومنالاً في مطلع الثمانينيات في بحثه الموسوم "حركة النقد المسرحي في سورية" (المنشور في مجلة "الموقف الأدبي" ـ دمشق ـ العدد 131 ـ آذار 1982 ـ ص ص(65 ـ 77)،