ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ويشير البحثان الثاني والخامس إلى تمكن الناقد من آلته النقدية وإحاطته باتجاهات المسرح، وإلى بصيرته النقدية النافذة، وإلى معرفته بطبيعة المسرحة والتجسيد المسرحي، وإلى لغته النقدية المتطورة عن كتابه "مسرح الريادة"، وهذا واضح في تقصيه لخصائص العروض المقدمة في المهرجان العاشر:
المسرح الشعري ومأزق العبور من بوابة التفعيلة.
1 ـ الخلق البصري ولغة الجسد.
2 ـ الطليعة والتجريب.
3 ـ نقد الواقع السياسي والتحريض.
4 ـ نقد الواقع الاجتماعي والإرهاص بالتغيير.
مثلما يحفل بحثه عن عروض المهرجان المسرحي الثالث لدول مجلس التعاون وموقعه النصوص تاريخياً وفكرياً وفنياً، وإن مال إلى الإيجاز الشديد في بعض الأحيان.
وكانت عناية قلعه جي بالنقد التنظيري والنظري الأقل قياساً إلى النقد التطبيقي، وغلب عليها الاختزال وتلبية حاجات الحياة المسرحية فيما واجهه من عروض أو كتب أو مسرحيات أو ظواهر أو قضايا. وأتوقف عند مقالته "جدلية العرض المسرحي بين الكاتب والمخرج مثالاً"، (المنشورة في جريدة "الثورة" ـ دمشق ـ العدد 9689 تاريخ 19/4/1995 ص 9)، وهي نتاج مشاركته في ندوة تحمل العنوان نفسه مع مسرحيين ونقاد آخرين أقامها المعهد العالي للفنون المسرحية بمناسبة يوم المسرح العالمي، وتبين هذه المقالة الانشغال العميق لقلعه جي بالقضايا النظرية للمسرح واستقلاليته الفكرية في الاهتداء إلى حلول خاصة للعمل المسرحي، كما في مثل هذا الرأي المتبصر:
"ولكي يحقق النص مستويات أفضل للعرض لابد أن يترك المؤلف فسحة واسعة للمخرج في الإبداع والتخيل والحركة والتفسير، كما يترك المخرج للممثل فسحة واسعة للارتجال ويوطن المؤلف نفسه على أن يغادر نصه مرتين: المرة الأولى حين ينتهي من كتابة النص، والمرة الثانية حين ينتهي من لقاءاته مع المخرج والممثلين وقبل الدخول إلى معمل التدريبات، ومع العرض الأول يدخل إلى نصه المعروض من جديد موطناً نفسه على أن يقرأ نصاً جديداً لا يعتمد المحاكاة لتصوراته الذهنية، وإنما تكون تلك التصورات قاعدة للخلق الإبداعي في مجال التشخيص. بهذا نكون وتكون العلاقة بين المؤلف والمخرج ليست علاقة نسخ ومحاكاة.. ولا علاقة تضاد أو تغاير كلي، وإنما هي علاقة تكاملية".