ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وفي القضية الثالثة تستعرض المحكمة قضية مواطن شريف (حمد) يملك أرضاً صخرية ورثها عن أجداده، فاستصلحها، وزرعها، وسوّرها. وعندما رآها (شمعون) أوقف سيارته، واستولى عليها، وطرد (حمد) وأولاده. بل إنه اصطادهم كالعصافير. وعندما حاول القاضي الحكم لصالح (حمد) اقترب منه (شمعون) وبسط ياقة معطفه ليريه إشارة خفية، انقلب بعدها القاضي إلى الترحيب به، والحكم على (حمد) بالسجن.
وفي القضية الرابعة يمثل جحا وحماره أمام المحكمة بتهمة أن الحمار قد ارتكب عدة مخالفات: فهو لا يقف على الإشارات الضوئية، ويُلقي بروثه في الطريق. فيُحكم على جحا بغرامة سبعين ديناراً، لأنه لم يمنع حماره من التروّث في الطريق.
جحا: لماذا هذه العربات الفخمة. وكل مسؤول عنده عدة عربات. لماذا يبيع المسؤول الناس كلاماً وشعارات ولا يجرب أن يركب في الباص أو السرفيس؟
القاضي: يُغرّم الحمار عشرة آلاف دينار كلفة إصلاح العربة.
ساكو: وكاد أن يدهس مواطناً مسكيناً.
القاضي: يُغرّم نصف دينار ديّة كاملة.
جحا: تصليح عربة مسؤول عشرة آلاف دينار، وديّة المواطن نصف دينار، أي مدينة هذه؟!
القاضي: لأن خروج عربية من الجمارك يكلف الكثير عدا الرشاوي. أما خروج الطفل من بطن أمه فلا يكلف شيئاً.
وعندما يعلم القاضي بأن جحا وحماره مدعوان إلى الباشا يقدم لهما فروض الطاعة، ويعتذر لهما عما بدر منه.
وفي قصر الباشا يُرسّم جحا قاضياً ليحكم بين الناس بالعدل.
وفي قصر الباشا يحاور شهبندر التجار زوجةَ الباشا التي تُظهر قلقها من اختفاء الخبز، والزحام على الأفران، وارتفاعِ أسعار اللحوم والفواكه والخضار. فيرد الشهبندر بأنه يعمل من أجل المصلحة العامة التي هي مصلحة زوجة الباشا.