ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والفران المنحرف ديبو وكذلك المرابي اليهودي، ويتجلى التسلط والهيمنة والتحكم في أعمال الأمباشي وتلاعبه بقوائم المجندين واستيلائه على قوت الشعب ومؤونته ثم في محاولته ضم ليلى خطيبة حسن إلى حريمه، وكذلك في ذمته الفاسدة، ونلمح أنانية وجشعاً عند التاجر والمرابي وتتفتح وردة الحب والأمل مع حسن وليلى في حلم المستقبل الأفضل وتعترضهما صعوبات منها صلف الأمباشي وطمعه، ويتعمق الصراع والمواجهة بمواقف الفنان حسن الذي يحمس الأهل وروّاد المقهى ويثيرهم ضد العثماني، ويكشف الظلمة وألاعيبهم، ويوظف فنه ليكون صيحة الحق ويدخل في مواجهة فنية فكرية مع الحكواتي (وإن يكن دور الأخير قصيراً في العرض) الذي يبدو ممالئاً للوالي والأمباشي يبارك قصصه.
رغم أن الخندقاني وأهل الحارة استطاعوا إتمام فرح حسن، فقد أوقع به الأمباشي بعد مدة قصيرة وسيق إلى الحرب مع العثمانيين، وتعيش الحارة المأساة من جوع وأوبئة ورحيل الأحبة وخواء الديار، وتكشف بعض النفوس الضعيفة إلى أن تنجلي الغمة ويعود حسن ليبدأ فجر جديد وآمال مع الدولة العربية والتحرر من نير العثماني.
كان الأمباشي رئيس المخفر العثماني ظلاً للوالي وصورة للسلطة الغازية التي تستنزف خيرات البلاد وتحل بهم الخراب، فلقي مقاومة على رأسها الخندقاني من طرف، ومن طرف آخر عمل حسن بالفن والفكر إلا أن الشباب والفكر طاولا الزمن فعاد حسن وقد تأصلت مواقفه بالمعاناة والتجربة المرة، فتجوهرت الكلمة والرؤية مع غد أفضل.
المسرح الشامل في عرض "العرس" يجعل من البناء الدرامي ـ رغم تماسكه إلى حد كبير ـ واحداً من العناصر، وقد قامت المكونات الأخرى بدورها فهي إما جزء من الطقس والاحتفال الاجتماعيين في الحقبة التي تتوضح معالمها وما كان يغلي من تيارات، أو أنها تعبر عن المواقف والحالات وكذلك "العراضة" ومشاهد خيال الظل "الكراكوز" التي تحدثت عن الملك اللاهي الطاغية واستهتاره وخوفه من كلمة الحق وإن جاءت ساخرة ضاحكة مع "كراكوز وعيواظ" من حاشيته.