تفسير سورة الأحزاب من آية 23 - 35 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الأحزاب من آية 23 - 35

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أي: رجال أي رجال، ما أعظم
قدرهم لكونهم صادقين في العهد الأول الذي عاهدوا الله عليه في الفطرة الأولى بقوة
اليقين وعدم الاضطراب عند ظهور الأحزاب، فلم يتنحوا بكثرتهم وقوتهم عن التوحيد
وشهود تجلي الأفعال فيقعوا في الارتياب ويخافوا سطوتهم وشوكتهم (فمنهم من قضى نحبه) بالوفاء بعهده والبلوغ إلى كمال فطرته (ومنهم من ينتظر) في سلوكه بقوة عزيمته
(وما بدلوا تبديلا) بالاحتجاب بغواشي النشأة وارتكاب مخالفات الفطرة بمحبة النفس
والبدن ولذاتهما والميل إلى الجهة السفلية وشهواتها فيكونوا كاذبين في العهد، غادرين
(ليجزي الله الصادقين بصدقهم) جنات الصفات (ويعذب المنافقين) الذين وافقوا
المؤمنين بنور الفطرة وأحبوهم بالميل الفطري إلى الوحدة، وأحبوا الكافرين بسبب
غواشي النشأة والانهماك في الشهوة، فهم متذبذبون بين الجهتين لا إلى هؤلاء ولا إلى
هؤلاء، وبهيئات نفوسهم المظلمة (إن شاء) لرسوخها (أو يتوب عليهم) لعروضها
وعدم رسوخها (إن الله كان غفورا) يستر هيئات النفوس بنوره (رحيما) يفيض الكمال
عند إمكان قبوله.

(يا أيها النبي قل لأزواجك) إلى آخره، اختبر النساء هو إحدى خصال التجريد
وأقدام الفتوة التي يجب متابعته فيها، فإنه عليه السلام مع ميله إليهن لقوله: '' حبب إلي
من دنياكم ثلاث ''، إذ شوشن وقته بميلهن إلى الحياة الدنيا وزينتها خيرهن وجرد نفسه
عنهن وحكمهن بين اختيار الدنيا ونفسه، فإن اخترنه لقوة إيمانهن بقين معه بلا تفريق
لجمعيته وتشويش لوقته بطلب الزينة والميل إليها، بل على التجرد والتوجه إلى الحق
كقوى نفسه، وإن اختزن الدنيا وزينتها متعهن وسرحهن وفرغ قلبه عنهن بمثابة إماتة
القوى المستولية.

تفسير سورة الأحزاب من آية 36 - 44

(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية، من جملة الخصال التي تجب طاعته ومتابعته
فيها وهو مقام الرضا والفناء في الإرادة لكونه عليه السلام إذا فنى بذاته وصفاته في ذات
الله وصفاته تعالى أعطي صفات الحق بدل صفاته عند تحققه بالحق في مقام البقاء
بالوجود الموهوب وكان حكمه وإرادته حكم الله وإرادته تعالى كسائر صفاته. ألا ترى
إلى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4) [النجم، الآيات: 3 - 4]
فمن لوازم متابعته الفناء في إرادة الحق، فإرادته إرادة الحق فيجب الفناء في إرادته وترك
الاختيار مع اختياره وإلا لكان عصيانا و (ضلالا مبينا) لكونه مخالفة صريحة للحق.

/ 400