تفسير سورة الأحقاف من آية 13 - 15 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الأحقاف من آية 13 - 15

(إن الذين قالوا ربنا الله) أي: تجردوا عن العلائق ورفضوا العوائق وانقطعوا إلى
الله عن كل ما سواه ورحموا البصر عن طغواه فصدقا (قالوا) ربنا الله، إذ لو بقيت
منهم بقايا ولم يأمنوا التلوينات في عرصة الفناء لم يقولوا صادقين: (ربنا الله) (ثم استقاموا) بالتحقق به في العمل والتحفظ به في مراعاة آداب الحضرة عن الزلل
والخطل، بحيث لم ينبض منهم عرق ولم يتحرك منهم شعرة إلا بالله ولله (فلا خوف عليهم) إذ لا حجاب ولا عقاب (ولا هم يحزنون) إذ لا مرغوب إلا وهو حاصل لهم فلم
يفت منهم شيء ولا يفوت كما قيل: إن في الله عزاء لكل مصيبة ودركا عن كل ما فات.

(أولئك أصحاب الجنة) المطلقة الشاملة للجنان كلها (خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون) في حال السلوك حتى الوصول (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة)
لما كانت النفس ممنوة بتدبير البدن لتوقف استكمالها عليه مشغولة عن كمالها به في أول
النشأة لم تنفتح بصيرتها ولم يصف إدراكها ولم يتبين رشدها إلا وقت بلوغ النكاح كما
قال في اليتامى: (حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم) [النساء،
الآية: 6] وذلك هو الأشد الصوري.

ألا ترى أن الطبيعة من وقت الطفولة إلى هذا الحد
لا تتفرغ إلى تحصيل مادة النوع عن إيرادها ما يزيد في الأقطار من الغذاء زائدا على بدل
المتحلل من البدن لضعف الأعضاء وشدة الاحتياج إلى النمو والتصلب، فالنفس حينئذ
منغمسة في البدن، مستعملة للطبيعة في ذلك العمل، ذاهلة عن كمالها إلى هذا الأجل،
فلما قربت الآلات من حد كمالها ووصلت إلى ما يصلح لاستعمالها في تصرفاتها
وانتقص الاحتياج إلى ما يزيد في أقطارها تفرغت الطبيعة إلى ذخيرة مادة النوع من
الشخص لاستغنائها بكمال الشخص عن مادته فتفرغت النفس إلى تحصيل كمالها،
فانفتحت بصيرة عقلها وظهرت أنوار فطرتها واستعدادها وتنبهت عن نومها في مهدها،

/ 400