سورة القارعة - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(وإنه على ذلك لشهيد) لعلمه باحتجابه وشهادة عقله ونور فطرته أنه لا يقوم
بحقوق نعم الله ويقصر في جنب الله بكفرانه.

(وإنه لحب الخير لشديد) أي: وإنه لحب المال لقوي أو لأجل حب المال
بخيل، فلذلك يحتجب به غارزا رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه مشغولا به عن
الحق معرضا عن جنابه، أو أنه لحب الخير الموصل إلى الحق منقبض غير هش
منبسط.

(أفلا يعلم) أي: أبعد هذا الاحتجاب ومخالفة العقل لا يعلم بنور فطرته وقوة
عقله (إذا بعثر) أي: بعث ما في قبور أبدانهم من النفوس والأرواح (وحصل) ما في
صدورهم أي: أظهر ما في قلوبهم من هيئات أعمالهم وصفاتهم وأسرارهم ونياتهم
المكتومة فيها (إن ربهم بهم يومئذ لخبير) عالم بأسرارهم وضمائرهم وأعمالهم
وظواهرهم فيجازيهم على حسبها.

سورة القارعة

تفسير سورة القارعة من آية 1 - 5

بسم الله الرحمن الرحيم

(القارعة) الداهية التي تقرع الناس وتهلكهم وهي إما القيامة الكبرى أو
الصغرى، فإن كانت الكبرى فمعناها الحالة التي تفني المقروع من تجلي الذات الأحدية
وإفناء البشرية بالكلية وهي حالة لا يعرف كنهها ولا يقدر قدرها، تقرعهم.

(يوم يكون الناس كالفراش) أي: يكونون في ذلك الشهود في الذلة وتفرق
الوجهة كالفراش المنتثر وأحقر وأذل لأنه لا قدر ولا وقع لهم في عين الموحد كقوله:
لن يكمل إيمان المرء حتى يكون الناس عنده كالأباعر أو كالفراش (المبثوث) إذا
احترق وانبث بالنار لنظره إليهم بعين الفناء.

(وتكون الجبال) أي: الأكوان ومراتب الوجود على اختلاف أصنافها وأنواعها
(كالعهن المنفوش) لصيرورتها هباء منبثا وانتقاعها وتلاشيها بالتجلي وإن كان المراد
بالناس المقروعين من أهل الكبرى فمعناها: كالفراش المبثوث المحترق بنور التجلي
المتلاشي لا غير، وتكون الجبال أي: ذواتهم وصفاتهم مع اختلاف مراتبها وألوانها
(كالعهن المنفوش) في التلاشي، إلا أن قوله: (فأما من ثقلت موازينه 6) (وأما
من خفت موازينه 8) لا يساعده لانتفاء التفصيل هناك.

واعلم أن ميزان الحق
بخلاف ميزان الخلق، إذ صعود الموزونات وارتفاعها فيه هو الثقل وهبوطها وانحطاطها
هو الخفة لأن ميزانه تعالى هو العدل والموزونات الثقيلة أي: المعتبرة الراجحة عند الله
التي لها قدر ووزن عنده هي الباقيات الصالحات ولا ثقل أرجح من البقاء الأبدي،
والخفيفة التي لا وزن لها ولا قدر ولا اعتبار عند الله هي الفانيات الفاسدات من اللذات
الحسية والشهوات. ولا خفة أخف من الفناء الصرف.

/ 400