تفسير سورة الفتح من آية 4 - 5 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الفتح من آية 4 - 5

(هو الذي أنزل السكينة) السكينة نور في القلب يسكن به إلى شاهده ويطمئن
وهو من مبادئ عن اليقين بعد علم اليقين كأنه وجدان يقيني معه لذة وسرور (ليزدادوا إيمانا) وجدانيا ذوقيا عينيا (مع إيمانهم) العلمي (ولله جنود السماوات) من الأنوار
القدسية والأمداد الروحانية (والأرض) من الصفات النفسانية والملكوت الأرضية
كالقوى البشرية وغيرها، يغلب بعضها على بعض بمقتضى مشيئته كما غلب الملكوت
السماوية الروحية على الأرضية النفسية في قلوبهم بإنزال السكينة، وغلب الأرضية على
السماوية في قلوب أعدائهم فوقعوا في الشك والريبة (وكان الله عليما) بسرائرهم
ومقتضيات استعداداتهم وصفات فطرة الفريق الأول وكدوره نفوس الفريق الثاني
(حكيما) بما يفعل من التغليب على مقتضى الحكمة والصواب (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) بإنزال السكينة (جنات) الصفات الجارية من تحتها أنهار علوم التوكل
والرضا والمعرفة وأمثالها من علوم الأحوال والمقامات والحقائق والمعارف (ويكفر عنهم سيئاتهم) من صفات النفوس (وكان ذلك عند الله فوزا) بنيل درجات المقربين
(عظيما) بالنسبة إلى جنات الأفعال.

تفسير سورة الفتح من آية 6
إلى آية 17

(ويعذب المنافقين والمنافقات) المبطلين لاستعداداتهم، المكدرين لصفائها
بأفعالهم وملكاتهم (والمشركين والمشركات) المردودين المطرودين عن جناب الحق
من الأشقياء الذين لا يمكنهم موافقة المؤمنين ظاهرا لما بينهم من التضاد الحقيقي
والتباغض الذاتي الأصلي بحسب الفطرة (الظانين بالله ظن السوء) لمكان الشك
والارتياب وظلمة نفوسهم بالاحتجاب (عليهم دائرة السوء) بالتعذيب في الدنيا بأنواع
الوقائع كالقتل والإماتة والإذلال (وغضب الله عليهم) بالقهر والحجب (ولعنهم)
بالطرد والإبعاد في الآخرة (وأعد لهم) أنواع العذاب (ولله جنود السماوات) كررها
ليفيد تغليب الجنود الأرضية على السماوية في المنافقين والمشركين بعكس ما فعل
بالمؤمنين، وبدل عليما بقوله: عزيز، ليفيد معنى القهر والقمع لأن العلم من باب
اللطف والعزة من باب القهر.

(إن الذين يبايعونك) هذه المبايعة هي نتيجة العهد السابق المأخوذ ميثاقه على
العباد في بدء الفطرة وإنما كانت مبايعته مبايعة الله لأن النبي قد يفنى عن وجوده ويحقق
الله في ذاته وصفاته وأفعاله فكل ما صدر عنه ونسب إليه فقد صدر عن الله ونسب إليه،
فمبايعته مبايعة الله تعالى، وإنما قلنا إنها نتيجة ميثاق الفطرة إذ لو لم تكن جنسية ومناسبة
أصلية بينهم وبينه لما وجدت هذه البيعة لانتفاء الإلفة والمحبة المقتضية لها بانتفاء
الجنسية، فهي دليل سلامة فطرتهم وبقائها على صفائها الأصلي (يد الله) الظاهرة في
مظهر رسوله الذي هو اسمه الأعظم (فوق أيديهم) أي: قدرته البارزة في يد الرسول
فوق قدرتهم البارزة في صور أيديهم فيضرهم عند النكث وينفعهم عند الوفاء (فمن نكث) العهد بتكدير صفاء فطرته والاحتجاب بهيئات نشأته وتغليب ظلمة صفات نفسه
على نور قلبه الموجب لمخالفة العهد (فإنما ينكث على نفسه) أي: يعود ضرر نكثه
عليه دون غيره لسقوطه عن الفطرة الأصلية واحتجابه في الظلمات البدنية وحرمانه عن
اللذات الروحانية وتعذبه بالآلام النفسانية، وهذا هو النفاق الحقيقي (ومن أوفى)
بالمحافظة على نور فطرته (فسيؤتيه أجرا عظيما) بأنوار تجليات الصفات ولذات
المشاهدات ولهذا سميت هذه البيعة بيعة الرضوان، إذ الرضا هو فناء الإرادة في إرادته
تعالى وهو كمال فناء الصفات.

/ 400