تفسير سورة القيامة من آية 20 - 40 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم) من عمله الذي يوجب نجاته وثوابه من الخيرات
والصالحات (وأخر) ففرط وقصر فيه ولم يعمله (بل الإنسان على نفسه بصيرة) حجة
بينة يشهد بعمله لبقاء هيئات أعماله المكتوبة عليه في نفسه ورسوخها في ذاته وصيرورة
صفاته صور أعضائه، فلا حاجة إلى أن ينبأ من خارج (ولو ألقى معاذيره) أي: أرخى
ستوره فاختفى بها عند ارتكاب تلك الأعمال. أو ولو ألقى أعذاره مجادلا عن نفسه بكل
معذرة.

(لا تحرك به لسانك) أي: الإنسان عجول بالطبع كما قال: (خلق الإنسان من عجل) [الأنبياء، الآية: 37]

فلذلك اختار العاجلة واحتجب بها عن الآجلة.

ألا ترى أنك
مع وفور سكينتك وكمال وقارك بالله تعجل عند إلقائنا الوحي إليك فتظهر نفسك لتتلقفه
وهو ذنب حالك وحجاب وجودك، وهو معنى قوله: (بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة) فلا تفعل ولا تحرك لسانك به، فظهور نفسك واضطرابها عجلة به ولتكن قواك
هادية ونفسك غائبة عن مورد الوحي وقلبك سالما عن صفاتها خالصا في التوجه آمنا عن
حركة النفس.

(إن علينا جمعه وقرآنه) إن علينا جمعه فيك وقرآنه أي: ليكن جمعه في مقام
الوحدة وقراءتك إياه بنا فانيا عن ذاتك وفي عين الجمع حيث لم يكن لك وجود ولا
بقية ولا عين ولا اثر (فإذا قرأناه) أوجدناه حال فنائك فينا (فاتبع قرآنه) بالرجوع إلى
مقام البقاء بعد الفناء وظهور القلب والنفس في، ثم عند كونك في مقام التفصيل (إن علينا بيانه) وإظهار معانيه في حيز قلبك ونفسك مفصلة مشروحة.

تفسير سورة القيامة من آية 20 - 40

(كلا) ردع له عن العجلة (بل تحبون العاجلة) سواء حالك وحالهم بحكم
البشرية ومقتضى الطبيعة والنفس الطياشة.

(وجوه يومئذ ناضرة) للتنور بنور القدس والاتصال بعالم النور والسرور والنعيم
الدائم متبجحة بزينة معارفها وهيئاتها، مبتهجة ببهجة ذواتها منخرطة في سلك الملكوت
والجبروت (إلى ربها ناظرة) أي: إلى حضرة الذات خاصة متوجهة متوقعة للرحمة
التامة في مقام أنوار الصفات أو ناضرة بنوره إلى وجهه خاصة، ناظرة مشاهدة إياه لا
تلتفت إلى ما سواه مشاهدة لجمال ذاته وسبحات وجهه أو مطالعة لحسن صفاته لا
تشتغل بغيره (باسرة) كالحة لجهامة هيئاتها وظلمة ما بها من الجحيم والنيران وسماجة
ما تراه مما هناك من الأهوال وأنواع العذاب والخسران (تظن أن يفعل بها) داهية تفصل
فقار الظهر لشدتها وسوء حالها ووبالها، وشتان ما بين المرتبتين، والله سبحانه وتعالى
أعلم.

/ 400