سورة المنافقين
تفسير سورة المنافقون من آية 1 - 2
بسم الله الرحمن الرحيم(المنافقون) هم المتذبذبون الذين يجذبهم الاستعداد الأصلي إلى نور الإيمانوالاستعداد العارضي الذي حدث برسوخ الهيئات الطبيعية والعادات الرديئة إلى الكفر،
وإنما هم كاذبون في شهادة الرسالة لأن حقيقة معنى الرسالة لا يعلمها إلا الله
والراسخون في العلم الذين يعرفون الله ويعرفون بمعرفته رسول الله، فإن معرفة الرسول
لا تمكن إلا بعد معرفة الله وبقدر العلم بالله يعرف الرسول فلا يعلمه حقيقة إلا من
انسلخ عن علمه وصار عالما بعلم الله وهم محجوبون عن الله بحجب ذواتهم وصفاتهم
وقد أطفؤوا نور استعداداتهم بالغواشي البدنية والهيئات الظلمانية فأنى يعرفون رسول الله
حتى يشهدوا برسالته.
تفسير سورة المنافقون من آية 3 - 8
(ذلك ب) سبب (أنهم آمنوا) بالله بحسب بقية نور الفطرة والاستعداد (ثم كفروا) أي: ستروا ذلك النور بحجب الرذائل وصفات نفوسهم (فطبع على قلوبهم)برسوخ تلك الهيئات وحصول الرين من المكسوبات فحجبوا عن ربهم بالكلية (فهم لا يفقهون) معنى الرسالة ولا علم التوحيد والدين.(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) لأن التناسب في أشكالهم وحسن مناظرهم
وروائهم وكمال صباحتهم ووسامتهم دل على استعدادهم من جهة الفراسة ونم بنور
فطرهم، ولهذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولهم: واستمع إلى كلامهم. فإن الصباحة وحسن
المنظر لا يكون إلا من صفاء الفطرة في الأصل.