تفسير سورة الأنبياء من آية 51 - 57 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اعتبار فلا ينقص مما عملت نفس شيئا (وإن كان مثقال حبة من خردل) ومن هذا يعلم
ما قيل: إن الله تعالى يحاسب الخلائق في أسرع من فواق شاة.

(آتينا موسى) القلب (وهارون) العقل أو على ظاهرهما (الفرقان) أي: العلم
التفصيلي الكشفي المسمى بالعقل الفرقاني (وضياء) أي: نورا تاما من المشاهدات
الروحانية (وذكرى) أي: تذكيرا وموعظة (للمتقين الذين) تزكت نفوسهم من الرذائل
والصفات الحاجبة فأشرقت أنوار طيبات العظمة من قلوبهم على نفوسهم لصفائها
وزكائها فأورثت الخشية في حال الغيبة قبل الوصول إلى مقام الحضور القلبي (وهم من الساعة) أي: القيامة الكبرى على إشفاق وتوقع لوقوعها لقوة يقينهم إذ الإشفاق إنما
يكون عند التوقع لشيء مترقب الوقوع.

أي: آتيناهما في مقام القلب، العلم الذي به
يفرق بين الحق والباطل من الحقائق والمعارف الكلية وفي مقام الروح ومرتبته النور
المشاهد الباهر على كل نور، وفي مقام النفس ورتبة الصدر التذكير بالمواعظ والنصائح
والشرائع من العلوم الجزئية النافعة للمستعدين القابلين السالكين.

(وهذا ذكر) غزير الخير والبركة، شامل للأمور الثلاثة، زائد عليها بالكشف
الذاتي والشهود الحق في مقام الهوية وعين جمع الأحدية جامع لجوامع الكلم، حاف
بجميع المشاهدات والحكم إذ في البركة معنى النماء والزيادة.

تفسير سورة الأنبياء من آية 51 - 57

(ولقد آتينا إبراهيم) الروح (رشده) المخصوص به الذي يليق بمثله وهو
الاهتداء إلى التوحيد الذاتي ومقام المشاهدة والخلة (من قبل) أي: قبل مرتبة القلب
والعقل متقدما عليهما في الشرف والعز (وكنا به عالمين) أي: لا يعلم بكماله وفضيلته
غيرنا لعلو شأنه.

(إذ قال لأبيه) النفس الكلية (وقومه) من النفوس الناطقة السماوية وغيرها (ما هذه التماثيل) أي: الصور المعقولة من حقائق العقول والأشياء وماهيات الموجودات
المنتقشة فيها (التي أنتم لها عاكفون) مقيمون على تمثلها وتصورها وذلك عن عروجه
من مقام الروح المقدسة وبروزه عن الحجب النورية إلى فضاء التوحيد الذاتي، كما قال عليه
السلام: (إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا)
[الأنعام، الآيات: 78 - 79]، ومن هذا المقام قوله لجبريل عليه السلام: أما إليك فلا.

/ 400