لقد وقف علماء الشيعة من الكافي موقفاً يمكن ان يكون بالقياس الى موقف السنة من صحيح البخاري سليماً وبعيداً عن المغالاة والاسراف فلم يتنكروا لحسناته ولم يتجاهلوا ما فيه من السيئات والنقص الذي لا يخلو منه كتاب مهما اتخذ المؤلف الحيطة لاخراجه كما يريد ويحب. ومع انهم لم يغالوا فيه غلو محدثي السنة وفقهائهم في صحيح البخاري، فلقد وضعه فريق من المحدثين القدامى فوق مستواه واحاطه الاخباريون بهالة من التقديس والاكبار، و لكن من جاء بعدهم من اعلام الطائفة قضى على تلك الهائلة والفتوا الانظار الى ما فيه من نقص وعيوب. ومع كل ذلك فلقد عده الكثير من العلماء والمحدثين مجدداً بالنسبة الى من تقدمه من المؤلفين في الحديث، بالرغم من ان الذين تقدموه من المحدثين والمؤلفين قد تحروا جهدهم لتصفية الاحاديث من المكذوب والمشبوه، وتشدد القيمون في احاديث المتهمين بالغلو والوقف وغيرهما من المنحرفين عن المذهب الاثني عشري، ولكنهم كما اعتقد لم يوفقوا الى اخراج جامع للمواضيع المختلفة التي اشتمل عليها الكافي، ولا اظن انهم صنفوا الاحاديث حسب المواضيع ووزعوها على الابواب، وفي المحل الذي يناسبها كما صنع الكليني، ولم يجمع احد قبله الاصول والمرويات التي يترجح لديه صدورها عن المعصوم، ولو من جهة القرائن التي تحيط بها، حتى ولو كان الراوي لها يعتنق الغلو والوقف، او أي مذهب آخر، كما جمعها هو في كتابه ووضعها في المحل المناسب، فان الذين باشروا عملية