لم يستطع المغالون في تقديس مرويات الكافي من المتقدمين والمتأخرين على حماسهم له ان يدفعوا الطعون القاسية التي لصقها علماء الرجال والحديث بكثير من مروياته ولا ان يثبتوا صحة ما جاء فيه بشكل عام في حين ان وصف الصحة كاد ان يكون من ابرز صفاته عند فئة من الاخباريين هم أشبه بحشوية العامة لم يستطيعوا أن يثبتوا صحة مروياته لانه قد اعتمد على اجتهاداته في توثيق الرواة واختيار المرويات، والانسان مهما بلغ شأنه ومهما بالغ في البحث والتنقيب لا يخرج عن كونه انساناً يخطئ ويصيب، ولكن الكليني مع اخطائه الكثيرة لم يشذ شذوذ البخاري، فلم يرو عن صنائع الحكام وخدام القصور ولا عن احد من الصحابة ما لم تسمُ به الصحبة وترتفع به عن الدنايا والاجرام الى حيث الكرامة والاعتزاز بالفضيلة والاقتداء بالرسول (ص) بالقول والفعل.ولكنه في الوقت ذاته قد روى عن الغلاة وبعض المنحرفين عن الطريق القويم كما يبدو للمتتبع في كتب التراجم واحوال الرواة، ولعله كان يكتفي بوجود بعض الموثوقين في سند الرواية، وهو مع ذلك لم يوفق لدراسة متون بعض الاحاديث دراسة علمية بقصد التمحيص ومقارنة مضمونها مع منطق أهل البيت واسلوبهم الذي يتفق مع العلم والعقل ومنطق الحياة، ولو فعل ذلك لوجد لزاماً عليه ان يتجنب بعض تلك المرويات التي لا تعكس مبدأ الائمة ولا تنسجم مع واقعهم الرفيع الذي يمثل اسلوب جدهم الاعظم وكتاب الله الكريم، مع العلم بأنه قد