دراسات فی الکافی للکلینی والصحیح للبخاری نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الطويلة التي حددها كل من ترجمه وتعرض لتاريخه بعشرين عاماً، فجاء جامعاً لما يحتاج اليه المحدث والفقيه والمتكلم والواعظ، والمجادل، والمتعلم، والكتاب الذي يحتوي على هذه المواضيع، لا بد وان يلفت الانظار، ويصادف تقدير الباحثين من العلماء، لانه يوفر عليهم عناء البحث عن الروايات ويسد حاجة الفقيه، والمحدث والمتكلم وغيرهم في آن واحد.هذا بالاضافة الى ما كان يتمتع به مؤلفه من ثقة غالية، وشهرة واسعة، ومكانة في العلم والدين تؤهله لان يحتل المكانة التي تليق به في النفوس. ولان يكون احد المعنيين بالحديث الشريف، (سيبعث الله لامتي على رأس كل مائة من يجدد لها دينها(1) كما يرى ذلك جماعة من الفريقين السنة والشيعة، ومع انه نال اعجاب الجميع وتقديرهم، لم يغال به احد غلو محدثي السنة في البخاري، ولم يدع احد بأنه صحيح بجميع مروياته لا يقبل المراجعة والمناقشة سوى جماعة من المتقدمين تعرضوا للنقد اللاذع من بعض من تأخر عنهم من الفقهاء والمحدثين، ولم يقل احد: بأن من روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة كما قال الكثيرون من محدثي السنة في البخاري، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها، وارسال بعضها، وتقطيعها، وغير ذلك من الطعون، التي تخفف من حدة الحماس له، والتعصب لمروياته، وحتى ان الذين لم يقروا تلك الاتهامات الموجهة اليه، ووصفوه بانه افيد كتب الحديث واجلها، وقالوا: بانه لم يصنف مثله، واخذوا بجميع مروياته، هؤلاء لم يدعوا بأن جميع ما فيه مروي بواسطة العدول في جميع مراتب السند، والذي يستفاد من نصوصهم انه جامع للمرويات التي تثق النفس بصدورها عن المعصوم من حيث ان مؤلفه بقي زمناً طويلاً يبحث وينقب ويقطع المسافات البعيدة من بلد الى بلد حتى جمعه من الصدور والمجاميع بعد الوثوق بصدور مروياته