دراسات فی الکافی للکلینی والصحیح للبخاری نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
في علمي الحديث و الرجال في البحث عن الحديث و اقسامه و الرواة و احوالهم ، درسوا احوال الرجال جيلا بعد جيل، حتى اذا تحققوا من احوال الراوي، وانه كان نقي السيرة صادق الايمان ضابطاً متقناً أميناً وصفوه بالوثاقة، ووصفوا مروياته بالصحة، واذا وجدوا فيه ما يشعر بعدم الامانة في الحديث، او عدم الاستقامة في الدين، وصفوه بما يتناسب مع حاله، وتركوا جميع مروياته، الا اذا اقترنت ببعض القرائن التي تؤكد صدورها عن النبي (ص) او عن صحابته، ولو وجدوا له قادحاً ومادحاً وجارحاً ومعدلاً اخذوا بالجارح وتركوا المادح والمعدل، وبهذه المناسبة يقول ابن الصلاح:اذا اجتمع في شخص جرح وتعديل، فالجرح مقدم لانه يخبر عما ظهر من حاله، والجارح يخبر عن باطن خفي على المعدل، فاذا كان عدد المعدلين اكثر من عدد الجارحين، قبل تعين الاخذ بالتعديل، والصحيح الذي عليه الجمهور ان الجرح اولى بالرعاية والاعتبار، ومع انهم احتاطوا في الاخذ بالحديث الى هذا الحد، ووضعوا الاصول والقواعد للتاكد من احوال الراوي وسلامة الحديث مما يوجب عدم الاطمئنان بصحته، وطبقوا اصول علمي الدراية والرجال على جميع الرواة مهما بلغوا من العظمة والعلم والدين، مع انهم وضعوا الجميع على اختلاف طبقاتهم ومكانتهم في قفص الاتهام، وبحثوا عن احوالهم بتحفظ ودقة، وقفوا من الصحابة مكتوفي الايدي واعتبروهم من العدول الذين لا يجوز عليهم نقد او تجريح وقالوا: (ان بساطهم قد طوي) على اختلاف طبقاتهم واعمارهم، واضافوا الى ذلك ان جميع ما صدر عنهم من الغلط والانحراف والشذوذ لا يسلبهم صفة العدالة لان صحبتهم للنبي (ص) تكفر عنهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، مهما بلغ شأنها وتعاظم خطرها على حد تعبير الجمهور الاعظم من محدثي السنة ومؤلفيهم في هذه المواضيع، والذين خرجوا على هذا الرأي ولم يفرقوا بين الصحابة