خمسون ومائة صحابي مختلق - خمسون و مائة صحابی مختلق جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خمسون و مائة صحابی مختلق - جلد 1

سید مرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




بسم اللّه الرحمن الرحيم .


الـحـمـد للّه رب العالمين , والصلاة على خاتم انبيائه محمد وآله الطاهرين والسلام على اصحابه الميامين وازواجه امهات المؤمنين وعلى جميع عباد اللّه الصالحين الى قيام يوم الدين .


.


خلال ربع قرن مضى تسلمت من اساطين البحث وفطاحل العلم رسائل كثيرة , حوت غالبا ثناء على ما نـشـر من مؤلفاتي واخباتاالى الحق , واحيانا اسئلة حول ما ورد فيها من بحوث , وآونة استغرابا من نتائج تلك البحوث وانتقادا. وكـنـت اجيب على الكتاب بكتاب , وعلى ب بتوضيح , وعلى الانتقاد بجواب , ولما كنت بادئ ذي بدء ارى فـي نـشر تلكم الكتب واجوبتها تبجحا غير محمود له , لم اهتم بحفظ صورة من اجوبتي اليهم , وفـقدت جلها كما فقدت بعض كتبهم الي نتيجة عدم الاحتفاظبها بعد الاجابة عليها, وبعد مضي عدة سـنـوات رايت في نشرهاتسجيلا للتاريخ الفكري المعاصر, واحتفاظا بها للاجيال القادمة ,وتخليدا لـذكـر الاعـلام الاجلاء المقرظين والمناظرين والمنتقدين ,وتقديم شكر على نقدهم وتقريظهم وثـنـائهم , ورايت ان في اهمال ذلك تقصيرا في اداء حقهم فقمت بنشر بعضها في ما سبق , وفي ما يلي اسجل بعضا منها: * * *. ـ مقال الاستاذ جعفر الخليلي : رائد الادب الـقصصي في العراق الاستاذ جعفر الخليلي صاحب جريدتي الراعي والهاتف ومجلدات : (هـكـذا عرفتهم ) و (في قرى الجن ) والموسوعة الفخمة (موسوعة العتبات المقدسة ) وغيرها من الاثار العلمية والادبية , كتب المقال الاتي : .


خمسون ومائة صحابي مختلق



كـتاب هو الاول من نوعه يستعرض سيرة 39 صحابيا من اصل150 صحابيا لم يكن لهم وجود في الاصل وانما خلقهم والبسهم لباس الصحابة ونسب لهم من الاحاديث ما نسب هو رجل واحداتهمه علم الرجال والنسابون والمحققون : بالزندقة والتزويروالتلفيق واقل ما قيل عنه : انه ضعيف الرواية لا يعول عليه .


هذا الكتاب من تاليف العالم الجليل البحاثة السيد مرتضى العسكري عميد كلية اصول الدين والمرجع الديني في قسم كبيرمن مدينة بغداد والكاظمية .


.


ولـلسيد العسكري ميزة قلما وجدت في المؤلفين البحاثين فضلا عن مؤهلاته العلمية وما يتمتع به مـن قـابـلـيـة تثير الاعجاب , وهي انه حين يتصدى للبحث يتصدى وهو كامل العدة لاينقصه شي ء لكي يمشي في بحثه غير متاثر بمبدا او عاطفة او غرض غير غرض العلم , وان نسيان العاطفة هذه وتـركـهـا فـي الـصندوق او على الرف الى حين الفراغ من البحث في بطون التاريخ ليست بمقدور كل احد, لان الكثير من الباحثين والمدققين يريدون ان يكتبوا التاريخ كما يحبون هم ان يكتب , وكما يـمـيـلـون ان تـكـون قد وقعت حوادثه ,لذلك قل عدد الذين نشاوا انفسهم تنشئة علمية وروضوا اقـلامهم على تسجيل الوقائع دون ميل الى صف او اخذ شي ء بنظرالاعتبار غير الحقائق الملموسة والمستندة الى الواقع العلمي والمنطق الذي يقاس به المعقول من الامور. .


وعـلى ضوء هذه المبادئ التي مشت عليها القلة في الدرس والتمحيص درس السيد العسكري سيرة (عـبداللّه بن سبا)الشخصية التاريخية الوهمية التي اختلقها سيف بن عمر التميمي فاخرج لنا كتابا بـاسم (عبداللّه بن سبا) هو الحلقة الاولى من سلسلة (دراسات في الحديث والتاريخ ) وعرض فيه تـرجـمة سيف بن عمر التميمي واقوال المحدثين الثقات عن احاديثه وتلفيقاته , واتهام المؤرخين له .


بـالـزنـدقة ووضع الاحاديث الملفقة , ثم راح يتتبع سيرة عبداللّه بن سبا في سياق الاخبار الواردة حتى اوصل روايات عبداللّه بن سبا واخباره الى سيف بن عمر, واورد الكثيرمن نصوص المؤرخين وعلى راسهم ابن جرير الطبري فاذا بهاعين النصوص التي اوردها سيف بن عمر ثم تنقطع اخبار عبداللّه بن سبا عن غير طريق سيف بن عمر التميمي .


صـحـيـح ان عددا من المحققين القدماء قد التفت الى شخصية ابن سبا الوهمية ووضع سيف بن عمر الاخـبـار عـلـى لـسـانـهـا, وان من المتاخرين الذين اشاروا الى وهمية وجود ابن سبا كان عميد الادب العربي الدكتور طه حسين , ولكن لم يتصد احد ـ لا من المتقدمين ولا من المتاخرين ـ للتغلغل .


فـي سـيـرة هـذا الـرجـل الـوضـاع اعـنـي به سيف بن عمر الذي يخلق الاشخاص ويضع على السنتهم الاحاديث وينسب لهم الاشعار, حسب ميوله واهوائه واهدافه التي .


ينشدها, على رغم ما اتصف به من الكذب والاختلاق والزندقة فكان السيد العسكري اول باحث تتبع اخـبـار ابن سبا ووضع امام القراء كيفية اختلاق سيف بن عمر لها حتى حسبها الناس (الذين ليس لهم بالتحقيق والتدقيق صلة او بعض صلة ) انها حقائق ناصعة لا تقبل التشكيك .


والسيد العسكري وهو يبحث سيرة سيف بن عمر العبقري الخلاق لفتت نظره احاديث ملفقة وضعت على السنة جمهرة من الصحابة والتابعين ترجع كلها الى وضع سيف بن عمر التميمي مـن كـتـابـة (عـبداللّه بن سبا) حتى شرع في تحقيق تلك الاخبار ورواتها, وقد قطع نحو خمس سـنـوات متواصلة في تقليب صفحات التاريخ بحثا عمن ورد اسمه من الصحابة فاذابمائة وخمسين صـحـابيا روى عنهم سيف بن عمر دون ان يكون لهم وجود, وكان اغلب هذه الاحاديث التي ذكرها .


سيف هذامختلقة من اصلها دون ان يكون لها اساس غير خيال سيف ,وبعضها كان .


لـه بعض الاساس فاضاف اليه سيف من عندياته ما جعله خبرابشكل آخر يختلف عما كان قد جاء في مغازيه واهدافه وكثيرا مايضع سيف السند ناسبا اياه الى محدث معروف متصل بمحدث معروف حتى يـصـل بـه فـي الـنهاية الى الصحابي المختلق الذي ليس له وجود في غير خيال سيف , وحين يمعن الـمـؤرخ المدقق في الخبر يجد ان هذا السند مكذوب على اولئك الثقات الذين زعم سيف انه مستقى منهم لان مثل ذلك الخبر لم يروه غير سيف ولم يجئ في الغالب في سند اولئك عند المحدثين وناقلي الاخبار. وان مـثـل هـذا الـتـحقيق الذي قام به فضيلة السيد العسكري لا يخلومن صعوبة لجمع متفرغ من المؤلفين والبحاثين فكيف بمؤلف واحد له من المسؤوليات في عدد من الشؤون ما يشغل اكثراوقاته ؟ ومـن حـسنات هذا الكتاب الجليل ودقته في البحث هو انه اثبت فصولا وافية كافية عن الاشخاص الـواردة اسماؤهم ومواطن ورودها ومصادر ابحاثها بحيث يغني القارئ عن البحث والتدقيق ويزيل عـن ذهـنـه اي شـك او شـبهة عن اي فصل من الفصول الواردة في هذا الكتاب , عن الصحابة الذين اخـتلقهم سيف بن عمروالاحاديث التي نسبها هذا الخلاق البارع لهم والشعر الذي انحلهم اياه , وقد تناول المؤلف في هذا الجزء من الكتاب تحقيق الصحابة المختلقين التالين : الذين اختلقتهم مواهب سيف بن عمر التميمي وهم : الـقـعـقاع بن عمرو بن مالك التميمي , وعاصم بن عمر بن مالك التميمي , والاسود بن قطبة بن مالك الـتـمـيـمـي , وابـو مـفـزر الـتـمـيمي ,ونافع بن الاسود بن قطبة ابن مالك التميمي , وعفيف بن المنذرالتميمي , وزياد بن حنظلة التميمي , وحرملة بن مريطة التميمي ,وحرملة بن سلمى التميمي , والـربـيـع بـن مطر بن ثلج التميمي ,وربعي بن الافكل التميمي , واط بن ابي اط التميمي , وسعير بـن خـفاف التميمي , وعوف بن العلاء الجشمي التميمي , واوس بن جذيمة التميمي , وسهل بن منجاب التميمي , ووكيع بن مالك التميمي , وحصين بن نيار الحنظلي التميمي , والحارث بن ابي هالة التميمي , والـزبـير بن ابي هالة التميمي , وطاهر بن ابي هالة التميمي , وعبيد ابن صخر ابو لوذان السلمي , وعـكـاشـة بـن ثـورالغوثي , وعبداللّه بن ثور الغوثي , وعمرو بن الحكم القضاعي ,وامرؤ القيس الكلبي , ووبرة بن يحنس الخزاعي , والاقرع بن عبداللّه الحميري , وصلصل بن شرحبيل , وعمرو ابـن الـمـحـجـوب الـعامري , وعمرو بن الخفاجي العامري , وعوف الوركاني ,و


ويـسـوق المؤلف في مقدمة الكتاب عرضا للظروف التي كانت تحمل المؤرخين بان يضعوا التواريخ عـلى خلاف الواقع , ولم تزل هذه الظروف منذ اقدم العهود حتى اليوم تحمل الكثير من كتاب التاريخ عـلـى ان يـسطروا الوقائع على خلاف حقيقتها تنفيذا لغاياتهم وفي مقدمتها مسايرة مصالح السلطات لـلافـادة مـن ذلك واذا علمناان العصبية القبلية كانت في اشد عنفها في القرون ما قبل الاسلام وفي القرن الاول الهجري وما بعده , ادركنا لم كان سيف التميمي يخلق قسما كبيرا من الصحابة فيجعلهم تـمـيـمـيـيـن ويـجعل اول ناصرلرسول اللّه تميميا قبل اقرب الناس الى النبي ويجعل اول شهيد فـي الاسـلام تـميميا, ثم يختلق ربيبا من بني تميم لرسول اللّه بل لايكتفي بربيب واحد حتى يثنيه بـخـر كـمـا يـذكر ذلك المؤلف , مماخفي امر هذه الاخبار على كثير من الرواة الذين لم يتعمقوا فـي دراسـة الاخـبـار وتمحيصها وتتبع اصولها, هذا بالاضافة الى مااتهم به سيف بن عمر التميمي بـالـزنـدقـة التي تبيح له بل وتدعوه الى ان يدس افكاره وآراءه المجانبة لروح الاسلام دسا يحقق فـيـه اغـراضـه الـمـختلفة , ولما كان سيف بن عمر التميمي ذا موهبة جدعالية ومقدرة فائقة فقد اسـتـطـاع ان يـخـرج افـكـاره عـلـى هيئة احاديث وروايات يسند بعضها الى رواة من مبتدعات خيالية ,ويسند البعض الاخر الى رواة معروفين فينسب اليهم ما يراه وهم اموات ليس فيهم من يكذب له هذه النسبة وينفي عن نفسه الرواية .


هذا كتاب فتح لنا بابا جديدا في عالم التحقيق والتمحيص , وهواول نهج من نوعه في تقليب صفحات الـتاريخ وتمحيصها,وغربلة الروايات بطريقة علمية بعيدة عن الاهواء والميول والعواطف , الامر الـذي يـسـتـدعـي تـسطير الاعجاب كل الاعجاب ,الى سماحة مؤلفه العالم الكبير السيد مرتضى العسكري , راجين متابعته في اخراج الاقسام الاخرى من تحقيق روايات سيف في امر بقية الصحابة , شـاكـريـن لـه عـظـيم مجهوده الذي يحكي مجهودرهط من خيار العارفين والمطلعين من العلماء المحققين .


بغداد. جعفر الخليلي .


الدكتور جيمس رابسن


((1))
. ولد عام 1890 م , في انجلترا. المؤهلات العلمية : دكتوراه في اللغة العربية والالهيات .


ماشغله من مناصب : * رئيس لجنة التحقيق في اللغة العربية بجامعة جلاسكو والامين العام للمستشرقين فيها. * استاذ كرسي اللغة العربية في جامعة مانشستر. * الـممتحن الخارجي لدورة الدكتوراه في جامعات : كمبردج ,ملبورن , ادمبورن , سينت اندرسون , ولندن .


مؤلفاته : * مقارنة الثقافة الاسلامية بالاديان الاخرى .


* مقدمة في علم الحديث .


* ترجمة مشكاة المصابيح وتحشيته .


* مؤلفات اخرى .


مقال المستشرق البريطاني جيمس رابسن



السيد مرتضى العسكري المحترم .


تـسلمت في اواسط اغسطس الماضي نسختين من مؤلفيكم ((عبداللّه بن سبا واساطير اخرى )) و ((خـمـسـون ومـائة صـحـابـي مختلق ـالقسم الاول )) وكتبت لكم في حينه اني كبير السن ولا اتـمـتـع بصحة تامة ولهذا فاني بحاجة الى وقت اطول لدراسة الكتابين وقداخذا مني وقتا اكثر مما كـنـت احـسـب لـكـني قراتهما مرتين برغبة شديدة واشعر الان انه يجب علي ان اكتب بشي ء من التفصيل لاعبر عن اعجابي من المنهج المتبع ودقة التحقيق المشهود فيهماغير انه ينبغي لي وانا في هذه السن ولا اثق بان يتاح لي من العمر ما استطيع فيه الكتابة الا اتاخر عنها. وفـي الـكـتـاب الاول اعـجبت من البحث والمفصل عن منشا اسطورة عبداللّه بن سبا والاسطورة الـسـبـائيـة وكـان قـد تـسـلسل البحث القيم عن الكتاب القدامى والمتاخرين في الشرق والغرب والمصادرالتي اعتمدوها, وكان جدول صفحة (57) يساعد كثيرا على ارائة مصادر روايات سيف الرئيسة وكيف اعتمد عليها الكتاب المتاخرون الذين يعتمد بعضهم على الاخر فيما يكتبون .


وتاتي بعدئذ قائمة اسماء جماعة من علماء آخرين ممن ذكرواآراءهم في قيمة روايات سيف بدا من ابـي داود (ت : 275ه,وذكر في الكتاب خطا 316ه) الى ابن حجر (ت : سنة 852ه)كل اولئك انـتـقدوا سيفا بكلمات مثل : ((ضعيف )) ((متروك الحديث )) ((ليس بشي ء)) ((كذاب )) ((متهم بـالـزندقة )) وغيرها,استعملوا هذه الكلمات في نقده واتفقوا على عدم اعتبار رواياته وحتى على كـذبـهـا وهذا برهان بالغ الاهمية ومع اني لاحظت ان العلماء القدامى لايتفقون في دراساتهم لرواة الحديث غير اناوجدناهم هنا متفقين حول سيف وهذا ما يجعل الشخص يتعجب من الكتاب الذين جاءوا بعد سيف وانهم كيف رضوا لانفسهم ان يقبلوا اساطير سيف .


وارغـب هـنا ان اشير الى تاريخ الطبري الذي لا يتردد في نقل روايات سيف ان تاريخه ليس عملا تـاريخيا في الاساليب الحديثة للكتابة , ويبدو ان غرضه الرئيسي جمع الروايات التي كانت بمتناول يـده مـعـتـقـدا انه ليس من الضروري ابداء راي ما في قيمتها, وعلى هذا فللشخص ان يرى بعض روايـاته اقل اعتبارامن روايات الاخرين , ومع ذلك فلنا ان نعذره على اتباعه منهجاغير مقبول اليوم فانه على الاقل قد جمع كمية من الاخبار, وتبقى تلك الاخبار لمحقق فطن كشخصكم ليقوم بتمييز صحيحها من سقيمها, وان دراستكم لبعض المواضيع التي ذكرها سيف تهدي باسلوب مؤثر كثيرا الى تـقـيـيم روايات سيف اولا, ثم الى مقارنتهالرواة آخرين تلك المقارنة الدقيقة التي استوعبت السند والـمتن معا,وكشف البحث ان سيفا غالبا ما نقل عن رجال ـ رواة ـمجهولين , ويبعث على التساؤل بان غير سيف من نقلة الاخبارلماذا لم ينقلوا من احد من اولئك المجهولين ويدل على ان سيفا قداختلقهم , وهذا الاتهام الجاد منطقي بمقارنة روايات سيف بروايات غيره .


اشـيـر فـي الـكـتاب الى معجزات ذكرت في اساطير سيف والتي يصعب تصديقها مثل : تحول رمال الـصحراء الى مياه للجيش الاسلامي ومياه البحار الى رمال وان الابقار اخبرتهم عن مخابئهاالى غير ذلك وكان من السهل في عصر سيف ان ينجح في سرداساطيره كوقائع تاريخية , ولكن من الطبيعي في هذا اليوم ان لايقبل الباحث المحقق تلك الاساطير واقيم في الكتاب البرهان القاطع على ان اخبار سيف حول ((ابن سبا والسبئية )) غير حقيقية تماما. وما اراه ان دراسات بعض المستشرقين بنيت على اخبار سيف نظير القول بان عددا ضخما من الناس قتلوا في الحروب الاسلامية الاولى , وفكرة ان اليهودي المجهول ـ ابن سبا ـاستطاع ان يندس بين صـحـابـة الـنـبي ويغويهم وان يحرض الناس على الثورة ضد عثمان ويسبب قتله , ويحرض على الـمـعـركـة الـتـي شغلت عليا مع طلحة والزبير ـ يوم الجمل ـ فمن الجائز ان يصح بعضه وليس كله ((2))
كما يظهر ذلك من الفصل المعقودبمادة (عبداللّه بن سبا) من الطبعة الاولى والثانية من دائرة المعارف الاسلامية .


صـرف سـيف وقتا طويلا في اختلاق ابطال اسطوريين من تميم القبيلة التي يرجع اليها اصله , لكن ((الـسـيـر ويـلـيـام مـويـر)) ذكـرسابقا كيف استسلمت تميم في عصر الردة لجيوش الخليفة الاول ,وجـلـب ((الـسـيـر توماس آرنولد)) الانتباه الى ان الفتوح الاولية لم تستهدف نشر العقائد الدينية بل قصدت توسعة نفوذ الحكومة الاسلامية ((3)) .


فـي الـكتاب الثاني جلب الانتباه الى هذه الحقيقة : ان سيفا عاش في الكوفة في الربع الاول من القرن الـثـانـي الـهـجـري وانه ينتمي الى تميم احدى قبائل مضر وهذا يساعد الشخص لدراسة اهدافه ودلـيـل مـؤثـر لفهم اساطيره , وفي الكتاب بحث حول الزنادقة والمانوية وان العصبية القبلية كانت قائمة منذ عهد الرسول الى العصرالعباسي وقد عاش سيف في ذلك العصر. كان سيف يمجد القبائل الشمالية ـ قبائل مضر ـ مختلقا ابطالااسطوريين ـ منهم ـ وشعراء يمجدون قـبـيـلـة الابطال , وصحابة للنبي من قبيلة تميم , وحروبا ومعاركا لم تقع , وملايين من القتلى وعددا كـبـيـرا مـن الاسـرى لـغرض تمجيد الابطال الاسطوريين الذين اختلقهم , واشعارا خيالية نسبت لـلابـطـال الاسـطـوريين الممجدين من مضر ثم تميم ثم بني عمرو فرع القبيلة التي يرجع اصله الـيـها,ونسب سيف قيادة الجيوش في بعض الفتوح الى رجال من مضربدلا من قادة تلك الفتوح الذين كـانـوا مـن غـيـر مـضـر, وكان قواده الخياليون احيانا اناسا حقيقيين واخرى اسماء اخرجها من مـخـيلته وبرهن البحث على ان قسما من اخباره كان للتشويش على عقائدالكثيرين , وقسما لاعطاء غـيـر الـمـسـلـمـيـن فـهـما خاطئا ـ عن الاسلام ـ وكان بارعا في مزيفاته الى حد انهم تقبلوها كحقائق تاريخية .


هذه خلاصة موجزة من جرائم ادانت سيفا. تـرجـم الـقسم الرئيسي من الكتاب 23 رجلا ـ صحابيا مختلقا ـبالتفصيل معطيا امثلة من اساطير سيف , ومبينا كيف يخالف سيف المصادر الاصلية لا في المتن فحسب بل وفي السند ايضا وذلك بايراده اسـماء اناس غير موجودين ـ كرواة لرواياته ـ صنع الكتاب بتفصيل فائق مقدما برهانا قاطعا ضد ما كـان يعول عليه من اساطير سيف رغم ان مشاهير المؤرخين اوردوا اخبار سيف في كتبهم , ودرس في الكتاب كتابي سيف ـ ((الفتوح )) و((الجمل )) ـ بالتفصيل واظهر البحث انهما كبقية الاساطير غيرموثوقين وان من جاء بعد سيف اقتبس منهما. هـذه دراسـة عـمـيـقة جدا مع قدرة فائقة على الملاحظة والنقد اناشاكر جدا لامتلاكي الفرصة لـصـرف الـوقـت الـكثير على دراسة البراهين التي اعجبتني واقنعتني تماما وانا متاكد من ان كل من يدرس هذين الكتابين بذهنية متفتحة سوف يقدر بطيب نفس قوة البراهين حق قدرها. مـع جـزيل الشكر لارسالكم لي الكتابين , وابداء عذري على حساب سني واعراض اخرى ادت الى تاخير الجواب .


مخلصكم .


جيمس رابسن .


1 /7 / 1974 م .


1- بحوث تمهيدية


الاهتداء الى شخصيات اسلامية اسطورية في احاديث سيف من هو سيف ؟ .


الزندقة في عصر سيف والعصبية : النزارية واليمانية .


بينما كنت اراجع فصول ((عبداللّه بن سبا)) اثناء طبعه للمرة الاولى عام 1375ه, تبين لي انتشار اساطير كثيرة في مصادرالتاريخ الاسلامي مضافا الى اسطورة ((ابن سبا والسبئية )),وشككت في وجـود كـثـيـر من ابطال التاريخ الاسلامي , وكان بين بعضها والاسطورة السبئية ترابط عضوي , فتوقفت عن طبع الكتاب برهة طويلة لمواصلة البحث , واذا بي اهتدي الى زيف كثير من الشخصيات الاسلامية التاريخية من صحابة وتابعين ,وقادة فتوح , وشعراء, ورواة للحديث الشريف , والى زيف كـثـيـرمن الامكنة التي ترجمت في الكتب البلدانية , وتحريف عجيب في سني الحوادث التاريخية , فـعدلت عن اتمام طبع بحث ((عبداللّه بن سبا)) الى نشر بعض تلك الاساطير والاشارة في الكتاب الى بعض اولئك الابطال الاسطوريين , وبهذا ختمت الكتاب وانهيت طبعه وسميته ((عبداللّه بن سبا ـ الـمـدخل )) وبعد اصداره انصرفت الى البحث والتنقيب في المصادر المخطوطة والمطبوعة عن اولـئك الابـطـال الاسطوريين , حتى اذا وفقني اللّه الى انجازالبحث عن عدد من ابطال الاساطير الـمـخـتـلـقة , وكان فيهم عددكبير من الصحابة وغيرهم , قدمت نشر فصل الصحابة على غيره , واخـترت منه خمسين ومائة ترجمة للنشر, وسميته ((خمسون ومائة صحابي مختلق )) وهو هذا الكتاب , وكتاب ((عبداللّه بن سبا)) مدخل لهذا البحث .


* * *. وجـدنـا فـي كـتـاب ((عبداللّه بن سبا ـ المدخل )) اسطورة ابن سبامن نسج خيال سيف بن عمر الـتـمـيـمـي الاسـيدي من بطن اسيد بن عمرو بن تميم وفي هذا الكتاب نجد ان جميع من نذكره مـن الابـطـال الاسطوريين ايضا من نسج خيال سيف بن عمر, ووجدناالعلماء في كتاب (عبداللّه بن سـبـا) يـقـولـون فـي تـرجـمة سيف : انه بغدادي كوفي الاصل , ضعيف الحديث , متروك الحديث , لـيـس بـشـي ء, يـروي الموضوعات عن الاثبات , اتهم بالزندقة , والف كتاب ((الفتوح والردة )) و ((الجمل ومسير علي وعائشة )) وتوفي بعد سنة 170ه, في خلافة الرشيد ((4)) .


يهمنا فيما ذكروا بترجمته اربعة امور: 1 ـ اجماعهم على انه كان وضاعا للحديث , وهذا ما سندرسه في فصول هذا الكتاب ان شاء اللّه .


2 ـ تـالـيـفـه كتاب ((الفتوح والردة )) وكتاب ((الجمل ومسير علي وعائشة )) وهذان الكتابان اصبحا من اهم مصادر التاريخ الاسلامي حتى يومنا الحاضر, كما سنوضح ذلك في البحوث الاتية .


3 ـ تـحـديـد عـصره بما ذكروا من وفاته في خلافة الرشيد وبعدعام 170ه ويهدينا الى تحديد عصره مضافا الى ما ذكرواامران : ا ـ نـقـل ابي مخنف لوط بن يحيى المتوفي عام 157ه عن فتوحه ما يدل على انتشار كتابه قبل هذا التاريخ ((5)) .


ب ـ انـا وجـدنـا احاديثه طافحة بمدح الامويين والتغني بامجادهم واختلاق اساطير كثيرة لنشر فضائلهم ومناقبهم , وخلو احاديثه من .


ذكـر الـعـبـاسـيين في قليل او كثير, وهذا يدلنا على ان احاديثه وضعت قبل العصر العباسي وفي اخـريـات الـعـهد الاموي , اي في الربع الاول من القرن الثاني الهجري فان اوائل العهد العباسي كان عصر التقتيل الجمعي للامويين والفتك بهم وبانصارهم ونبش قبورهم وهدم دورهم , ولم يكن عصر اخـتلاق امجاد لهم وثلب مناوئيهم من كبار الصحابة والتابعين , كما هو شان احاديث سيف واساطيره كما سنرى في ما ياتي : ونـرى في بعض احاديث سيف ـ مضافا الى ما ذكرنا ـ ايضادلالة واضحة على عصر وضع الحديث كـالـحـديـث الاتي الذي رواه الطبري في ذكر مسير يزدجرد الى خراسان من حوادث سنة22 ه ((6))
, قال : ((لـمـا انـهزم اهل جلولاء خرج يزدجرد يريد الري ـ وكان ينام في محمله والبعير يسير به ولا يعرسون ((7)) ـ فانتهوا به الى مخاضة .


وهو نائم في محمله , فانبهوه ليعلم ولئلا يفزع اذا خاض البعيرفعنفهم , وقال ((بئسما صنعتم لـو تـركتموني لعلمت ما مدة هذه الامة , اني رايت : اني ومحمدا تناجينا عند اللّه فقال له : املكهم مائة سـنـة , فـقـال زدنـي , فـقـال عـشرا ومائة سنة , فقال : زدني , فقال :عشرين ومائة سنة , فقال : لك , وانبهتموني فلو تركتموني لعلمت ما مدة هذه الامة ؟)). نقف عند هذا الحديث قليلا لنناقشه ثم نبين وجه دلالته على عصر وضعه .


ا ـ يقول سيف : ان كسرى قال : ((بئسما صنعتم واللّه )),وكسرى كان مجوسيا, والمجوس ثنويون لا يـعرفون اللّه ولايحلفون به , وانما يؤمنون بـ ((اهورامزدا)) ويمينهم بالنارالمقدسة والشمس والقمر, واليمين باللّه معروفة عند المسلمين الذين عاش سيف بينهم .


ب ـ ان كـسـرى لـم يـكن مؤمنا بصدق محمد (ص ) ولم يكن يراه اهلا ان يناجيه عند ربه نعم ان الحديث يدل على بيئة سيف .


الاسلامية , ويدل على خيال سيف ورايه في الاسلام بيناالمسلمون يؤمنون ببقاء الاسلام ابد الدهر, يـرى سـيـف ان امـده محدود, ويضع على لسان كسرى انه قال : ((لو تركتموني لعلمت ما مدة هذه الامة )) ولعله كان يرى انقراض الامة الاسلامية بسبب ما كان يعلمه من نشاط الزنادقة المحموم في سبيل هدم الاسلام ,او بفعل الغزوات الخارجية من روم وغيرهم , وعلى اي حال ان صاحب هذا القول لا يـرى لـلاسلام بقاء؟ العشرين بعدالمائة في المناجاة المفتعلة اشعارا بعصر وضع الحديث .


/ 26