يـقـصـد بـ ((دم الخليفة )): دم عثمان الذي كانوا يتهمون به عليا,و((وصية خليفة )): عهد عمر بالشورى , و((اجتماع اثنين وانفرادواحد)): اجتماع طلحة والزبير من اهل الشورى على نقض بيعة علي وانفراد علي بالامر, و((ام مبرورة )) ام المؤمنين عائشة التي كانت معهم ضد علي . وارسـل مـع عبد اللّه بن عباس , زيد بن صوحان الى عائشة , يقول لها: ((ان اللّه امرك ان تقري في بيتك والا تخرجي منه , وانك لتعلمين ذلك , غير ان جماعة قد اغروك فخرجت من بيتك , فوقع الناس لاتـفاقك معهم في البلاء والعناء, وخير لك ان تعودي الى بيتك ولا تحومي حول الخصام والقتال , وان لـم تـعـودي ولـم تطفئي هذه الثائرة فانها ستعقب القتال , ويقتل فيها خلق كثير, فاتقي اللّه ياعائشة وتـوبـي الـى اللّه , فـان اللّه يـقبل التوبة من عباده ويعفو, واياك ان يدفعك حب عبداللّه بن الزبير وقرابة طلحة الى امر يعقبه النار)). فـجاءا الى عائشة وبلغاها رسالة علي , فقالت : اني لا ارد على ابن ابي طالب بالكلام فاني لا ابلغه في الحجاج . وفي رواية ان طلحة نادى باصحابه : ناجزوا القوم , فانكم لاتقومون لحجاج ابن ابي طالب . وخطب عبد اللّه بن الزبير وقال : ايها الناس الـجـيـوش الـيكم ليستولي عليكم , وياخذ مدينتكم , فكونوا رجالا تطالبون بثار خليفتكم ,واحفظوا حـريـمـكم , وقاتلوا عن نسائكم وذراريكم واحسابكم وانسابكم , اترضون لاهل الكوفة ان يردوا بلادكم ؟ اغضبوا فقدغوضبتم , وقاتلوا فقد قوتلتم , الا وان عليا لا يرى ان معه في هذاالامر احدا سواه , واللّه لئن ظفر اهلك دينكم ودنياكم . واكـثـر مـن هـذا الـقول ونحوه , فبلغ ذلك عليا, فقال لولده الحسن : قم يا بني فاخطب , فقام الحسن خطيبا, فحمد اللّه واثنى عليه , وصلى . على نبيه , ثم قال : ((ايها الناس والانصار وغيرهم من المسلمين ,. عـلمتم بقول الزبير في عثمان وما كان اسمه عنده , وما كان يتجنى عليه , وان طلحة يومذاك راكز رايته على بيت ماله , وهو حي ,فانى لهم ان يرموا ابي بقتله , وينطقوا بذمه , ولو شئنا القول فيهم لقلنا. واما قولهم ان عليا ابتز الناس امرهم , فان اعظم حجة ابيه الزبيرانه زعم انه بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه , فقد اقر بالبيعة وادعى الوليجة فليات على ما ادعاه ببرهان وانى له ذلك واما تعجبه من تورد اهل الكوفة على اهل البصرة فما عجبه من اهل حق توردوا على اهل باطل . اما انصار عثمان فليس لنامعهم حرب ولا قتال , ولكنا نحارب راكبة الجمل واتباعها)) ((215)) . فلما رجعت رسل علي من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب , قام ((216))
فحمد اللّه واثنى عليه وصلى على رسوله ,ثم قال : ((ايها الناس ووبـخـتهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم , فلم يستجيبوا, وقد بعثواالي ان ابرز للطعان واصبر للجلاد, وانـمـا تـمنيك نفسك اماني باطلة وتعدك الغرور, الا هبلتهم الهبول , لقد كنت وما اهددبالحرب ولا ارهب بالضرب فـكيف راوني ؟ الـيوم واني لعلى ما وعدني ربي من النصر والتاييد, وعلى يقين من امري , وفي غير شبهة من ديني - الـى قوله - اللّه م ان طلحة نكث بيعتي والب على عثمان حتى قتله , ثم عضهني به ورماني , اللّه م فلا تمهله , اللّه م ان الزبيرقطع رحمي , ونكث بيعتي , وظاهر علي عدوي , فاكفنيه اليوم بماشئت ثم نزل . وروى الـحـاكـم والذهبي والمتقي ((217))
انه لما كان يوم الجمل نادى علي في الناس : لا يرمي رجل بسهم , ولا يطعن برمح , ولايضرب . بسيف , ولا تبداوا القوم بالقتال , وكلموهم بالطف الكلام , فان هذامقام من افلح فيه افلح يوم القيامة )). قال الراوي : فلم نزل وقوفا حتى تعالى النهار, ونادى القوم باجمعهم ((يالثارات عثمان )) فرفع امير المؤمنين يديه وقال : اللّه م اكبب اليوم قتلة عثمان بوجوههم وقـال غيرهم من اهل السير والاخبار: لما تزاحف الناس يوم الجمل والتقوا, قال علي : ((لا تقاتلوا الـقـوم حـتـى يـبـداوكـم , فانكم بحمد اللّه على حجة , وكفكم عنهم حتى يبداوكم حجة اخرى , واذاقـاتـلـتـموهم فلا تجهزوا على جريح , واذا هزمتموهم فلا تتبعوامدبرا ولا تكشفوا عورة , ولاتـمـثلوا بقتيل , واذا وصلتم الى رحال القوم فلا تهتكوا سترا, ولا تدخلوا دارا, ولا تاخذوا من اموالهم شيئا ((218))
)). وفـي روايـة الـمسعودي بعده : ((ولا تقربوا من اموالهم الا ماتجدونه في عسكرهم من سلاح او كـراع , او عـبـد, او امـة , وماسوى ذلك فهو لورثتهم على كتاب اللّه , ولا تهيجوا امراة باذى وان شـتـمن اعراضكم وسببن امراءكم وصلحاءكم , فانهن ضعاف الانفس والعقول , ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات ,وان كان الرجل ليتناول المرة بالهراوة والجريدة فيعير بها عقبه من بعده )). وروى الـحـاكـم ان الزبير قال للاساورة - الذين كانوا معه ـ:ارموهم برشق , كانه اراد ان ينشب القتال . وقـال ابـن اعثم وغيره : ان عائشة قالت : ناولوني كفا من الحصاة ,وحصبت بها وجوه اصحاب علي , وصاحت باعلى صوتها:شاهت . الـوجوه الشيطان قدرمى ((219)) . وروى الطبري وغيره - واللفظ للطبري - قال : اخذ علي مصحفايوم الجمل فطاف به في اصحابه , وقـال : من ياخذ هذا المصحف يدعوهم الى ما فيه وهو مقتول ابـيـض وحـشـو, فقال : انا, فاعرض عنه , ثم قال : من ياخذ هذاالمصحف يدعوهم الى ما فيه وهو مقتول يده اليسرى , فاخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه , فقتل ((220)) . وفـي روايـة اخـرى للطبري : (فقال علي لاصحابه : ايكم يعرض عليهم هذا المصحف وما فيه فان قطعت يده اخذه بيده الاخرى ,وان قطعت اخذه باسنانه ؟ فقال فتى شاب : انا, فطاف علي على اصحابه يـعرض عليهم ذلك , فلم يقبله الا ذلك الفتى , فقال له علي :اعرض عليهم هذا, وقل : هو بيننا وبينكم من اوله الى آخره , واللّه في دمائنا ودمائكم فحمل على الفتى وفي يده المصحف , فقطعت يداه , فاخذه باسنانه حتى قتل . فقال علي : الان وجب قتالهم , فقالت ام الفتى بعد ذلك فيما ترثي : لاهم ان مسلما دعاهم . يتلو كتاب اللّه لا يخشاهم . وامهم قائمة تراهم . ياتمرون الغي لا تنهاهم . قد خضبت من علق لحاهم ((221)) . وقال ابو مخنف : الراثية كانت ام ذريح العبدية . وقال ابن اعثم : ان الفتى كان من مجاشع , وتقدم احد خدم عائشة ,فضربه بالسيف وقطع يده . قال المسعودي : قام عمار بن ياسر بين الصفين وقال : ((ايهاالناس , ما انصفتم نبيكم حيث كففتم عتقاء تلك الخدور, وابرزتم عقيلته للسيوف )) وعائشة على جمل في هودج من دفوف الخشب وقد البسوه الـمـسـوح وجلود البقر, وجعلوا دونه اللبود, قد غشي على ذلك بالدروع , فدنا عمار من موضعها فـنـادى : الـى ماذاتدعينني ؟ قالت : الى الطلب بدم عثمان بـغـيـر الحق , ثم قال : ايها الناس , انكم لتعلمون ايناالممالئ في دم عثمان , ثم انشا يقول , وقد رشقوه بالنبل : فمنك البداء ومنك العويل . ومنك الرياح ومنك المطر. وانت امرت بقتل الامام . وقاتله عندنا من امر. وتـواتـر عـليه الرمي واتصل , فحرك فرسه وزال عن موضعه ,فقال : ماذا تنتظر يا امير المؤمنين ولـيـس لـك عـنـد الـقـوم الا الـحرب ؟وقال ابو مخنف وغيره ((222))
فرمى اصحاب الجمل عـسـكـرعلي بالنبل رميا شديدا متتابعا, فضج اليه اصحابه وقالوا: عقرتناسهامهم يا امير المؤمنين وجـي ء بـرجل اليه , وانه لفي فسطاط له صغير, فقيل : هذا فلان قد قتل الـى الـقوم , ثم اقبل عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي , وهو من اصحاب رسول اللّه (ص ) يحمل اخـاه عـبد الرحمن بن بديل قداصابه سهم فقتله , فوضعه بين يدي علي وقال : يا امير المؤمنين ,هذا اخي قد قتل , فعند ذلك استرجع علي ودعا بدرع رسول اللّه (ص ) ذات الفضول , فلبسها فتدلت على بطنه , فرفعها بيده , وقال لبعض اهله فحزم وسطه بعمامة , وتقلد ذا الفقار ودفع الى ابنه محمد راية رسول اللّه (ص ) السوداء وتسمى بالعقاب , وقال لحسن وحسين عليهما السلام : انما الراية لاخيكما وتركتكما لمكانكما من رسول اللّه (ص ). قال ابو مخنف : وطاف علي على اصحابه وهو يقرا: (ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خـلوا من قبلكم مستهم الباساءوالضراء وزلزلوا ) ((223))
الاية ثم قال : افرغ اللّه عليناوعليكم الصبر, واعز لنا ولكم النصر, وكان لنا ولكم ظهيرا في كل امر. * * *. نـكـتـفي بهذا المقدار من ايراد النصوص لبيان كيفية وقوع الحرب ,ونعرض عن ذكر بقية وقائع الحرب من مقابلة علي والزبيروانصراف الزبير, ومن قتل مروان لطلحة الى غيرها, ونذكركيفية انتهاء الحرب ليتسنى لنا مقارنة رواية سيف بغيرها من الروايات . قـال ابـو مخنف ((224))
: لما فني الناس على خطام الجمل ,وقطعت الايدي , وسالت النفوس , قال عـلي : ادعوا لي الاشتروعمارا, فجاءا, فقال : اذهبا فاعقرا هذا الجمل , فان الحرب لايبوخ ضرامها مادام حيا, انهم اتخذوه قبلة . قال الطبري : ونادى علي : ان اعقروا الجمل , فانه ان عقر تفرقوا. وفـي روايـة اخرى لابي مخنف : فلما راى علي ان الموت عندالجمل , وانه مادام قائما فالحرب لا تطفا, وضع سيفه على عاتقه ,وعطف نحوه , وامر اصحابه بذلك , ومشى نحوه , والخطام مع بني ضبة , فاقتتلوا قتالا شديدا, واستحر القتلى في بني ضبة , فقتل منهم مقتلة عظيمة , وخلص علي في جماعة مـن الـنـخـع وهمدان الى الجمل , وقال لرجل من النخع اسمه بجير: دونك الجمل يابجير عـجز الجمل فوقع لجنبه , وضرب بجرانه الارض وعج عجيجا لم يسمع باشد منه , فما هو الا ان صـرع الـجمل حتى فرت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهبوب , فنادى علي : اقطعوا انساع الهودج , واحتملت عائشة بهودجها الحديث .
العفو العام
ثـم نـادى مـنـادي علي ((الا يجهز على جريح , ولا يتبع مول , ولايطعن في وجه مدبر, ومن القى السلاح فهو آمن , ومن اغلق بابه فهو آمن , ثم آمن الاسود والاحمر)) الحديث ((225)) . روي الـطـبـري ((226))
وقـال : ((واحتمل محمد بن ابي بكرعائشة , فضرب عليها فسطاطا, فـوقـف علي عليها فقال لها:استفززت الناس وقد فزوا, فالبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضافي كلام كثير)), ولم يذكر الطبري الكلام الكثير. وفـي مـروج الذهب قال لها: رسول اللّه امرك بهذا؟ الـذيـن صـانوا عقائلهم وابرزوك ابـلـيت قومك اليوم هذا المسير من العهد الذي عهد اليك بالحق , قال ((الحمد للّه الذي قضى لي على لسانك )) ((227)) . مناقشة السند: في سند حديث سيف عن الفتن محمد والمستنير ممن سبق ذكرهمامن مختلقات سيف . وقـيس بن زيد النخعي ويروي عنه ثلاثة احاديث في تاريخ الطبري , وجرير ابن اشرس ويروي عنه حديثين في تاريخ الطبري . وابن صعصعة او صعصعة المزني , ومخلد بن كثير ويروي عن كل منهم حديثا واحدا. ولم نجد لاحدهم ذكرا عند غير سيف . و ((شيخ من بني ضبة )) و((رجل من بني اسد)) ويكف السبيل الى معرفتهما؟. نتيجة المقارنة : خـالف سيف الرواة في ما ذكر عن الفتن في عصر عثمان , ومااختلق من اساطير, وما نسب الى بطل اسطورته القعقاع من عمل , فهو الذي نفر الناس من الكوفة عند سيف , بينما اجمع المؤرخون ان ذلك كان من عمل الحسن بن علي سبط الرسول وعمار بن ياسر ومالك الاشتر. وذكر سيف : ان الامام بعثه سفيرا للاصلاح , بينما المبعوث ابن عباس وابن صوحان . وذكر ان اهل الجمل قبلوا الصلح , بينما هم ابوا ذلك وانكروه اشدالانكار. وتـفرد بذكر مجلس شورى السبئية , وان (ابن سبا) اليماني جمع شياطينه في الليل وائتمروا فيما يـعـمـلـون , وفـنـد الـشـيـخ الـسـبائي (عبداللّه بن السوداء) رايهم فردا فردا, ثم اشار عليهم بـالـراي والـصـواب ان يندسوا بين الجيشين ويثيروا الحرب في الغلس دون علم غيرهم , وينفض الـمؤتمر على هذا, وجعل سيف من هذاالمؤتمر نظيرا لمؤتمر كفار قريش في دار الندوة , وتفنيد الـشـيـخ الـنـجدي - الشيطان - راي المؤتمرين في قتل الرسول فردا فرداواشار عليهم بالراي المقبول , غير ان المؤتمرين هناك لم ينجحواولم ينجح الشيخ النجدي , ونجح المؤتمرون هنا ونجح الشيخ السبائي , ووقعت الحرب باثارة منهم دون علم الامام وام المؤمنين وطلحة والزبير, فعلى هذا السبائي اليماني تقع اوزار هذه الحرب واوضارها, وليذهب قحطان بعارها وشنارها ابد الدهر هكذا يروي سيف , بينما نجد الامام يرسل الفتى يدعوهم الى القرآن فيمثلون به ويقتلونه وهو يحمل القرآن , وما ذكر عن نكوص الاشتر عن الحرب , فذلك مالا يحتاج الى تفنيده . وذكر ان القعقاع هو الذي انهى الحرب حين امر بعقر الجمل ,بينما الامام هو الذي امر بذلك , وذكر ان القعقاع اصدر العفوعنهم وقال . لـهم : انتم آمنون , بينما ذلك قول الامام كما ينبغي ان يكون , فانه هو الامير, وذكر في بعض رواياته ان القعقاع وآخر معه حملاالهودج . ونـحـياه , بينما الامام امر اخاها محمدا بذلك , ثم ذكر عن الامام وام المؤمنين اقوالا تخالف ما ذكره غيره . حصيلة الحديث : لـم يذكر في احاديث سيف لاحد الاثر المحمود في اخماد الفتن كبطل الاسطورة القعقاع , فانه هو الـذي مـنـع الـسـبـئيـين من التجمع في مسجد الكوفة , واطفا النائرة بينهم وبين خليفة الوالي في يـومه ,وهو الذي ذهب على راس جيش لنجدة الخليفه المحصور, فبلغه نبا قتله في الطريق ورجع , وهـو الـذي حـكـم فـي مـا اخـتلف فيه اهل الكوفة والوالي وكان قوله الفصل , ونفر اهل الكوفة للالتحاق بالامام فاطيع , وهو الذي اعتمد عليه الامام ليقوم بدور الاصلاح ,فوفق , وانتهى امر الامة الـى الـصـلاح لـولا فتنة السبائي اليماني اصـدرالـعـفو وآمن اصحاب الجمل وقال لهم : انتم آمنون , وهو الذي حمل هودج ام المؤمنين , هذه المفاخر جميعها تعود الى تميم , وبطلهاالقعقاع , وجميع التفن مصدرها السبئية اليمانية
الخاتمة
الـى هنا ينتهي ما وصل الينا من سيف فيما اختلق من بطولات وشعر ومواقف لبطل تميم الاسطوري القعقاع بن عمرو, ولم نجدله ذكرا بعد ذلك غير ما روى الطبري عن سيف في ذكره شدة القتال يوم الـجمل ان القعقاع قال : (ما رايت شيئا اشبه بشي ء من قتال القلب يوم الجمل بصفين , لقد رايتنا ندافعهم باسنتنا, وتتكئ على ازجتنا, وهم مثل ذلك , حتى لو ان الرجال مشت عليهالاستقلت بهم ). اذن فـان سـيفا يلوح ان البطل قعقاعا ادرك حرب صفين اذ شبه بهاحرب الجمل , واكثر من هذا لم نجد لسيف حديثا يذكر فيه مواقف لبطله الاسطوري بصفين وغير صفين . ويـذكـر عن نهاية ايامه ما رواه الطبري في ذكر حوادث سنة 11ه , حيث روى : ان معاوية بعد عام الجماعة - عام صلح الامام الحسن مع معاوية - كان يخرج من الكوفة المستغرب في امرعلي وينزل مكانه المستغرب في امر نفسه , من اهل الشام والبصرة والجزيرة , وانهم هم الذين يقال لهم : النواقل فـي الامـصـار, فاخرج من الكوفة القعقاع بن عمرو بن مالك الى ايليابفلسطين , ونقل بني تغلب الذين كانت فيهم سجاح المتنبئة ,واسكنهم منازل القعقاع وبني ابيه بني العقفان بالكوفة . وبـعـد هـذا كله يحق للشيخ الطوسي ابي جعفر محمد بن الحسن المتوفي (460ه) ان يذكر اسم الـقـعـقـاع فـي (رجاله ) ضمن اصحاب امير المؤمنين علي ويقول مرة : ((اسمه القعقاع ))واخرى ((القعقاع بن عمير التميمي )) دونما اي تعريف اكثر من هذا ومـن الطوسي اخذ من جاء بعده كالاردبيلي المتوفي سنة (1101ه) في جامع الرواة , والقهبائي (ت اوائل ق 11) في مجمع الرجال ,. والـمامقاني في تنقيح المقال قال المامقاني في تنقيحه : (القعقاع عنونه الشيخ (رض ) في باب اصحاب علي7 من رجاله مرتين :تارة مجردا, واخرى بزيادة (ابن عمير التميمي ) ولم يتبين لناحاله , اتحد او تـعـدد, وسمى الشيخ والد القعقاع هذا ((عميرا)) سماه ابن عبد البر وابن الاثير ((عمرا)), ولـعـلـه الصواب وفي اسدالغابة : ان للقعقاع هذا اثرا عظيما في قتال الفرس في القادسية وغيرها, وكان من اشجع الناس واعظمهم بلاء, وشهد مع علي الجمل وغيرها من حروبه ) الحديث . وقال الزبيدي (ت 1205ه) في مادة (قع ) من تاج العروس ((القعقاع بن عمرو التميمي اورده سيف في الصحابة )).
خلاصة الحديث عن القعقاع
.تخيل سيف القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي ثم العمري وقال عنه : انه ابن الحنظلية وان له خؤولة في بارق , وان زوجته كانت هنيدة بنت عامر من هلال النخع . وانه صحب النبي (ص ) وروي عنه , وادرك السقيفة واخبر عنها,وفي ردة هوازن قاد حملة بامر ابي بكر الى علقمة ففر منه واسر. اهله , وفي الفتوح امد به ابو بكر خالد بن الوليد لغزو العراق ,فقالوا له : اتمد رجلا قد ارفض عنه جنوده برجل ؟ فقال : لا يهزم جيش فيهم مثل هذا, فاشترك في غزو الابلة , وحمل على جيش العدو حين ارادوا الغدر بخالد عندما بارز قائدهم وفوت عليهم ماارادوا. ثم اشترك مع خالد في غزو ((المذار)) و((الثني )) و((الولجة )),وفي ((اليس )) استمر خالد ثـلاثـة ايـام يـقـتـل الاسرى المجلوبين من كل جانب ليبر بيمينه ان يجري نهرهم بدمائهم , فشار عليه القعقاع ونظراؤه ان يجري الماء على الدماء لتجري ففعل , وجرى الماء بالدم ثلاثة ايام , فكف عن قتلهم . وبـعـد فتوح الحيرة ولاه خالد الثغور وشهد في عهد خالد لاهل الخراج , ثم خلفه على اهل الحيرة حينما ذهب لاغاثة عياض . وقـاد الحملة على ((الحصيد)) فقتل القائد الفارسي روزمهر,وشارك القواد في قتال ((مصيخ بني الـبرشاء)) و((الفراض ))وفيها امر خالد بقتلهم بعد المعركة , فقتل منهم في الطلب والمعركة مائة الف . ولما صرف ابو بكر خالدا الى الشام وظن خالد ان ذلك من فعل عمر حسدا منه نصحه القعقاع بحسن الظن فقبل نصيحته . وكـان الـقـعـقاع في جيش العراق الذي ذهب بقيادة خالد الى الشام ,واشترك معه في غزو ((مصيخ بـهـراء)) و((مرج الصفر))و((قناة بصرى )) وهي اول مدينة افتتحها الجيش العراقي بالشام ثم اشتركوا في ((الواقوصة )), وانشد في هذه الوقائع ابياتا من الشعر. وفـي اليرموك عينه خالد على كردوس من جند العراق , وامره ان ينشب القتال ففعل وارتجز ابياتا, وبلغ عدد قتلى الروم الذين قتلوافي ((الواقوصة )) عشرين ومائة الف . وفي دمشق صعد هو ورجل آخر على حبال القوها على سورهاثم اثبتوا حبالا اخرى فصعد الباقون عليها, وقاتلوا من يليهم حتى فتحوا الباب للجيش وانشد في ذلك ابياتا. ثـم شـارك الـقـعقاع في معركة ((فحل )) التي قتل فيها ثمانون الفامن الروم , وانشد فيها رجزين , وبعدها كان على مقدمة جيش العراق في عودته لامداد سعد بالقادسية فتعجل القعقاع وطوى المنازل وقدم صبيحة (اغواث ) وقطع جنوده اعشارا, وهم الف ,وامرهم ان يسرحوا عشرة عشرة , فكلما بلغ العشرة مد البصرسرحوا في آثارهم عشرة اخرى , وتقدم هو فى عشرة واتى الجيش وبشرهم بالامداد وحرضهم على القتال , وقال : اصنعوا كمااصنع , فبارز, ذا الحاجب قاتل المثنى وقتله , وقتل الـبـيـرزان فـقالوافيه يقول ابو بكر ((لا يهزم جيش فيه مثل هذا)) واخذت خيله تردالى الليل , عـشرة بعد عشرة , وكلما قدم عشرة كبر القعقاع وكبرالمسلمون , وبذلك عزز موقف المسلمين , وارهب العدو. وفـي هـذا اليوم الذي تخيله سيف يوم (اغواث ) قال : ان سعدااعطى القعقاع فرسا مما بعث الخليفة لاهـل الـبـلاء فـي الـحـرب وانـه انـشـد فـيـهـا ثـلاثـة اراجيز, وامر تميما ان يلبسوا الابل ويبرقعوها,يتشبهون بالفيلة ويحملون عشرة عشرة على خيول الفرس تحميهافرسانهم . وفـي لـيلة عماس سرب القعقاع اصحابه الى المكان الذي قدموا منه يوم اغواث , وامرهم ان يقدموا مـائة اذا طـلـعـت الـشـمـس فـفـعلوا,وكلما قدم مائة كبر القعقاع وكبر المسلمون , وبذلك قوى نفوس المسلمين - ايضا - في اليوم الثاني كما فعل في اليوم السابق . ولما راى سعد ان الفيلة تفرق بين الكتايب امر القعقاع واخاه ان يكفياه الفيل الابيض وكانت بقية الفيلة تالفه , ففقا عينيه , وقطع القعقاع مشفره , فطرح الفيل ساسته , وسقط لجنبه , فانشد القعقاع فيه ابياتا. وفـي لـيـلة الهرير سبق القعقاع غيره في الحملة , وخطب في الجيش يحمسهم , وقتل هو ومن معه رسـتـم , فـانـكـسـر حـيـش الـمشركين ,وبقيت بضع وثلاثون من رؤساء المسلمين , فكان القائد الفارسي قارن بازاء القعقاع , فقتله القعقاع , اما الباقي فمنهم من فر ومنهم من قتل , فارسل سعد بن ابي وقاص في طلب الفارين . وبعد انتهاء المعركة اثنى سعد على القعقاع بابيات انشدها. وتايمت سبعمائة امراة من قحطان في القادسية فتزوجهن المهاجرون فاستشارته اخت زوجته فاشار عليها في ثلاثة ابيات . كما انشد بيتين في قصة فتح بهرسير. ويـوم عـبور الجيش الى المدائن سقط غرقدة البارقي عن ظهرفرسه فاخذ القعقاع بيده حتى عبر بـه , وكـان مـن اشـد الناس قوة ,وكان للقعقاع فيهم خؤولة , فقال عجزت النساء ان يلدن مثل القعقاع وكـانـت كتيبة القعقاع المسماة الخرساء اول كتيبة دخلت المدائن وبعده تعقب القعقاع الفارين , فلحق بـرجـل فارسي يحمي الناس فقتله , وغنم ما معه , وكان يحمي دابتين تحملان سلاح اكاسرة الفرس وقياصرة الروم وملوك الترك والعرب , فنفله سعدسيف هرقل ودرع بهرام وبعث الباقي الى الخليفة .