ومـن الرواية الثالثة اخذ الحموي ما ذكره بترجمة البطاح حين قال : (وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح : فلا تحسبا اني رجعت ). الابيات . ومـن هـذه الروايات اخذ ابن الاثير والذهبي وابن فتحون وابن حجرما ذكروه من تراجم ستة من اصحاب رسول اللّه (ص ) ممن يلي ذكره : 1 ـ سعير بن خفاف التميمي :.
هكذا في الاصابة , وفي رواية سيف عند الطبري : سعر بن خفاف التميمي . قال ابن حجر في ترجمته من الاصابة : (ذكره سيف في الفتوح )وانه كان عاملا لرسول اللّه (ص ) على بطون تميم واقره ابو بكر ((383)) (ز) ((384)) .
2 ـ عوف بن العلاء بن خالد الجشمي
هـكـذا في الاصابة , وفي رواية سيف عند الطبري (عوف بن البلادبن خالد من بني غنم الجشمي ) فـي تـرجـمـتـه مـن الاصـابـة ((385))
(ذكـر سـيـف في الفتوح انه كان من عمال النبي بعد مـوتـه واسـتـدركه ابن فتحون ) لم نجد له ذكرا اكثر من هذا عند سيف ورواته , ولا ذكر له في المعارك الحربية ومجال البطولات ممايصف سيف بها ابطال اساطيره من تميم خاصة او عامة مضر.
3 ـ اوس بن جذيمة الهجيمي
هكذا في الاصابة , وفي الطبري : اوس بن خزيمة الهجيمي ,والهجيمي نسبة الى بني عمرو بن تميم بطن من تميم والى محلة في البصرة سكنها بنو الهجيم ((386))
, في ترجمته في الاصابة :ـ. (لـه ادراك , وكـان فـيـمن ثبت في الردة , واغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبات , ذكره سيف والطبري ). هكذا يضاف اسم هذا الصحابي البطل المختلق الى مفاخر بني عمرو بن تميم البطن الذي ينتمي اليه سيف .
4 ـ سهل بن منجاب التميمي
في اسد الغابة (استعمله النبي (ص ) على صدقات بطون من بني تميم , فان تميما لما فرق النبي (ص ) فـيـهـم عـماله , منهم : قيس بن عاصم وسهل ومالك بن نويرة والزبرقان وصفوان وغيرهم ذكرهم الطبري ). وفي الاصابة : (ذكر الطبري انه من عمال النبي (ص ) على صدقات بني تميم , مات النبي (ص ) وهو على ذلك ). وفي التجريد: (استعمله النبي على الصدقات فيما قيل ) ((387)) . وجـاء فـي لفظ اسد الغابة (ان تميما لما اسلمت فرق النبي (ص )فيهم عماله , منهم : قيس بن عاصم وسـهل ومالك ) وجاء حديث تفريق النبي عماله في بني تميم في نسخ الطبري هكذا: (وكان من امر بـنـي تـميم ان رسول اللّه (ص ) توفي وقد فرق فيهم عماله ,فكان الزبرقان بن بدر على الرباب , وعوف والابناء فيما ذكرالسري عن شعيب عن سيف عن الصعب بن عطية بن بلال عن ابيه وسهم بن منجاب , وقيس بن عاصم على مقاعس والبطون )الحديث . فهمنا من لفظ الطبري السابق : ان الصعب بن عطية , روى عن اثنين : اولهما ابوه عطية , وثانيهما سهم بن منجاب , روي عنهماان قيس بن عاصم كان على مقاعس والبطون . وفـهم ابن الاثير وابن حجر ان الصعب بن عطية روي عن ابيه ان اثنين كانا على مقاعس والبطون : سهم بن منجاب وقيس بن عاصم , ويظهر ان (سهم بن منجاب ) جاء في نسختهما من الطبري (سهل بن منجاب ) فاعتمدوا على ذلك وترجموا لسهل بن منجاب في عداد الصحابة .
5 ـ وكيع بن مالك التميمي ثم الدارمي من بني حنظلة
((388)). هكذا تخيله , والدارمي نسبة الى دارم بن حنظلة بن مالك بن زيدمناة بن تميم , وفي التجريد: (وكيع بن مالك ولي على بني حنظلة مع مالك بن نويرة قاله سيف ). وفي الاصابة (ذكر سيف ان النبي (ص ) استعمله هو ومالك على صدقات بني حنظلة وبني يربوع , وتـوفـي رسـول اللّه (ص ) وهـمـاكـذلـك , كـان مـوافـقا لسجاح فلما فض جمعها استقبل خالدا بصدقات قومه واعتذر اليه وحسن اسلامه ـ وكذا ذكره الطبري ـ وذكرسيف ان النبي (ص ) بعث وكيع الدارمي مع صلصل الى عمروليتعاونوا على من ارتد ) انتهى ما في الاصابة . مـن لفظ ابن حجر: (ذكر سيف الى قوله : كذا ذكره الطبري )نعرف انه استخرج هذه الترجمة من فتوح سيف وتاريخ الطبري ,واضاف ابن حجر الى ما جاء في خبر عمال النبي وردة تميم خبر ارسال الـنـبـي وكيعا الى عمرو, وهذا ما ندرسه ان شاء اللّه في خبر رسل النبي ولم يذكر في الترجمة شعره وقد ذكره الطبري والحموي , كما سبق ذكره . ويضاف ايضا اسم هذا التميمي الدارمي الصحابي الشاعر رسول النبي وعامله الى سجل مفاخر تميم .
6 ـ حصين بن نيار الحنظلي
والـحـنـظـلي نسبة الى بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم , في الاصابة (كان احد عمال النبي (ص ) ذكـره سـيـف والـطـبري ,واستدركه ابن فتحون ) نعلم من قوله : (ذكره سيف والطبري ) انـه استخرج ترجمته ايضا من فتوح سيف وتاريخ الطبري , وابن فتحون هو ابو بكر محمد بن خلف بـن سليمان بن فتحون الاندلسي , ومن تليفه كتاب التذييل او الاستلحاق في مجلدين كبيرين استدرك فيه على كتاب الاستيعاب لابن عبد البر, توفي بمرسية من مدن الاندلس عام (519ه), والى كتابه هذا يشير ابن حجر في قوله (استدركه ابن فتحون ) اقتصر ابن حجر في ترجمته على ذكر عمله لـرسـول اللّه ولـم يـذكـر مـا رواه الطبري عن سيف في خبر القادسية من حوادث سنة 14ه: ان الحصين هذا كان من امراء السرايا. ولـم يـذكـر ما رواه الحموي في ترجمة دلوث حيث قال : (قال سيف عن رجل من عبد القيس يدعى صحارا, قال : قدمت على هرم بن . حـيـان ايام حرب الهرمزان بنواحي الاهواز وهو فيما بين دلوث ودجيل ـ الى قوله ـ: وسمـاه في موضع آخر ((دلث )), وقال الحصين بن نيار: الا هل اتاها ان اهل مناذر. شفوا غللا لو كان للنفس زاجر. اصابوا لنا فوق الدلوث بفيلق . له زجل ترتد منه البصائر). انتهى . ومـن الـحـمـوي اخـذ صاحب المراصد ترجمته لدلوث , ولم يذكرايضا قول الحموي في ترجمة الـمـنـاذر: (قـال اهـل الـسـيـر: ووجـه عتبة سنة 18 سلمى وحرملة ـ الى قوله ـ: حتى فتحا مناذروتيري في قصة طويلة وقال الحصين بن نيار: الا هل اتاهاالى آخر البيتين , رواه بعدهما: قتلناهم ما بين نخل مخطط. وشاطي دجيل حيث تخفى السرائر. وكانت لهم فيما هناك مقامة . الى صيحة سوت عليها الحوافر). انتهى . والـحديث هذا ذكره الطبري عن سيف اكثر تفصيلا من هذا مع حذف شعر الحصين على عادته في حذف الاشعار ((389)) . هـكـذا اعـتـمدوا على احاديث سيف , وعدوا هؤلاء الستة من ابطال اساطير سيف من صحابة النبي وعماله , وبعد ان ذكرنا كل ماوجدناه من احاديث سيف في شانهم , ندرس هذه الاحاديث ثم نقارن بينها وبين احاديث غيره . مناقشة سند الاحاديث : روي سيف الحديث الاول حديث عمال النبي في تميم وردة تميم ومن ضمنهم مالك بن نويرة وحديث سـجاح المتنبئة التميمية ,والحديث الثاني حديث ردة البحرين , وفيه ذكر وكيع الصحابي المختلق , والحديث الثالث حديث البطاح وفيه ذكر وكيع ايضاوقسم من حديث ردة مالك . هـذه الاحاديث الثلاثة رواها سيف عن الصعب بن عطية بن بلال عن ابيه , اب وابن راويان في نسق واحـد, ذكـرنـا في ما سبق انااعتبرناهما من مختلقات سيف من الرواة طالما لم نجد لهما ذكراعند غير سيف . وفـي الحديث الرابع تتمة خبر مالك وفي سنده خزيمة بن شجرة العقفاني , وجدنا النسابين ياخذون تـرجمته من احاديث سيف , وفي سنده ايضا عثمان بن سويد, ولم نجد له ذكرا عند غير سيف ,وفي الـحديث الاخير الذي ذكر فيه الحصين في سنده مجهولون ,هذه حال سند احاديث سيف , وللمقارنة نـرجـع الـى حـديـث غـيره ,فنجد خبر عمال النبي عند ابن هشام والطبري عن ابن اسحاق هكذا ((390))
: (ان رسول اللّه بعث امراءه وعماله على كل مااوطا الاسلام من البلدان , فبعث المهاجر بـن ابـي امية بن المغيرة الى صنعاء, فخرج عليه العنسي وهو بها, وبعث زياد بن لبيد اخابني بياضة الانـصاري الى حضرموت وعلى صدقاتها, وبعث عدي بن حاتم على طي وصدقاتها وعلى بني اسد, وبعث مالك ابن نويرة على صدقات بني حنظلة , وفرق بني سعد على رجلين منهم , فبعث الزبرقان بن بـدر عـلى ناحية منها, وقيس بن عاصم على ناحية , وبعث العلاء بن الحضرمي على البحرين , وعلي ابن ابي طالب الى نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم , فلماوافى ذو القعدة من هذه السنة ـ اعـني سنة عشر ـ تجهز النبي الى الحج ) ثم ذكر رجوع علي من نجران والتحاقه بالنبي في الحج ثم رجوع النبي ووفاته في آخر صفر. فـي هـذا الحديث كان عمال النبي على تميم ثلاثة : مالك والزبرقان وقيس , اضاف اليهم سيف ثمانية آخـريـن , وخـبـر ردة تـميم لا ذكرله عند غيره الا ما كان من امر خالد ومالك بن نويرة , وهذا جاءعند غيره امثال الطبري وابي الفرج ووثيمة وغيرهم , كما يلي : روى الـطـبـري ((391))
(عـن عبد الرحمن بن ابي بكر ان خالدبن الوليد لما نزل البطاح بعث ضـرار بن الازور في سرية ,وفيهم الصحابي ابو قتادة الحارث بن ربعي اخو بني سامة , وكان ممن شـهـد لمالك بالاسلام , وقد كان عاهد اللّه الايشهد مع خالد بن الوليد حربا ابدا بعدها, وكان يحدث انـهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل , فاخذ القوم السلاح , قال : فقلنا انا المسلمون , فقالوا:ونحن الـمـسلمون , قلنا: فما بال السلاح معكم ؟ قالوا لنا: فما بال السلاح معكم ؟ قلنا: فان كنتم كما تقولون فضعوا السلاح , قال :فوضعوها, ثم صلينا وصلوا, وكان خالد يعتذر في قتله انه قال له وهو يراجعه : مـا اخـال صـاحـبـكم الا وقد كان يقول كذا وكذا قال :او ما تعده لك صاحبا؟ ثم قدمه فضرب عنقه واعـنـاق اصـحابه ,فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند ابي بكر وقال : عدواللّه عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امراته . واقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد, وعليه قباء له عليه صدا الحديد, معتجرا بعمامة له , قـد غـرز فـي عـمـامـتـه اسـهما, فلماان دخل المسجد قام اليه عمر, فانتزع الاسهم من راسه فحطمها,ثم قال : ارثاء وقد ذكرناه بلفظ الطبري . وفي وفيات الاعيان لابن خلكان ((392))
: وكان عبد اللّه بن عمر(رض ) وابو قتادة الانصاري حاضرين , فكلما خالدا في امره فكره . كلامهما, فقال مالك : يا خالد جـرمـه اكـبـر مـن جـرمـنـا, فـقـال :(لا اقـالني اللّه ان لم اقتلك , وتقدم الى ضرار بن الازور الاسـدي بـضرب عنقه , فالتفت مالك الى زوجته ام تميم وقال لخالد: هذه التي قتلني , وكانت في غاية الـجـمال , فقال له خالد: بل اللّه قتلك برجوعك عن الاسلام , فقال مالك : انا على الاسلام , فقال خالد: ياضرار اضرب عنقه ـ الى قوله ـ: فقال في ذلك ابو زهيرالسعدي : الا قل لحي اوطاوا بالسنابك . تطاول هذا الليل من بعد مالك . قضى خالد بغيا عليه لعرسه . وكان له فيها هوى قبل ذلك . فامضى هواه خالد غير عاطف . عنان الهوى عنها ولا متمالك . واصبح ذا اهل , واصبح مالك . الى غير شي ء هالكا في الهوالك . فمن لليتامى والارامل بعده . ومن للرجال المعدمين الصعالك . اصيبت تميم غثها وسمينها. بفارسها المرجو سحب الحوالك ). وفي خبر سجاح ومسيلمة قال الطبري ((393))
: اما غير سيف فانه ذكر ان مسيلمة لما نزلت به سـجـاح اغـلـق الحصن دونها,فقالت له سجاح : انزل , قال : نحي عنك اصحابك , ففعلت , فقال مسيلمة : اضـربوا لها قبة وجمروها لعلها تذكر الباه , ففعلوا, فلمادخلت القبة كان ما ذكره الطبري من سجع مسيلمة في حديثه معها, وسجعها في جوابه , حتى ذكرت الباه , ونكحها, ثم قال :فاقامت عنده ثلاثا ثم انصرفت الى قومها, فقالوا: ما عندك ؟ قالت :((كان على الحق فاتبعته )) فتزوجته , قالوا هل اصدقك شـيـئا؟قالت : لا, قالوا: ارجعي اليه فقبيح بمثلك ان ترجع بغير صداق ,فرجعت اليه , فقال لها: مالك ؟ قـالـت : اصـدقـنـي صـداقـا, فقال مسيلمة لمؤذنها: (ناد في اصحابك ان مسيلمة بن حبيب قد وضع عنكم صلاتين مما اتاكم به محمد صلاة العشاء الاخرة وصلاة الفجر). وجـاء خـبر فتح تيري والمناذر في حديث غير سيف , هكذا قال ابن حزم في جوامع السيرة (كور الاهـواز فـتـحـها ابو موسى الاشعري ايام عمر عنوة وصلحا) ((394))
وقال الذهبي في تاريخ الاسـلام ((395))
: (في سنة سبع عشرة كتب عمر الى ابي موسى الاشعري بامرة البصرة , وبان يسير الى كور الاهواز ففتحها )الحديث . وقـال الـبلاذري في فتوحه ((396))
: (ففتح ـ يقصد ابا موسى الاشعري ـ سوق الاهواز عنوة , وفـتـح نـهر تيري عنوة ـ الى قوله ـ وخلف على المناذر الربيع بن زياد الحارثي , وسار الى تستر ففتحها الربيع ). كان هذا خبر مناذر وتيري عند غير سيف , اما دلوث فلم نجد له ذكرا عند غير سيف ورواته لنقوم بالمقارنة بينهما. نتيجة المقارنة : اضاف سيف ((397))
, في خبر عمال النبي (ص ) على تميم ,ستة على عمال النبي , تفرد بذكرهم وذكـر عـملهم لرسول اللّه ,ومن حديثه استخرجوا ما ذكروا في تراجمهم , في حين لا ذكرلعمال رسـول اللّه هـؤلاء عند من لم يعتمد على حديث سيف وروى سيف حديث عملهم لرسول اللّه (ص ) عـن رواة اعـتبرناهم من مختلقات سيف , وتفرد سيف في ما ذكر عن تامير الحصين على سرية قبل الـقـادسـية , ومن حديث سيف اخذ الحموي ما ذكرمن رجز الحصين بعد فتح ((المناذر)) على يد الـتـمـيـميين : سلمى وحرملة , ومن حديثه استخرج اسم ((دلوث )) وترجمته , ومن الحموي اخذ صاحب المراصد ترجمته لدلوث . فـي هذا الحديث استجاب سيف للعصبية العدنانية , فذكر ان القائدالعام كان عتبة بن غزوان العدناني بـدلا من ابي موسى الاشعري اليماني , وكسب فخر تلك الحروب لتميم حين جعل اميريهاالتميميين : سلمى وحرملة بدلا من ربيع الحارثي القحطاني وغيره ,وحرملة صحابي مختلق كما برهنا عليه في حـيـنـه , واخـتلق ـايضا ـ الراجز الحصين بن نيار من تميم , ودافعه الى كل هذاالوضع ـ العصبية القبلية ـ واضح وسائغ , ولكن ما الدافع لسيف الى ان يحرف سنة الواقعة , فيجعلها الثامنة عشرة بدلا مـن السابعة عشرة مع ان عتبة بن غزوان الذي ذكره قائدا عاما بدلا من ابي موسى كان قد توفي قبل ذلـك بـاجـمـاع الـمؤرخين ؟ فهل كان دافعه الى ذلك ما وصفوه به من الزندقة وانه اراد ان يشوش بـذلـك الـتـاريـخ الاسـلامي ام ماذا؟ التميمية نصف غلات اليمامة اتاوة سنوية ولم تقبل الموادعة حتى قبل مسيلمة ان يسلفها نصف غلات العام القادم ايضا, فتركت عنده من يجمعها لها, وذهبت هي بنصف غلة اليمامة لعامها الحاضر. كـسـب سـيف بما وضع في هذا الخبر مجدا مؤثلا لتميم , فقد روى ان سجاح التميمية كسب نصف غـلات اليمامة , في حين ان غيره روى انها كسبت لنفسها نكاح مسيلمة , ولقومها وضع صلاتي الفجر والعشاء عنهم وفـي خبر ردة تميم ايضا, كسب سيف فخرا لتميم حين تفرد بذكرحروب ومساجلات بين بطون تـمـيـم مـمـا لم يذكره غيره , وسيف لايهمه امر الاسلام كي ينفي تهمة الارتداد عن قومه , وانما يهمه كسب الامجاد الحربية لمضر ثم لتميم , وهذا ما حافظ عليه , فقدذكر: ان مسلم تميم كان بازاء من ارتد وارتاب , يساجل بعضهم بعضا, اذن فالذي قابل التميمي المرتد انما هو تميمي آخر. وفي خبر مالك بن نويرة دافع سيف عن امجاد مضر, حين تفردبذكر ارتداد مالك وموادعته لسجاح , واخـتـلـق اسـطـورة قـتـل الـخـطـالمالك وقومه فيما ذكر من خطا فهم جيش خالد قول خالد: ادفـئوااسـراكـم , بينما اجمع المؤرخون ان مالكا ناقش خالدا في نسبة الارتداد اليه وطلب منه ان يـرسـلـه الـى ابي بكر ليكون هو الذي يرى رايه فيه , وذكروا ان مالكا لما راى اصرار خالد على قـتـلـه ,عزا سبب ذلك الى جمال زوجته التي تزوجها خالد بعد قتل زوجها, كما ذكروا ان ابا قتادة وابـن عـمـر كـلـما خالدا في امره فكره كلامهما, وانه امر ضرارا بضرب عنق مالك , وان خالدا لماقتلهم امر بنصب رؤوسهم اثافي للقدور, وشاركهم سيف في رواية هذا الخبر,ب ـ اخـتـلاق خـبـر ارتـداد قبائل الجزيرة بعد النبي مما يستشهد به اعداء الاسلام على انتشار الاسلام بحد السيف . ج ـ عمال وصحابة للنبي من قبائل تميم ترجموا في عدادالصحابة . د ـ مكان في الاهواز يترجم في الكتب البلدانية . ه ـ شعر يضاف الى تراثنا الادبي . وفي كل ذلك مفاخر لتميم , فالصحابي الشاعر العامل لرسول اللّه انما هو حنظلي تميمي يقول : اصابوا لنا فوق الدلوث بفيلق . له زجل ترتد منه البصائر. فهذا الفيلق الذي ترتد منه البصائر كان من تميم حسب رواية سيف . و ـ تحريف في سني الحوادث التاريخية لا نعرف له سببا غيرقصد البلبلة بدافع الزندقة . خلاصة البحث : اعتمد العلماء على حديث سيف عن الصعب , فعدوا ستة من مختلقات سيف السابق ذكرهم من الصحابة , واستخرجوا لهم تراجم . مـن حديث سيف , واستخرجوا ترجمة لصفوان بن صفوان ايضامن حديث سيف , غير انا لم نجزم انه من مختلقات سيف , فتركنامناقشة حديث سيف عنه .
سلسلة رواة الحديث عن سيف
روى سيف هذه الاخبار واخذ منه :1 ـ الطبري في تاريخه وذكر سنده . 2 ـ الحموي في معجم البلدان وذكر سنده . واخذ عن هؤلاء: 3 ـ ابن الاثير في تاريخه عن الطبري . 4 ـ ابن كثير في تاريخه عن الطبري . 5 ـ ابن خلدون في تاريخه عن الطبري . 6 ـ ابن فتحون في تذييله عمن سبقه . 7 ـ صاحب اسد الغابة عن الطبري . 8 ـ صاحب التجريد عن الطبري . 9 ـ صاحب الاصابة عن سيف والطبري . 10 ـ صاحب المراصد عن الحموي .
ابنا ام المؤمنين خديحة
ربيبا رسول اللّه (ص ). 19 ـ الحارث بن ابي هالة ـ التميمي . 20 ـ الزبير بن ابي هالة ـ التميمي . ابنا خديجة ـ اول شهيد تحت الركن ـ. رواية الحديث ـ مقارنة ـ حصيلة الحديث ـ. مناقشة سند الحديث . ابناء ام المؤمنين خديجة : مـن انواع الاختلاق عند سيف , اختلاق شخصيات اسطورية ثم الحاقها ببنوة او اخوة او غير ذلك بـاشـخاص لهم وجود تاريخي محقق , والبحث عن هذا النوع من الاختلاق وكشفه اكثر صعوبة من غيره من انواع الاختلاق عنده . ولـعـل من هذا النوع : الحارث بن ابي هالة , والزبير بن ابي هالة ,والطاهر بن ابي هالة , ثلاثة اخوة نـسبهم سيف الى ام المؤمنين خديجة , والى ابي هالة التميمي زوج خديجة قبل رسول اللّه , وكان ابو هـالـة حليفا لبني عبد الدار بن قصي , واشتهر بكنيته ابي هالة ,ونسي اسمه حتى اختلفوا فيه : اهو هـنـد او زرارة ام الـنـبـاش ؟ وفي ذكر عدد اولاده من خديجة قال الطبري ((398))
: (تزوج ابـوهالة خديجة بنت خويلد, فولدت له هندا وهالة , رجلين فمات هالة ,قال : فخلف عليها رسول اللّه (ص ) وعندها ابن ابي هالة , هند,فادرك هذا الاسلام , فاسلم , وحدث عنه الحسن بن علي (ع ). وروى الـهـيثمي في مجمع الزوائد (10 / 5) عن الطبراني انه قال : ((خديجة زوج النبي (ص ), كـانـت قـبـل رسـول اللّه (ص ) عـندابي هالة فولدت له هندا, ثم ولدت هالة , ثم تزوجها رسول اللّه (ص ))). وروى ابـن مـاكـولا عن الزبير بن بكار ((399))
ان خديجة ولدت لابي هالة هند بن ابي هالة , وهـالـة بن ابي هالة , وولد هند بن ابي هالة هندا قتل مع علي يوم الجمل وولد للاخير هذا وقتل مع ابن الزبير فلا عقب لهم . كـان هـذا ما ذكروه عن اولاد ابي هالة , واجمع المؤرخون ((400))
كابن هشام وابن دريد, وابن حبيب , والطبري ,والبلاذري , وابن سعد, وابن ماكولا, وغيرهم على ان خديجة كان لها من ابي هالة في عصر الرسول (ص ) هند وليس غيره من الذكور.
الحارث بن ابي هالة
مع هذا نرى ابن حزم يقول في جمهرة انساب العرب : ((ابو هالة زوج ام المؤمنين خديجة وابنه منها هـنـد ـ الـى قـولـه ـ: والـحـارث بـن ابـي هـالـة قـيل : انه اول من قتل في سيبل الاسلام تحت الركن اليماني )). فـكـيف خفي امر ربيب رسول اللّه (ص ) هذا ـ ابن خديجة من ابي هالة ـ مع عظيم شانه , فهو اول قتيل في سبيل الاسلام تحت الركن . اليماني ؟ نجد الجواب عند ابن حجر حين يقول بترجمته من الاصابة : ((الـحـارث بـن ابي هالة اخو هند بن ابي هالة ربيب رسول اللّه (ص ) ذكر ابن الكلبي وابن حزم ((401))
: انه اول من قتل تحت الركن اليماني )). وقال العسكري في الاوائل : ((ولـما امر اللّه نبيه ان يصدع بما امره قام في المسجد الحرام ,فقال قولوا لا الـه الا اللّه تفلحوا, فـقـاموا اليه فاتى الصريخ اهله فادركه الحارث بن ابي هالة , فضرب فيهم , فعطفوا عليه فقتل ,فكان اول من استشهد)). وفـي الفتوح لسيف عن سهل بن يوسف عن ابيه قال عثمان بن مظعون : ((اول وصية اوصانا بها النبي (ص ) لما قتل الحارث بن ابي هالة , ونحن اربعون رجلا ليس بمكة احد على مثل ما نحن عليه , فذكر الحديث , اي حديث : لما امر اللّه نبيه ان يصدع )). اذن فـحـديث الحارث هذا ينتهي الى سيف بن عمر, ومنه اخذ ابن الكلبي , والعسكري , وابن حزم , وابن حجر, ولم يعتمد على حديثه . هذا صاحب الاستيعاب , واسد الغابة , والطبقات , فلم يترجموالربيب رسول اللّه هذا. وذكر ابن حزم خبره بلفظ ((قيل )) تضعيفا له . هـذا مـا كان عند سيف ورواته عن اول شهيد في الاسلام , بينماجميع المؤرخين ذكروا ان اول من اسـتـشهد في الاسلام سمية ام عمار, قالوا: ان عمارا واباه ياسر وامه سمية , ممن عذبوا في سبيل الاسلام , وكانوا من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة .