ولم يبرا منها معاجم اللغة العربية مثل : 56 ـ لسان العرب , لابن منظور (ت : 711ه). 57 ـ تاج العروس , للزبيدي (ت : 1205ه). وفي كل واد اثر من ثعلبة حتى كتب الحديث مثل : 58 ـ صحيح الترمذي (ت : 279ه). 59 ـ الفوائد المستخرجة , للنجيرمي (ت : 451ه). ومن الطبيعي بعد كل هذا ان يذكر اسم سيف وحديثه في مؤلفات وضعت لدراسة الاحاديث الموضعة والوضاعين مثل : ا ـ الموضوعات لابن الجوزي (ت : 597ه). ب ـ اللالئ المصنوعة , للسيوطي (ت : 911ه).
سبب انتشار حديث سيف
لم نقصد فيما ذكرنا الى هنا من اسماء كتب امتدت اليها اغصان اساطير سيف الاستقصاء والاستيعاب , فـان ذلك من الامورالمستصعبة , بل ان الذي ذكرناه غيض من فيض اوردناه كامثلة على سعة انتشار احاديث سيف في مختلف الموسوعات الاسلامية مما يذهل الباحث المتتبع . واما سبب هذا الانتشار المدهش لقصص سيف , واعتماد العلماءعليها فيعود لامور منها: ان سيفا وضع قصصه في التاريخ بما يساير مصالح السلطة في كل عصر وذلك كنقله قصة العلاء بن الحضرمي في غزو دارين بما يحقق مصلحة السلطة وكان اصل القصة ان العلاء تحصن منه جمع من الـمـحـاربين في دارين , وكان الماء يفصل بينهم فدله كراز النكري على مخاضة في الماء, فخاضها بجيشه ووصل الى دارين وفتحها ((115)) . هـذه الواقعة رواها ابو هريرة ـ جريا على عادته ـ بشي ء من التحوير والتغيير, فقال : رايت العلاء قـطـع الـبحر على فرسه يوم دارين , وفي رواية قطع البحر مع اربعة آلاف , فما ابتل لهم خف ولا حـافر فرد, فلقيه ولم يجد الماء ((116)) الحديث . هـكـذا قـصـها ابو هريرة قصيرة كسائر قصصه , ولما كانت مسايرة لرغبة الجماهير المتعطشة لسماع كرامات السلف الصالح فانتشرت الرواية وذاعت وتواتر نقلها عن ابي هريرة في عصرسيف وشاعت , فجاء سيف القصاص العبقري فاضفى عليها جميع عناصر القصة , ووضع سندا للرواية وقال ما ملخصه : لـما وصل العلاء مع جيشه الى الدهناء, وهي اراض رملية فيهاجبال من رمل وليس فيها ماء, وانتهوا الـى بـحبوحتها, نفرت جميع الابل باحمالها, فما بقي عندهم بعير ولا زاد ولا ماء,وايقنوا بالهلاك , ووصـى بعضهم بعضا فعذلهم العلاء على ماغلبهم من الغم , ودعا ودعوا بدعاء اورده سيف , فلمع لهم مـاءفـشـربـوا منه واغتسلوا, ثم اقبلت الابل اليهم من كل وجه فسقوهاوساروا, فلما ابتعدوا عن الـغـديـر رجع ابو هريرة وآخر معه الى الغدير, وكان قد ترك هناك اداوة مملوءة ماء لتكون امارة على الغدير, فوجد الاداوة هناك , ولم يجد اثرا للغدير. ثـم ذكر بعد هذا ذيولا من قصته , ثم قال : حتى انتهوا الى البحروارادوا العبور الى دارين , وكانت الـمـسافة بينهم وبين دارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحر, وعلى شاطئ البحر خاطب العلاءجيشه وقـال : ((ان اللّه قـد اراكـم مـن آيـاتـه فـي الـبر لتعتبروا بها في البحر, فانهضوا الى عدوكم , واسـتـعـرضـوا الـبحر)) فاقتحموا البحر,الراجل منهم , والراكب على الخيل والابل والحمير وغـيـرها,ودعوا بدعاء اورده سيف ثم قال : فاجتازوا ذلك البحر وهم يمشون على ارض مثل رملة فـوقـهـا مـاء يـغمر اخفاف الابل , وانهم التقوابالمرتدين وقاتلوهم حتى غلبوهم , فلما فرغوا منهم رجـعـوا عودهم على بدئهم , فعبروا البحر كذلك , فقال العفيف بن منذر التميمي احد ابطال اساطير سـيـف فـي ذلك شعرا اورده سيف , ثم قال :وكان مع الجيش راهب فاسلم لما راى ذلك , وسمع دعاء الـملائكة في الهواء واورد سيف دعاء الملائكة ايضا وقال : ان العلاء كتب الى ابي بكر بذلك , فصعد ابو بكر المنبر وخطب وبشر المسلمين به الحديث . ان سـيـفا اعجب بقصة ابي هريرة الشهيرة في عصره , فاكملهابما اضفى عليها من عناصر ورواها تـامـة مـحبوكة الاطراف , ولم يعجبه ان تنسب الى حضرمي يماني كرامة , فعالج ذلك بما اختلق في قصة اخرى قال فيها: ان الـعـلاء كـان ينافس سعد بن ابي وقاص , وان العلاء رجح على سعد في حروب الردة , فلما ظفر سعد بفتح القادسية في حرب الفرس زمن عمر وجاء باعظم مما فعله العلاء اراد العلاء ان يصنع شيئا فـي الاعـاجـم لـيقابل سعدا بذلك , فندب الناس الى غزوالفرس في البحر, وحملهم في البحر الى فارس من غير اذن عمر, ولم يتنبه الى ان اللّه انما آتاه من الفضل في الردة بفضل الطاعة , وكان ابو بـكـر قد اذن له في قتال اهل الردة , وعمر كان قد نهاه عن البحر, وقال سيف : فلما عبر البحر الى فارس وتقابل الجيشان , حال الفرس بينه وبين سفنهم , وخذل المسلمون لمعصية العلاء للخليفة , ولولا ان تـداركهم اللّه بلطفه عليهم اجمعين فان الخليفة لما بلغه نبا عبوره البحر وقع في نفسه ان العلاء سـيـخـذل لعصيانه اياه , فبادر الى عزله وتولية غيره القيادة , وامدهم برجال ,فانقذ اللّه ذلك الجيش ببركة راي الخليفة الحديث . اذن فما ذكر ابو هريرة للعلاء من كرامة في غزوة دارين كان من آثار طاعته للخليفة , واصيب هذا الصحابي الكريم بنكبة فادحة لما عصا سلطان عصره . كانت امثال هذه القصة في مختلقات سيف تساير مصلحة السلطة في كل عصر, ونرى ان ذلك كان من اهم عوامل انتشار اساطيرسيف واهمال غيرها من المدونات التاريخية . والثاني من اسباب انتشار احاديث سيف انه وضع قصصه مسايرة لرغبة الجماهير مدى العصور ففي احاديث سيف يجدعبدة السلف الصالح ضالتهم من كرامات للسلف , وخرقهم لنواميس الطبيعة , واعانة الجن والملائكة لهم وتكليم الحيوانات اياهم , وبطولاتهم الفذة ويجد المتادبون قصائد وخطبا في الفخر والحماسة , وكتباومعاهدات في الحرب والصلح , وفي كل ذلـك يجد مؤرخو الاسلام نوادر تاريخية , والمترفون قصصا وصفية لقضاء ليالي السمرفي عصور تـبـارى فـيها القصاصون بسرد اساطير كقصص عنترة بن شداد, وابي زيد السروجي , والف ليلة وليلة , ونظائرها اشباعالرغبة الامراء والنبلاء واصحاب الثراء والجدة مما دفع اصحاب الفكر الى ان ينشروا افكارهم باسلوب محاورة واساطير, وفنشراخوان الصفا افكارهم باسلوب رسائل , وقام ابن طفيل بوضع قصة حي بن يقظان , وابن المقفع بترجمة كتب نظير كليلة ودمنة وبزسيف بن عمر كـل هؤلاء في ما وضع والف لنشر افكاره وتحقيق اهدافه , وانتشرت موضوعاته وراجت اكثر من كـل مـا عـداه كـل ذلـك لان الـحكام وجدوا في احاديث سيف ما يرغبون , وعوام الناس ما يشتهون , وطـبقات العلماء والمتادبين ما يبحثون عنه ويجمعون , وبذلك جعل كل هؤلاء يروون احاديثه زهاء اثني عشرقرنا, كذلكم انتشرت احاديثه بينما ذهبت في زوايا النسيان احاديث غيره . وتتجلى عبقرية سيف ـ مضافا الى ما سبق ـ في قدرته على ان يجعل تحقيق هدفه مسايرا لرغبة كل هـؤلاء الـجماهير, فهو اذيحقق اماني الجميع في احاديثه يجعل من كل ذلك سجل فخر لقبيلة مضر عامة , ولبطون تميم خاصة مع تصغير قدر من ناواهم وهـذا كله واضح للباحث في احاديث سيف غير ان في احاديث سيف من الدس والاختلاق ما لا يحقق شيئا مما ذكرنا, وهذا ماينبغي الانتباه له فما الداعي لسيف ـ وهو الذي نراه لايضع ولا يحرف الالتحقيق غاية ـ. مـا الداعي له الى تحريف سني الحوادث التاريخية فيؤرخ وقوع الحوادث في عام غير عام وقوعها ((117))
؟. ومـا الداعي له لتغيير اسماء اشخاص كتسمية عبدالرحمن بن ملجم قاتل امير المؤمنين علي : بخالد بن ملجم ((118))
؟. ومـا الـداعي له الى تسمية (عبد المسيح بن عمرو) الذي فاوض خالد بن الوليد في فتح الحيرة بـ (عمرو بن عبد المسيح ). ومـا الـداعي له الى وضع حديث يقول فيه : ان الخليفة عمر طلب من زوجه ام كلثوم ابنة الامام علي (ع ) ان تـجـلس مع ضيفه على مائدة الطعام , (فقالت لو اردت ان ابرز للرجال لاشتريت لي غيرهذه الكسوة )؟ ((119)) . اصـحـيح ان خليفة المسلمين عمر طلب الى زوجه ان تجالس الرجال وتواكلهم , وان الذي منعها من ذلك عدم لياقة ثيابهاللجلوس مع الرجال هـذه الـمـوضوعات ونظائرها في احاديث سيف لا تحقق شيئا مماعرفنا من اهدافه نـعتوه به من انه كان زنديقا ((120))
وان صح ما نسبوا اليه من الزندقة فانه كان يرمي من وراء كل مـا وضـع ومـا اخـتـلق الى تحريف التاريخ الاسلامي ومسخه حـقـيقته الا كرهاوعداء منه للاسلام , وقد نجح في التحريف نجاحا منقطع النظير,سوا اكان ذلك بـدافـع الـزندقة والعداء للاسلام , ام ان الغفلة وعدم التحرز من الكذب اديا به الى ذلك , ومهما كان السبب فان سيفااستطاع ان يحرف التاريخ الاسلامي في الردة والفتوح والحوادث الواقعة الى عصر امير المؤمنين علي . واصـبـح مـا اخـتلقه سيف هذا هو التاريخ الرسمي للصحابة ولماقاموا به من حروب , ومن نتائج ما وضعه سيف في وصف هذه الحروب انتشر بين المسلمين وغير المسلمين ان جيوش المسلمين قتلوا الـوف الالـوف في حروبهم , وان الاسلام انتشر بحد السيف واراقة انهار من دماء البشر, بينما كان الواقع ان الشعوب نفسهاكانت تقف الى جانب الجيوش الاسلامية ضد حكامها الظالمين ,وبذلك انتشر الاسلام لا بما ذكره سيف .
خلاصة البحوث
وجـدنا العلماء ينعتون سيفا بانه وضاع للحديث متهم بالزندقة ,ووجدنا وطن سيف العراق يتميز في عـصـر سيف بانتشار الزندقة فيه , ووجدنا زنادقة عصره ساعين دؤوبين في كل ما يزعزع عقائد المسلمين ويهدم بناء مجتمعهم فمنهم من يضع الاحاديث للتشويش عليهم في دينهم , ومنهم من يصرح ساعة قتله انه وضع اربعة آلاف حديث يحرم فيها الحلال ويحلل فيها الحرام , ولا نعلم اين ذهبت تلك الاحـاديـث غـير الذي وجدناه عند سيف وقد درسنااحاديثه فوجدناه قد وضع آلافا من الاحاديث ابـرز فيها اورع اصحاب رسول اللّه سخفاء جناة , والمغموصين في دينهم ذوي حجى وورع ودين اسـتطاع ان يدخل اساطير خرافية في التاريخ الاسلامي شوه بها الحقائق الاسلامية واثر بها على عـقـائد المسلمين وعلى راي غير المسلمين في الاسلام عـصـره , وامـتاز عليهم بان جل ما وضع من حديث فيه تاييد للسلطة القائمة في عصره , والحط من مـنـاوئيـهاوبذلك كسب حمايتها لموضوعاته , وكسب رواجها الى اليوم بالاضافة الى مجاراته في ما وضـع لـنـفـوذ الـقـبـلـيـة فـي عـصره ,وجنوحه هو بنفسه الى العصبية النزارية عصبية قبيلة السلطة القائمة مدة خلافة الراشدين والامويين والعباسيين . ووجـدنا المجتمعات الاسلامية في عصر سيف تتمخض عن احداث ضخام بتاثير تلك العصبية , فقد اجـرت الـعـصبية دماءغزيرة في البلاد الاسلامية حتى قوضت الخلافة الاموية , واقامت الخلافة الـعباسية على انقاضها وكان وقود تلك الفتن ما يضعه الادباء من قصائد في الفخر والحماسة , ونجد اليوم في دواوين الادب كثيرا من ذلك التفاخر والتكاثر, وقد ادى بعضهم الى ان يضع قصصا تاريخية واحاديث دينية في مثر قبيلته , ولم يبلغ في ذلك احد شاو سيف بن عمر, فانه اختلق امة من الشعراء فـي كـتـابيه (الفتوح ) و(الجمل ) يدافع كل واحد منهم في شعره عن امجاد مضر عامة وفرع تميم خاصة , واختلق جمعا كثيرا من الصحابة وجعلهم قوادا للفتوح ورواة الحديث وجعلهم صحابة ينتمون الى قبيلته تميم . ووضع لبيان بطولاتهم قصصا حربية في الردة والفتوح لم تقع ,ومواقع حربية لم تكن , وللتدليل على بـطـولاتـهم ذكر في تلك الحروب عددا للقتلى والاسرى بلغ الوف الالوف , ولم يكن لذلك العدد من الـنفوس وجود في تلك الاماكن لتقتل او لتؤسر, ووضع على لسان ابطال اساطيره قصائد في الفخر والـحـماسة والوصف والهجاء, وافتعل كتبا صدرت اليهم من الخلفاء واوسمة منحوااياها, كما افتعل مـعـاهـدات وقع بينهم وبين اهالي البلاد المفتوحة ولم يقع شي ء منها, ودون من كل ذلك سجل فخر لمضر, ثم لتميم , ثم لبني عمرو (البطن الذي ينتمي اليه سيف ), ولم يكتف بهذا حتى اختلق هواتف من الجن تنشد الشعر في مثر تميم . ولما كان ابطال اساطيره بحاجة الى جنود واتباع في معاركهم الاسطورية , اختلق لهم من غير قبائل مضر حاشية واتباعا,ونسب . اليهم ادوارا ثانوية في تلك المعارك , فدخل في التاريخ الاسلامي منهم حشد كبير في عداد الصحابة والـتابعين ورواة الحديث , الى طبقات اخرى , وكان هذا النوع من الوضع عند سيف اختلاقامحضا لم يكن له وجود البتة . ووضـع اساطير اخرى حرف فيها وقائع صحيحة نسبها الى غيراصحابها كالفتوح التي كانت لغير مضر فانه رواها ونسبها لقادة من مضر ممن كان لهم وجود تاريخي محقق , او لم اختلقهم ونسبهم الى مضر. ومـن هذا النوع من التحريف ما ومضع في علاج مؤاخذات كان يلام عليها بعض سادة مضر, فانه قد عزاها لغيرهم , سواء اكان غير المضري هذا له وجود تاريخي , ام كان ممن اختلقه ليلصق به ما عيب عليه المضري . ومـن هـذا النوع من التحريف ـ ايضا ـ ما عالج به ما وقع بين سادة مضر انفسهم مما كانوا يؤاخذون عـلـيـه , فـانـه قد حرف ذلك في ما روى من حديث , كما فعل في رواية ما وقع بين عائشة وطلحة والـزبـيـر وعـثـمان من خصومة حتى مقتل عثمان , وفي رواية ما وقع بينهم وبين علي الى واقعة الجمل , فانه عالج كل ذلك بما اختلق من اسطورة ابن سبا الذي زعم سيف انه جاء من اليمن والقى الفتن في البلاد وبين العباد نسب سيف الى هذا والى من سماهم بالسبائيين تلك الفتن كلها. وبـرا اولـئك الـسـادة مـن مضر من اوضارها, اختلق ابن سبا هذاونسبه الى سبا, وسمى جماعته بالسبئية ليكون اوضح في يمانية اهل الفتنة اما من اشترك في تلك الحوادث من غير مضر كعمار, وابن عديس والاشتر, وغيرهم ممن ينتمون الى قبائل قحطان , فانه لم يبرئهم منها, بل احكمها في حقهم , وجعلهم تبعا لابن سبا. هـكذا عالج سيف ما وقع بين السادة من مضر في ما اذا كان الطرفان من ذوي امجاد مضر, اما ما وقع بـين سيد مضري من اصحاب المجد, وآخر من افراد القبيلة , فانه يضحي احيانا بالفردالمضري في سـبـيـل الحفاظ على امجاد مضر وامجاد مضر التي يتهالك سيف في الحفاظ عليها, تتمثل في كرامة ذوي السلطة اولا,وكرامة ابطال مضر من مشاهير الشجعان وقادة الفتوح ثانيا. ومـن امـثلة ذلك ما وضعه في ذم خالد بن سعيد الاموي لمخالفته بيعة الخليفة ابي بكر, وما وضع في حق مالك بن نويرة للحفاظعلى كرامة خالد بن الوليد المضري . امـا مـا وقـع بين فرد مضري وآخر يماني من غير الذي عالجه في اسطورة ابن سبا فانه ـ ايضا ـ وضـع قـصصا حط فيها من قدر اليماني , ورفع من شان السيد المضري , كما فعل في قصة عزل ابي موسى اليماني من قبل الخليفة المضري عثمان . فنتج عن ذلك كله وضع تاريخ كله اختلاق , واختلاق شخصيات اسلامية من صحابة وتابعين ورواة لـلحديث وقادة للفتوح وشعراءالفخر والحماسة الى غيرهم ممن لم يكن لهم وجود خارج اساطيره , فـذهـبـت تراجمهم وانتشرت اخبارهم في الموسوعات الشهيرة , وعشرات من مصادر الدراسات الاسلامية , ذكرنا ستين منها, في ما سبق .
عودا على بدء
نرى ان سبب انتشار احاديث سيف هذا الانتشار المدهش ,واعتماد العلماء عليها ـ مضافا الى ما سبق ذكره ـ امور,منها: انـه وضع قصصه بشكل يساير فيه مصالح السلطات في كل عصر, كما فعل ذلك في نقل قصة العلاء بن الحضرمي في غزودارين , حين جعله يمشي هو وجيشه بمراكبهم على مثل رملة ميثاء, في بحر مـسـافـته مسيرة يوم وليلة لسفن البحر, هذا عندماكان يعمل في طاعة الخليفة , وجعل العلاء هذا يـخـفق ويخذل ,عندما عبر بجيشه لحرب الفرس , على اثر معصيته اوامر الخليفة عمر, اذن بفضل طاعة الخليفة انتصر وظهرت له كرامة , وعلى اثر المعصية خذل السلطة في كل عصر, فتجد منها الحماية والتاييد مدى الدهر وانـه وضـع اساطيره مسايرة لرغبة الجماهير مدى العصور, ففي حديثه يجد عبدة السلف الصالح كـرامـات لـلـسـلـف , وبـطـولات فـذة لـهم , ويجد المتادبون ادبا رفيعا من الشعر والنثر, ويجد المؤرخون كتبا ومعاهدات وفتوحا ونوادر تاريخية , ويجد المترفون احاديث للسمر. فـي احـاديـث سـيف يجد الحكام ما يرغبون , وعوام الناس مايشتهون , وطبقات العلماء والمتادبين ما يبحثون عنه ويجمعون . وتبرز عبقرية سيف في قدرته على تحقيق هدفه فيما يسايررغبات كل هؤلاء الجماهير, فانه حين يحقق اماني الجميع في احاديثه , يجعل من كل ذلك سجل فخر لقبيلة مضر عامة ولبطون تميم خاصة , مع تصغير قدر من نافسهم
هدف سيف الخفي البعيد
كـل مـا مـر واضـح في احاديث سيف , ومستساغ منه , ولكن ماالداعي له الى تحريف سني الحوادث التاريخية واليوم ؟. ومـا الداعي الى تغيير اسماء اشخاص كتسمية عبدالرحمن بن ملجم بخالد؟ وما الداعي له الى وضع حديث يقول فيه : ان الخليفة . عـمر طلب من زوجته ان تبرز للرجال وتؤاكلهم , وانما امتنعت عن ذلك لرثاثة ملابسها هذه الموضوعات لا تحقق شيئا مما ذكرنا من اهداف سيف , الا اذا صح ما نعتوه به من انه كان زنديقا, وان صح ذلك , فانه كان يرمي من وراء كل ما وضع واختلق , الى تحريف التاريخ الاسلامي ومسخه وقـد نجح في ذلك نجاحا منقطع النظير, وسواء اكان ذلك منه بدافع الزندقة والعداء للاسلام , ام ان الغفلة وعدم التحرز من الكذب اديابه الى ذلك , مهما كان السبب فان سيفا حرف التاريخ الاسلامي فيما يـخـص الـردة والفتوح والحوادث الواقعة بعدهما الى عصرامير المؤمنين على , واصبح ما اختلقه سيف هو التاريخ الرسمي للصحابة , ولما قاموا به من فتوح , وكان من نتائج ما وضع واختلق من كثرة عـدد الـقتلى في الفتوح , ما اشتهر بين غيرالمسلمين من ان الاسلام قد انتشر بحد السيف , وباراقة انـهـار مـن دمـاء البشر ـ ولعل لزندقته ـ ايضا ـ دخلا في هذا الاختلاق ـبينما الواقع ان الشعوب بـنـفـسـها كانت تقف الى جانب الجيوش الاسلامية ضد حكامها, وتدخل في دين اللّه افواجا, وبذلك انتشرالاسلام لا بحد السيف هذا هو التاريخ الذي وضعه سيف , وهذا التاريخ اصبح له قداسته , بعد ان اهمل في زوايا النسيان كل مـا دون مـن تاريخ غيرالذي اختلقه سيف , ومضى على ذلك القرون تلو القرون , وتسالم على صحته الخلف بعد السلف . هذا هو شان تاريخنا المدون في الردة والفتوح , وسيرة الصحابة زهاء ثلاثة عشر قرنا. واليوم الـحقيقة فـفي مقدمة ما يلزمنا دراسته : هي تراجم الصحابة لمعرفة الصحابة الذين اختلقهم سيف قادة للفتوح وشعراء ورواة لحديث الرسول (ص ), وشعراء وخطباء من الجن والانس , وقد عقدناالابواب الاتية لهذه الدراسة , ويشهد اللّه علينا ونحن نقدم هذه البحوث للعلماء والباحثين , اننا لم نقصد بها الا وجهه وخـدمـة الـحـق , وكلنا امل منهم ان يشاركونا في اكمالها بما يتفضلون به من نقد وملاحظة , سائلين المولى ان ياخذ بيد الجميع لما يحب ويرضى .
سجل المختلقين
القسم الاول ـ صحابة من تميم
1 ـ القعقاع بن عمرو بن مالك ـ التميمي من شيعة الامام علي . 2 ـ عاصم بن عمرو بن مالك ـ التميمي . 3 ـ الاسود بن قطبة بن مالك ـ التميمي . 4 ـ ابو مفزر ـ التميمي . 5 ـ نافع بن الاسود بن قطبة بن مالك ـ التميمي من شيعة الامام علي . 6 ـ عفيف بن المنذر ـ التميمي . 7 ـ زياد بن حنظلة ـ التميمي من شيعة الامام علي . 8 ـ حرملة بن مريطة ـ التميمي . 9 ـ حرملة بن سلمى ـ التميمي . 10 ـ الربيع بن مطر بن ثلج ـ التميمي . 11 ـ ربعي بن الافكل ـ التميمي . 12 ـ اط بن ابي اط ـ التميمي . 13 ـ سعير بن خفاف ـ التميمي . 14 ـ عوف بن العلاء الجشمي ـ التميمي . 15 ـ اوس بن جذيمة ـ التميمي . 16 ـ سهل بن منجاب ـ التميمي . 17 ـ وكيع بن مالك ـ التميمي . 18 ـ حصين بن نيار الحنظلي ـ التميمي . 19 ـ الحارث بن ابي هالة ـ التميمي ربيب رسول اللّه . 20 ـ الزبير بن ابي هالة ـ التميمي ربيب رسول اللّه . 21 ـ طاهر بن ابي هالة ـ التميمي ربيب رسول اللّه . 22 ـ زر بن عبداللّه الفقيمي ـ التميمي . 23 ـ الاسود بن ربيعة ـ التميمي .1 ـ القعقاع بن عمرو بن مالك ـ التميمي
نسبه ـ خبره ـ صحابي مطيع ـ راوية للحديث ـ بطل النجدة في الردة والفتوح . في فتوح : العراق ـ الشام ـ القادسية ـ جلولاء. فاتح خانقين ـ حلوان ـ همدان في الفتن ـ سفير الصلح في الجمل من انصار علي ورجال الشيعة . مقارنات ـ مناقشة اسانيد الحديث ـ مصادر اخذت عن سيف . . فـي عـشـرات الـكتب الشهيرة ورد ذكر القعقاع , وترجمته في عدادالصحابة ورواة الحديث عن الـرسـول (ص ) واول مـن وجـدنـاه يفردله ترجمة ـ ممن بقي مؤلفة في متناول ايدينا ـ ابو عمر فـي الاسـتـيـعـاب ((121))قال بترجمته : (هو اخو عاصم ابن عمروالتميمي , وكان لهما البلاء