شـننا له حربا تهد القبائلا. ثنينا له من صدر جيش عرمرم . يهزون , في المشتى الرماح النواهلا. وكنا (كساد) وروم كثعلب . نكالا (وافراسا تشل ) القبائلا. قتلناهم في كل دار وقيعة . وابنا باسراهم تعاني السلاسلا ((333)) . وقال ايضا: (عن سيف بن عمر قال : وقال زياد بن حنظلة ): اقمنا على حمص وحمص ذميـمة . نضم القنا للمرهفات القواصل . فلما خشوا منا تهافت سورها. لما ضمها من حادثات الزلازل . انابوا جميعا فاستجابوا لدعوة . من السلم قد قضت جميع الاوائل ((334)) . وقال ايضا: (تركنا بحمص حائل بن قيصر) كذا. يمج نجيعا من دم الجوف اشهلا. سموت لهم يوم الزلازل سانيا. فغادرته يوم اللقاء مجدلا. وذلت جموع القوم حتى كانهم . جدار ازالته الزلازل اميلا. تركنا بحمص حومة قد رضيتها. تدور ويرضاها الذي قد تاملا ((335)) . وقال ايضا: ـ في قنسرين ـ. ونحن بقنسرين كنا ولاتها. عشـية ميناس يلوس ويعتـب . (بنوق بثنيه جوارح جمـة ) ـ كـذا. وخالفـه منا سـنان وتغلـب . وقد هويت منا تنوخ وخاطـرت . بحاضـرها والسـمهريات تضـرب . فلما اتقونا بالجزاء وهدموا. مدينتهم عدنا هنالك نعجب ((336)) . وقال ايضا: ومينا قتلنا يوم جاء بجمـعه . فصادفه منا قراع مـؤزر. فولت فلولا بالفضاء جمـوعه . ونازعـه منا سـنان مذكـر. تضمنه لمـا تراخت خيوله . مناخ لديه عسكر ثم عسكر. وعـودر ذاك الجمع يعلو وجوههم . دقاق الحصى والسافياء المغبر ((337)) . وقال زياد بن حنظلة في اجنادين ويومها: ونحـن تركنا ارطبون مطردا. الى المسجد الاقصى وفيه حسور. عشية اجنادين لما تتابعت . وقامت عليهم بالعراء نسـور. عطفنا له تحت الغبار بطعنة . لها نسج نائي الشهيق غزير. فطمنا به الروم العريضة بعـده . عن الشام ادنى ما هناك شطير. فولت جموع الروم تتبع اثـره . تكاد من الذعر الشديد تطير. وغودر صرعى في المكر كثيرة . وآب اليه الفل وهو حسير ((338)) . وقال ايضا: ولقد شـفى نفسي وابرا سـقمها. شـد الخيول على جموع الروم . يضربن سـيدهم ولم يمهلنه . وقتـلن فلهم الى داروم . فحصـرن جمعـهم ولم يحفلنـه . ونكحت فيهم كل ذات اروم ((339)) . وقال زياد بن حنظلة : تذكرت حرب الشام لما تطاولت . واذ نحن في عام كثير نزابله . واذ نحن في ارض الحجاز وبيننا. مسيرة شهر بينهن بلابله . واذ ارطبون الروم يحمي بلاده . يحاوله قرم هناك يساجله . فلما راى الفاروق ازمان فتحها. سما بجنود اللّه كيما يصاوله . فلما احسوه وخافوا صواله . اتوه وقالوا انت ممن نواصله . والقت اليه الشام افلاذ بطنها. وعيشا خصيبا ما تعد مكله . اباح لنا ما بين شرق ومغرب . مواريث اعقاب بنتها قرامله . وكم مثقل لم يضطلع باحتماله . تحمل عبا حين شالت شوائله ((340)) . وقال ايضا: سما عمر لما اتته رسائل . كاصيد يحمي صرمة الحي اغيدا. وقد عضلت بالشام ارض باهلها. تريد من الاقوام من كان انجدا. فلما اتاه ما اتاهم اجابهم . بجيش ترى منه النيازك سجدا. واقبلت الشام العريضة بالذي . اراد ابو حفص وازكى وازيدا. فقسط فيما بينهم كل جزية . وكل رفاد كان اهنا واحمدا ((341)) . الى هنا تنتهي ترجمة زياد برواية ابن عساكر عن سيف ,والقصيدتان الاخيرتان جاءتا عند الطبري ايـضـا في ذكر فتح بيت المقدس , وجاء في ترجمة اجنادين من معجم البلدان : ((قال زيادبن حنظلة ونحن تركنا ارطبون الروم الابيات )) وقال في (داروم ): وغـزاها المسلمون في سنة ثلاث عشرة , وملكوها فقال زياد بن حنظلة : ((ولقد شفى نفسي )) الى داروم انتهى ما ذكره الحموي . هذا ما ذكره سيف : ومن العسير ذكر روايات غير سيف في تلك الفتوح لمقارنتها باحاديث سيف , فان ذكر شكل تلك الفتوح يؤلف بحوثا واسعة لا تسعها هذه الترجمة , وانما نقتصر على القول بان ما ذكره سيف في تلك الفتوح , يخالف (زمانا واشخاصا وحوادثا)ما ذكره غيره كالبلاذري في فتوح البلدان , وانـمـا قالوا تميم كانت دياره عراقية وليس فيما ذكره غير سيف اسم لزياد وسائر ابطال اساطير سيف واراجيزه في مدح سراة تميم ومواقفهم في الحروب وامجادهم التليدة . نتيجة المقارنة : سـيـف هو الذي ذكر ان زياد بن حنظلة من الصحابة , وانه شارك في تلك المواقع الحربية , وروى عنه الاراجيز فيها. حصيلة الحديث : ا ـ نص على ادراك زياد صحبة الرسول . ب ـ بطولة زياد في الرها فهو اول من هاجمها. ج ـ مفاخر لتميم تستنبط من اشعار زياد, فهم الذين شبوا لهرقل حربا وآبوا باسراهم واقاموا على حمص , وقتلوا ابن قيصر. د ـ وهم ولاة قنسرين , وقاتلوا ميناس , وقاتلوا ارطبون في اجنادين , ونكحوا كل ذات اروم منهم . ه ـ اراجيز تضاف الى تراثنا الادبي .
امرته في عصر عمر
روي كـل مـن الطبري في حوادث سنة 21ه وابو نعيم في ذكرفتح اصبهان عن سيف بن عمر: ان عـمـر لما راى يزدجرد ـملك الفرس ـ يثير عليه كل عام حربا, اذن للناس في الانسياج في ارض العجم , حتى يغلبوا يزدجرد على ما كان في يدي كسرى , وكان ذلك في زمان ولاية زياد بن حنظلة حليف بني عبدبن قصي على الكوفة , وكان زياد من المهاجرين , فعمل قليلا والح في الاستعفاء فاعفي , وكـان زيـاد قد ولي قضاء الكوفة في وسطامارة سعد, وروي الطبري في ذكر حوادث 22ه عن سيف : ان الخليفة ولى زيادا على الجزيرة . كـل هـذا تـفـرد بـروايـتـه سـيـف , واخذ منه الطبري , وابو نعيم , ومن الطبري انتشر ذلك في الموسوعات التاريخية كابن الاثير في الكامل , وابن كثير في تاريخه . نتيجة البحث وحصيلة الحديث : بـعد هذه الرواية عد البطل الاسطوري زياد من المهاجرين والولاة والقضاة , ولعل سيفا قال : ((انه عـمـل قـلـيـلا والـح فـي الاستعفاء))ليكون ذلك جوابا لسائل يسال : كيف ولي زياد العراق وبقي ذكـره مكتوما, ولم يشتهر امره ؟ فيكون جوابه : ((سببه قلة زمان عمله ))وكيف ما كان , فقد اضاف سيف الى مفاخر تميم بطلا شاعراقاضيا واليا من المهاجرين
مع علي بن ابي طالب
روى الطبري عن سيف في حوادث سنة 36ه, ان اهل المدينة احبوا ان يعلموا راي علي في معاوية وقـتال اهل القبلة : ايجسرعليه , ام ينكل عنه ؟ فدسوا اليه زياد بن حنظلة التميمي , وكان منقطعا الى علي , فجلس اليه ساعة , فقال له علي : ((يا زيادتيسر)). فقال : ((لاي شي ء)). فقال : ((لغزو الشام فقال زياد: ((الاناة , والرفق امثل )) وقال : ومن لم يصانع في امور كثيرة . يضرس بانياب ويوطا بمنسم . فتمثل علي وكانه لا يريده : متى تجمع القلب الذكي وصارما. وانفا حميا تجتنبك المظالم . فخرج زياد والناس ينتظرونه , فقالوا: ما وراءك ؟ فقال : السيف يا قوم ثـم ذكر بعد ذلك تثاقل الناس عن الخروج مع امامهم علي بن ابي طالب , وان زياد بن حنظلة لما راى ذلك ابتدر الى علي وقال :((من تثاقل عنك , فانا نخف معك , ونقاتل دونك )). هذه رواية سيف عند الطبري ومن الطبري اخذ ابن الاثير. وعلى هذه الرواية اعتمد صاحب الاستيعاب ومن تبعه في قولهم :((وكان منقطعا الى علي )), ولعلهم اسـتـنـبـطـوا مـن قوله : ((فانا نخف معك , ونقاتل دونك )) انه شهد مع علي مشاهده فذكروا ذلك في ترجمته , والى بعض هذا الحديث اشار ابن اعثم في تاريخه . ولم نجد عند غير سيف شيئا مما ذكر سيف هنا, ولا ذكرا لزيادفي حروب الامام في ((الجمل )) و((صـفـى )) و((نـهـروان )), ولاذكـرا فـي تـراجم شيعة الامام واصحابه ((342))
ونقل الـمـامـقـاني جميع ما ذكره صاحب اسد الغابة وبعض ما ذكره صاحب الاستيعاب , ولما كانا قد قالا: ((وكـان مـنـقـطـعـا الى علي وشهد معه مشاهده كلها)), قال المامقاني ((اني اعتبر الرجل اماميا, حسن الحال )). نتيجة البحث : واخـيـرا لا نـدري لـماذا اختلق سيف هذا التميمي البطل منقطعا الى علي , والتميمي البطل الاخر الـقعقاع مستغربا في امر علي ؟وسيف هادف في وضعه واختلاقه , هل قصد بذلك ان يستعذب شيعة عـلـي هـذا الـوصـف مـن ابطال اساطيره , ليضمن بذلك انتشاراساطيره في اوساطهم , كما ضمن انتشارها في اوساط غيرهم , ام استهدف امرا آخر؟ جـعـل سـيف من زياد خصيصا بالامام الى حد احتاجه الناس بمافيهم جلة الصحابة كعمار بن ياسر, وقـيس بن سعد, وابن عباس ,للاطلاع على نوايا الامام , وذكر انه ابتدر الى القول : ((انا نخف معك , ونقاتل دونك )) لما راى تثاقل الناس , ورجل كهذا لا يعرفه احد غير سيف ورواته . رواية زياد للحديث : قـال ابن عبد البر: ((لا اعلم له رواية )) ونقل ابن الاثير قوله هذا,اما ابن عساكر فقد قال : روى عـنـه ابنه حنظلة بن زياد, والعاص بن تمام , وتبعه في هذا القول ابن حجر, ولم نجد رواية العاص بن تمام عنه , ولا وجدنا له ذكرا في اي مصدر من مصادر تراجم الرواة . اما حنظلة بن زياد فانه وان لم نجد له ذكرا في المصادر غير اناوجدنا له روايتين سندهما ومتنهما مـن صـنـع سـيـف اولاهـما عند ابن عساكر جاء بها بعد قوله : ((روي عنه ابنه حنظلة )) ليكون دليلاعلى قوله , وروى فيها سيف بن عمر عن محمد بن عبد اللّه عن ((343))
حنظلة بن زياد بن حنظلة عن ابيه , قال (مرض ابو بكرفخرج خالد من العراق الى الشام ) الحديث . والـثانية اخرجها الطبري بعد ذكر فتح الابلة من حوادث سنة12 ه, روى فيها عن سيف عن محمد بن نويرة عن حنظلة بن زياد بن . حنظلة . (ان خـالـد بـن الوليد بعث بالفتح والاخماس , وبالفيل الى المدينة ,فطيف به في المدينة ليراه الناس , فجعل ضعيفات النساء يقلن :((امن خلق اللّه ما نرى )) وراينه مصنوعا, فرده ابو بكر)الحديث . ثم قال الطبري بعد هذه الرواية : ((وهذه القصة في امر الابلة وفتحها خلاف ما يعرفه اهل السير, وخلاف ما جاءت به الاثارالصحاح ))الخ . وبـالاضافة الى مناقضتها للاثار الصحاح ـ كما ذكر الطبري ـفان واقعة الفيل وشان الفيل كان مما تتحدث به النساء في الحجال ,واتخذت العرب من عامه تاريخا تؤرخ به الحوادث , فتقول بعدعام الفيل بكذا, وقبله بكذا, وايضا فان النساء في المدينة كن يقران في القرآن (الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ), وكل هذا لا يتناسب وما ذكره سيف , ولا ادري اين صار الفيل بعد رده من المدينة , فانا. لا نجد له ذكرا حتى في اساطير سيف , ويظهر ان سيفا بعد ان قضى ماربه من الفيل وجعله من غنائم فتح خالد من ابلة العراق اهمل امره , وقد سبق منا الاشارة الى دافعه لهذا النوع من الوضع فلا نعيده . نتيجة البحث : ان سـيـفا قد جعل من زياد ـ مضافا الى ما سبق ـ راوية للحديث , واختلق له ولدا يروي الحديث عن ابيه , وغاب عن ابن عساكر وابن حجر ان كل ذلك اختلاق سيف . حصيلة الحديث : ا ـ راوية للحديث باسم زياد, وآخر باسم ابنه حنظلة , ينبغي درسهما في كتب الرجال . ب ـ تابعي تميمي اسمه حنظلة بن زياد. خلاصة البحث : لقد خلد سيف من زياد لتميم ثم لبطن عمرو, صحابيا من المهاجرين بطلا قائدا في الحروب , شاعرا راجزا, راوية للحديث ,معظما عند. امـير المؤمنين علي7 , وخلد من مواقفه مفاخر لهم , ومن شعره اهازيج تنشد في تعداد مثرهم , ومن ابـنه تابعيا راويا للحديث ,واضاف هذه الاسرة حنظلة الولد وزياد الاب , وحنظلة الجد الى سروات تميم .
سلسلة رواة الحديث عن سيف
روي سيف جميع ما ذكرنا, وروى عنه :1 ـ الطبري في تاريخه وذكر سنده . 2 ـ ابو نعيم في تاريخ اصبهان وذكر سنده . 3 ـ ابن عساكر في تاريخه وذكر سنده . 4 ـ الحموي في معجم البلدان وذكر سنده مرة ولم يذكر في اخرى . ومن المؤرخين : 5 ـ اخذ ابن الاثير من الطبري في تاريخه . 7 ـ اخذ ابن كثير من الطبري في تاريخه . 8 ـ ذكر صاحب الاستيعاب موجزا من احاديث سيف ولم يذكرسنده . 9 ـ نقل صاحب اسد الغابة من الاستيعاب . 10 ـ نقل صاحب التجريد من اسد الغابة . 11 ـ نقل صاحب تنقيح المقال من الاستيعاب واسد الغابة . 12 ـ ذكر صاحب التهذيب ملخصا من تاريخ ابن عساكر. مناقشة السند: فـي سـند الحديث من تخيله سيف ((سهل بن يوسف )) و((ابا عثمان يزيد الغساني )) و((محمد)) وهـو حـديـثه ((محمد بن عبد اللّه بن نويرة )) و((المهلب )) وهو عنده ((ابن عقبة الاسدي )) و((عبد اللّه بن سعيد بن ثابت )) وهؤلاء سبق قولنا فيهم انا لم نجد لهم ذكرافي غير روايات سيف , ولذلك اعتبرناهم من مخترعات سيف من الرواة . وروي عن ابي الزهراء القشيري , وهذا ايضا اعتبرناه من مخترعات سيف من الصحابة , وافردنا له ترجمة في هذا الكتاب . وجـاء ذكـر ((عبادة )) و((خالد)) بلا تمييز, ولا ندري من هما,وكيف تصور سيف نسبهما, كي نبحث عنهما في كتب الرجال ,كما. جـاء في سند الحديث ايضا ذكر رجل من بني قشير, وذكر((رجل )) وكيف السبيل الى معرفة من عناهما سيف . وذكـر اسـماء رواة آخرين ليس لنا ان نحملهم وزر ما نسب اليهم سيف بعد ما وجدنا من تفرده بنقل الرواية عنهم .
8 ـ حرملة بن مريطة ـ التميمي
9 ـ حرملة بن سلمى ـ التميمي
اول من قاتل الفرس ـ اماكن مختلقة ـ. تسعة شعراء من تميم ـ مقارنات ـ مناقشة . سند الحديث ـ سلسلة رواة حديث سيف .
1 ـ حرملة بن مريطة
نسبه :امـا حـرملة بن مريطة , فقد تخيله سيف حنظليا من بني العدوية ,وبنو العدوية بطن من بني مالك بن حنظلة التميمي , نسبوا الى امهم العدوية من بني عدي الرباب . خبره : في اسد الغابة ((حرملة بن مريطة ذكره سيف في كتاب الفتوح ,قال : حرملة ابن مريطة من صالحي الـصـحـابة , وذكره الطبري في من كان مع عتبة بن غزوان بالبصرة , وسيرة عتبة الى قتال الفرس بميسان ((344)) )) الحديث . وفي التجريد: ذكره سيف في ((الفتوح )) وقال فكان من صالحي الصحابة . وفي الاصابة ((ذكر الطبري انه كان مع عتبة )) الحديث . هكذا افرد كل من ابن الاثير والذهبي وابن حجر لهذا الصحابي المختلق ترجمة في عداد الصحابة اعتمادا على سيف وراويه ((الطبري )), اذن فلنرجع الى الطبري وسيف في بحثنا عنه . روي الطبري عن سيف في ذكر حوادث سنة 12ه, وقال ماملخصه : ((لـمـا قـدم كـتـاب ابـي بكر الى خالد بتامير العراق , كتب الى حرملة وسلمى والمثني ومذعور ((345))
باللحاق به في الابلة ـ والابلة ثغر العراق يومذاك , وموقعها قريب من البصرة الحالية ـ وكان معهم ثمانية آلاف مع كل امير الفان , وقدم خالد عليهم في عشرة آلاف )). هـذا مـا رواه الطبري عن سيف واخذ منه ابن الاثير وابن خلدون ولم يذكروا بعد هذا شيئا عنهما ولا عـن جـيـشـيـهـمـا بعد ذلك حتى ذكرهما في حوادث سنة 17 من الهجرة , فاين كانا كل تلك الـمـدة ؟ومـع اي قـائد كـانا؟ لا نجد جوابا عن هذا في تاريخ الطبري , ونجدعند الحموي بعض الـجـواب عـن ذلـك اذ يقول في ترجمة الوركاء:(قال سيف : اول من قدم ارض فارس لقتال الفرس حـرمـلـة بـن مريطة , وسلمى بن القين , فكانا من المهاجرين ومن صالحي الصحابة فنزلا ((اطد)) و((نـعـمـان )) و((الـجـعـرانـة )) فـي اربـعة آلاف من تميم والرباب , كان بازائهما انو شجان والـفيومان بالوركاء, فزحفوا اليهما فغلبوهما على الوركاء, وغلبا على هرمزجرد الى فرات باذقلى ((346))
, فقال في ذلك سلمى ابن القين : الم ياتيك والانباء تسري . بما لاقى على الوركاء جان ((347)) . وقد لاقى كما لاقى صتيتا. قتيل الطف اذ يدعوه ماني . وقال حرملة بن مريطة : شللنا ماه ميسان ((348))
بن قاما. الى الوركاء تنفيه الخيول . وحزنا ما جلوا عنه جميعا. غداة تغيمت منها الجبول ). انتهى . اذن كانت هناك حروب في روايات سيف وقتلى نقلها الحموي ولم يذكر الطبري شيئا منها. وقـال بـلغة نعمان ـ بعد ان ذكر اماكن تسمى بنعمان ـ ((ونعمان قرب الكوفة من ناحية البادية , قال سـيـف : كان اول من قدم ارض العراق لقتال اهل فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فنزلااطد والجعرانة حتى غلبا على الوركاء)) انتهى . اذن استخرج الحموي هذه الترجمة من حديث سيف هذا ولم يجدهافي مكان آخر. وقال الحموي في ترجمة الجعرانة ـ بعد ان ذكر الجعرانة التي هي في الحجازـ: ((وذكر سيف بن عـمر في كتاب الفتوح ونقلته من خط ابن الخاضبة , قال : اول من قدم ارض فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين وكانا )) وذكر بقية الحديث المذكوربترجمة الوركاء. وذكرها في المشترك وقال : ((الجعرانة )) موضعان : ـ الاول :بين الطائف ومكة , والثاني : قال سيف بن عمر اول من قدم العراق لقتال فارس حرملة بن مريطة )) الحديث . وقال في نعمان : ((ستة مواضع ـ الى قوله ـ ونعمان فيما ذكره سيف اول من قدم العراق )) الحديث . وقال صفي الدين في مراصد الاطلاع : ((اطد بفتحتين ارض قرب الكوفة من جهة البر نزلها جيش المسلمين في اول ايام الفتوح ))وفي ترجمة الجعرانة ايضا ذكر ملخص ما ذكره الحموي . ومـن حـديث سيف في الوركاء: ((وغلبا على هرمزجرد)) استخرج الحموي ترجمة لهرمزجرد وقـال : ((هـرمـزجـرد: نـاحـيـة كانت باطراف العراق , غزاها المسلمون ايام الفتوح )) ولخصه في المراصد وقال : ((ناحية كانت باطراف العراق )). كل ما ذكرنا الى هنا من حديث سيف , لا نجد عند الطبري منه شيئا, وانما ياتي ذكر حرملة وسلمى عـند الطبري في حوادث السنة السابعة عشرة من الهجرة في ذكر فتح ((الاهواز))و((مناذر)) و((نهر تيري )), حيث يروي عن سيف ويقول : ان الهرمزان كان يغير على كور البصرة , فاستمد عـتـبة بن غزوان والي البصرة من عمر بن سعد القائد العام في العراق , فامده بجيش ووجه عتبة بن غـزوان سلمى بن القين وحرملة بن مريطة وكانا من المهاجرين مع رسول اللّه (ص ) وهما من بني العدوية من بني حنظلة , فنزلا حدود ارض ميسان ودستميسان بينهم وبين مناذر, ودعوا بني العم بن مالك , قال : والعمي هو مرة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم , قال : وكان من حديثه انه نزل عليه افناء معد, فذهب الى فارس ونصر فارس , فقال في ذلك اخوه : لقد عم عنها مرة الخير فانعمي ((349)) . وصم فلم يسمع دعاءالعشائر. ليتنخ ((350)) عنا رغبة عن بلاده . ويطلب ملكا عاليا في الاساور. فـبـهـذا البيت سمي العم فقيل بنو العم : عموا عن الصواب بنصرة اهل فارس , كقوله تعالى : (عموا وصموا) قال : وقال يربوع بن مالك : لقد علمت عليا معد باننا. غداة التباهي غر ذاك التبادر. تنخنا ((351)) على رغم العداة ولم ننح . بحي تميم والعديد الجماهر. نفينا عن الفرس النبيط فلم يزل . لنا فيهم احدى الهنات البهائر ((352)) . اذا العرب العلياء جاشت بحورها. فخرنا على كل البحور الزواخر. وقال ايوب بن العصية بن امرئ القيس : لنحن سبقنا بالتنوخ القبائلا. وعمدا تنخنا حيث جاءوا قنابلا. وكنا ملوكا قد عززنا الاوائلا. وفي كل قرن قد ملكنا الحلائلا ((353)) . قال : فخرج اليهما رئيسا بني العم : غالب الوائلي وكليب بن وائل الكليبي وقالا لسلمى وحرملة : انتما مـن الـعـشـيـرة ولـيـس لـكـمـا مترك ,فاذا كان يوم كذا وكذا فانهدا للّه رمزان , فان احدنا يثور بـمـناذر,والاخر بنهر تيري , فنقتل المقاتلة ثم يكون وجهنا اليكم فليس دون الهرمزان شي ء ان شاء اللّه , ورجـعا الى قومهما فاستجاب قومهمابنو العم بن مالك , وكانوا ينزلون خوزستان قبل الاسلام , فـاهـل الـبـلاد يامنونهم , فلما كانت تلك الليلة ليلة الموعد من سلمى وحرملة , خرج سلمى وحرملة صبيحتها في تعبئة , فالتقواوالهرمزان واقتتلوا, فبينا هم في ذلك اقبل المدد من قبل غالب وكليب بعد ان اسـتـولـيـا عـلى مناذر وتيري , واتى الهرمزان الخبربان مناذر ونهر تيري قد اخذتا, فانكسر وانـهـزم جـيـشه , فقتل المسلمون منهم ما شاءوا, واصابوا ما شاءوا ففر الهرمزان حتى عبر جسر الاهواز, فصار النهر بينهم وبين المسلمين , واخذوا مادونه , ثم طلب الهرمزان الصلح , فكتبوا بينهم كتاب صلح على ذلك . هـذا مـا يرويه الطبري عن سيف وياخذ منه ابن الاثير وابن خلدون في تاريخيهما, ويقول الحموي فـي تـرجـمـة ((المناذر)): ((له ذكرفي الفتوح واخبار الخوارج , قال اهل السير: ووجه عتبة بن غزوان حين مصر البصرة في سنة 18 سلمى بن القين وحرملة بن مريطة وكانا من المهاجرين مع النبي (ص ) وهما من بلعدوية ((354))
من بني حنظلة ونزلا على حدود ميسان ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيري في قصة طويلة , وقال الحصين بن نيارالحنظلي ((355))
: الا هل اتاها ان اهل مناذر. شفوا غللا لو كان للنفس زاجر. اصابوا لنا فوق الدلوث بفيلق . له زجل ترتد منه البصائر. قتلناهم ما بين نخل مخطط. وشاطي دجيل حيث تخفي السرائر. وكانت لهم فيما هناك مقامة . الى صيحة سوت عليها الحوافر ((356))
)). وقـال في ترجمة تيري : ((فتحت في سنة ثماني عشره على يدسلمى بن القين وحرملة بن مريطة من قبل عتبة بن غزوان , وقال غالب بن كليب : ونـحـن ولـيـنا الامر يوم مناذروقد اقمعت تيري كليب بن وائل ((357))
ونحن ازلنا الهرمزان وجندهالى كور فيها قرى وصائل )) ((358)) انتهى .