على القوم في الحرب الذي لانحاوله . اقمنا لهم يوما طويلا شقاؤه . عظيم البلايا كاسف الشمس فاصله . وما مشهد كنا شهدناه مرة . من الدهر الا خص قومي فواضله . فلما استقالونا اقلنا سراتهم . سراة الضحى اذ سال بالخطسائله ) ((364)) . وقال الربيع في يوم طبرية : وانا لحلالون بالثغر نحتوي . ولسنا كمن هر الحروب من الرعب ((365)) . راوا عارضا فحما بعقرة دارهم . تعامس فيهم بالاسنة والضرب . تراوحها الفتيان من كل تلعة . تحيد انحيادا كالعزيز من الشهب (كذا). منعناهم ماء البحيرة بعدما. سما جمعهم فاستهولوه من الرهب . وقال الربيع بن ثلج : (و) قولا لحمص والجموع التي بها. اناخت بمرج الروم كيف نكيري ؟ فنحن الالى جبنا البلاد اليهم . من الشرق لا نفتا لهم بمسير ((366)) . حتى غمرنا المرج من قتلاهم . والروم عن قتلاهم في العير. ما زالت الخيل العراب تسلهم . سلا لعمري ليس بالتقدير. حتى بلغن بهم وحمص غاية . حمصا فباتوا عندها في الدور ((367)) . وقال الربيع بن مطر بن ثلج في اقتناء الكتاب بعد الهزيمة يوم القادسية : ومثل ابن عمرو عاصم حين اطبقت . اباح لها نيران امسى واصلدا (كذا). ومثل ابي الاضياف والكل سامد. عشية شد الهرمزان فعردا. وشاهدنا الميمون حنظلة الذي . اراح على نهر الفوارس اهودا. ونادى منادي الم ءر سعد بن مالك . بان الحمادى في تميم وغردا. وفزنا بافراس وكنا قصارة . احق بها ممن سوانا واسعدا. وفـي الاصـابـة : ((لـه ادراك وانـشـد له سيف في الفتوح اشعارا كثيرة في فتح دمشق والقادسية وطبرية , فمن ذلك قوله في فتح طبرية : وانا لحلالون بالثغر نحتوي . ولسنا كمن هر الحروب من الرعب . منعناهم ماء البحيرة بعدما. سما جمعهم فاستهولوه من الرهب )). قال ابن عساكر ((ادرك حياة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم انتهى ما في الاصابة . ذكـر ابن عساكر وابن حجر اعتمادا على حديث سيف , حضورشاعر تميم هذا فتح دمشق وبيسان وطـبـرية , ورويا عن سيف اشعارا له في تلك الفتوحات يذكر بلاء قومه فيها, وذكرنا فيماسبق ان تميما لم تكن من القبائل التي شهدت حروب الشام بل قالوا فيهم كما في تاريخ ابن عساكر 1 / 535 ((انما كانت دارهم عراقية , فقاتلوا اهل فارس بالعراق )). وبما ان ذكر الشاعر الاسطوري هذا لم يرد عند الطبري وابن عساكر لدى بيانهما حوادث الفتوح فاننا نرى سيف بن عمر تخيله شاعرا حسب , ولم ينسب له دورا بطوليا في تلك الايام .
التصحيف في اسم ابيه وجده
جـاء فـي الـتـجـريد ((الربيع بن مطرف التميمي )) وتبعه في ذلك الزبيدي في مادة (ربع ) وقال : ((والـربـيـع كـامـيـر سـبـعة صحابيون والربيع بن مطرف التميمي الشاعر شهد فتح دمشق )) وفي الاصابة وتهذيب ابن عساكر ((الربيع بن مطر بن بلخ )) ونرجح ما جاء في ترجمته بمخطوطة تـاريـخ ابن عساكر ((الربيع بن مطر بن ثلج )) لانه اقدم المصادر التي اوردت احاديث سيف مسندة اليه , ولان هذا التسلسل الربيع ثم المطر ثم الثلج , يناسب خيال سيف , ربيع قبله مطر قبله ثلج وفي مادة ثلج من الاكمال لابن مـاكـولا: ((مـطـر بن ثلج التميمي ذكره سيف )) وقال بعد ثلاثة سطور: ((الربيع بن ثلج التميمي شـاعـر اظـنـه اخـا مطر)) وتوهم ابن ماكولا وجعلهما اخوين ربيعا ومطرا ابني ثلج , بينما سيف تخيلهما ابنا وابا, ربيع بن مطر بن ثلج كما في مخطوطة ابن عساكر, هذا كل ما وجدنا عن الربيع بن مطر بن ثلج التميمي ذكره وشعره , وبما اننا لم نجد له ذكرا عند غير من ذكرنا من المصادر, وان من ذكر خبره اسنده الى سيف وحده , فقد اعتبرناه من مختلقات سيف , وفيما رووا من خبره عن سيف لم نجد له دلالة على ان سيفا تخيله من الصحابة . ولعل ابن عساكر استنتج من نظمه في الحوادث التي وقعت في العشرة الثانية بعد الهجرة انه كان قد بلغ فيها مبلغ الرجال , وعلى هذا فقد كان ممن ادرك حياة النبي , واستند الى حديث ابن عساكركل من صاحب التجريد والاصابة , فترجما له في عداد الصحابة . نتيجة البحث : لـم تـشـترك تميم في حروب الشام , وتفرد سيف التميمي برواية ذلك , كما تفرد باختراع الشاعر التميمي الربيع بن مطر واشعاره ,ومنه اخذ من ذكر اسمه وشعره . حصيلة الحديث : ا ـ اشعار تضاف الى تراثنا الادبي الخالد. ب ـ شاعر مجيد يترجم في عداد الصحابة . ج ـ تاييد لاشتراك تميم في حروب الشام , فقد قال شاعرهم في يوم بيسان : (ابيسان ان تخطر عليك رماحنا ) وقال في يوم طبرية : (منعناهم ماء البحيرة ) ـ بحيرة الطبرية ـ وقال : (فنحن الالى جبنا البلاد اليهم من الشرق ) وفي كل ذلك نشر لمفاخر تميم الحربية , الا تسمع قوله : ((وما مشهد كنا شهدناه مرة . من الدهر الا خص قومي فواضله )). وقال عن لسان القائد العام في القادسية : ((ونادى منادي المرء سعد بن مالك . بان الحمادى في تميم وغردا)). مناقشة السند: ذكـر ابـن عـسـاكـر سنده الى سيف مسلسلا غير ان سيف بن عمر لم يسند حديثه عن الربيع الى شيوخه لنبحث عنهم .
سلسلة رواة الحديث عن سيف
1 ـ ابن عساكر في تاريخه وذكر سنده . 2 ـ الذهبي في التجريد ولم يذكر سنده . 3 ـ ابن حجر في الاصابة وذكر سنده . 4 ـ ابن بدران في تهذيب تاريخ ابن عساكر. 5 ـ والزبيدي في تاج العروس ولم يذكر سنده .
11 ـ ربعي بن الافكل ـ التميمي
فاتح الموصل ـ مقارنة . مناقشة سند الحديث . نسبه : تخيله سيف من بني العنبر نسبة الى العنبر بن عمرو بن تميم . خبره : قـال ابـن حـجـر بـترجمته في الاصابة : ((ذكر سيف في الفتوح ان سعدا ((368))
ولاة حرب الـمـوصـل , وقد ذكرنا انهم كانوا لايؤمرون في الفتوح الا الصحابة وذكر سيف في موضع آخر ان عمر استعمله على مقدمة جيش اميره عبد اللّه بن المعتم ((369))
,وله مشاهد في الفتوح (ز). انـتـهـى مـا ذكـره ابن حجر بترجمته , والزاي عنده رمز لمن استدرك ترجمته على من سبقه من مترجمي الصحابة . وقـد نـقل الطبري حديث سيف هذا بتفصيله في بيان ((فتح تكريت )) من حوادث سنة 16 هجرية , وقـال مـا مـلـخصه : ((كتب سعد بن ابي وقاص الى الخليفة عمر باجتماع اهل الموصل الى الانطاق واقباله ـ اي الانطاق ـ حتى نزل بتكريت وخندق فيه عليه ليحمي ارضه )) فكتب اليه عمر: ((ان سـرح الـى الانطاق عبد اللّه بن المعتم , واستعمل على مقدمته ربعي بن الافكل العنزي , وان هزموا يامر بتسريح ابن الافكل الى الحصنين نينوى ((370)) والموصل . ثـم ذكر قدوم عبد اللّه ونزوله على الانطاق , وذكر حربهم وحصارهم اربعين ليلة , وان عبد اللّه اتـصـل بـالـقبائل العربية : ايادوتغلب والنمر, التي كانت تحارب الى جانب انطاق , فاجابوابالاسلام وقـرروا ان يـهـاجم عسكر المسلمين من الابواب التي تليهم ويكبروا, فاذا سمعت القبائل العربية الـتـكبير تهاجم ـ وهي داخل المدينة ـ من جانب الابواب المقابلة , ويضعوا السيوف في جندانطاق , ففعلوا ذلك فلم يفلت من جيش الانطاق احد. ثم ذكر الطبري بعد فتح تكريت ان عبد اللّه ارسل ربعي بن الافكل الى الحصنين : نينوى والموصل , وامـره ان يـسـبق وصول نبا فتح تكريت اليهم , وسرح معه القبائل العربية : تغلب وايادوالنمر, فنفذ ربـعي هذا الامر, واتفق ربعي مع تلك القبائل التي كانت قد اسلمت حديثا, دون ان يعلم اهل الموصل بـاسـلامها, ان يسبقوا الى الحصنين ويكذبوا عليهم ويبشروهم بظفر جيش الانطاق في تكريت , ثم يـسـتـولـوا عـلـى ابـواب الـحـصنين ـ ولايمنعهم احد من ذلك لانهم من جيش الانطاق ـ ليدخل الـجـيـش الاسـلامي من تلك الابواب بلا مقاومة ففعلوا ذلك , وفتح الجيش الاسلامي الحصنين بلا حرب , ثم ولي حرب الموصل ربعي بن الافكل . هذه اسطورة ربعي وفتح تكريت والحصنين في حديث سيف عندالطبري , وفي هذه الاسطورة كان الانطاق قائد جيش الكفار كماراينا, ولكن الحموي وهم وظن الانطاق الوارد ذكره في حديث سيف ناحية قرب تكريت , فقال في معجم البلدان : ((انطاق ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة 16 قال ربعي بن الافكل : وانا سوف نمنع من يجازيبحد البيض تلتهب التهابا. كما دنا بها الانطاق حتى . تولى الجمع يرتجي الايابا)). وتبعه صاحب المراصد فقال : ((قيل ناحية قرب تكريت )) ولعل سبب وهم الحموي ما جاء في حديث سيف من لفظ ((نزوله على الانطاق )) فان النزول يناسب ان يكون على مكان , ولا ادري كيف لم ينتبه الـى الـشـطـر الاخـيـر من الشعر الذي يقول فيه : ان الانطاق تولى الجمع , ـ اي فر من الجمع ـ, والانسان هو الذي يفر من الجمع وليس المكان . هـذا مـا وجدنا عند الطبري من حديث سيف عن البطل الاسطوري ربعي , واخذ من الطبري كل من ابن الاثير وابن كثير وابن خلدون في تواريخهم , اما الحموي فقد فصلنا القول في ترجمة حرملة بن مـريـطـة انه كانت لديه نسخة من فتوح سيف بن عمربخط العالم الناسخ ابن الخاضبة وكان يعتمد عليها في استخراج تراجم اماكن لم ترد في غير حديث سيف . وجـاء فـي نسبة ربعي في نسخ الطبري (العنزي ) محرفا وعند ابن كثير (الغزي ), ورجح عندنا الـعـنـبـري كـمـا جـاء فـي الاصابة لان ((العنبري )) بطن من تميم , وسيف مستهتر في اختلاق ابطال اساطيره لقبيلته تميم وهذا بمذهب سيف انسب . كـان هذا كله في حديث سيف ورواته , اما عند غيره فقد روي البلاذري في فتح الموصل وتكريت وقال : ((ولى عمر بن الخطاب عتبة بن فرقد السلمي فتح الموصل سنة عشرين , فقاتله اهل نينوى , فـاخذ حصنها وهو الشرقي عنوة , وعبر دجلة فصالحه اهل الحصن الاخر على الجزيرة , والاذن لـمـن اراد الـجلاء في الجلاء)) ثم ذكر فتح عتبة قرى الموصل ودساكرها ونواحيها ومن ضمنها تـكريت قال عنها: ((وافتتح عتبة بن فرقد ((الطيرهان ))و((تكريت )) وآمن اهل حصن تكريت على انفسهم واموالهم )). نتيجة المقارنة : افـتتحت الموصل قبل تكريت , وكان الفاتح لهما عتبة بن فرقدالسلمي الانصاري اليماني القحطاني , وعـام الـفـتح كان سنة عشرين , فذكر سيف فتح تكريت قبل الموصل , ونسب فتحها الى عبد اللّه بن الـمـعـتم العبسي العدناني , وفتح الموصل الى ربعي بن الافكل العنبري التميمي العدناني , وان جنود الـفتح كانوا من قبائل مضر, وكل هذا له سبب مسوغ من العصبية القبلية العدنانية عندسيف , ولكن ما وجـه التاخير والتقديم في زمن الفتحين , وما وجه تغيير عام الفتح من عشرين الى السادس عشر ان لم تكن الغاية تشويش معالم التاريخ الاسلامي بدافع الزندقة عند سيف كما اتهمه بذلك مترجموه ؟ حصية الحديث : ا ـ صحابي للرسول قائد فاتح شاعر يترجم في تراجم الصحابة . ب ـ ناحية تترجم في البلدانيات . ج ـ مفاخر قبيلة تضاف الى امجاد تميم الحربية . د ـ تشويش معالم التاريخ الاسلامي بدافع الزندقة . مناقشة السند: في سند الحديث محمد, وهو عند سيف : ابن عبد اللّه بن سواد بن نويرة , والمهلب وعنده : ابن عقبة الاسدي , وقد اعتبرناهما من . مخترعاته لتفرده بذكرهما. وفـي سند حديثه ايضا طلحة , وطلحة عنده : ابن الاعلم , وله ذكرفي غير حديث سيف , وابن عبد الـرحـمـن , وقـد تفرد سيف بذكراسمه , ومن روي عنه سيف وله وجود خارج احاديثه فليس لنا ان نحمله وزر ما اسند اليه سيف بعد ان تفرد في اسناده اليه .
سلسلة رواة الحديث عن سيف في خبر ربعي
روي هذا الخبر عن سيف . 1 ـ الطبري وذكر سنده . 2 ـ صاحب الاصابة وذكر سنده . 3 و4 و5 ـ ابن الاثير وابن كثير وابن خلدون عن الطبري . 6 ـ صاحب معجم البلدان ولم يذكر سنده . 7 ـ صاحب مراصد الاطلاع عن معجم البلدان .
12 ـ اط بن ابي اط ـ التميمي
مع خالد في فتوح العراق . مناقشة سند الحديث .
اط بن ابي اط احد بني سعد بن زيد بن مناة
فـي الاصابة ((371))صحب خالدا ايام ابي بكر واليه ينسب نهراط بالعراق , وكان خالد استعمله على خراج تلك الناحية , فنسب نهرها. اليه , ذكره الطبري عن سيف , ووقع في موضع آخر (اط بن سويد) ولعله اسم ابيه , واستدركه ابن فتحون , ورايته مضبوطابخط من يوثق به بضم اوله انتهى . والطبري اخرج قصة ((اط)) عن سيف في ((خبر ما بعدالحيرة )). واورده في روايتين قال في الاولى : ((372))
(وبعث خالد بن الوليد عماله ومسالحه , فبعث ـ الى قـولـه ـ واط بن ابي اط الى دورقستان فنزل منزلا على نهر سمي ذلك النهر به , ويقال نهراط الى اليوم , وهو رجل من بني سعد بن زيد بن مناة ). فاعتمد الحموي ((373))
على هذه الرواية فقال في ترجمة نهراط: ((لـما استولى خالد بن الوليد على الحيرة ونواحيها, ارسل عماله الى النواحي فكان فيمن ارسل من العمال اط بن ابي اط (رجل من بني سعد بن زيد بن مناة ابن تميم ) الى دورقستان فنزل على نهرمنها فسمي ذلك النهر به الى هذه الغاية )). ولـم يـذكـر الحموي مصدره ويوهم تعبيره : ((فسمي ذلك النهر به الى هذه الغاية )) ان النهر كان مـوجـودا الـى عصر الحموي , بيناالحموي انما ذكر رواية سيف بالمعنى حيث قال سيف : ((ويقال له نهر اط الى اليوم )). ومـن الـحـموي اخذ ابن عبد الحق في مراصد الاطلاع حيث قال :((نهر اط)) واط رجل من بني سعد بن زيد بن مناة كان عاملالخالد بن الوليد لما استولى على الحيرة ونواحيها ـ الى قوله ـفسمي به . واعـتمد عليها ايضا الزبيدي وقال بترجمة (اط): ((ومنه اط بن ابي اط رجل من بني سعد بن زيد مـنـاة , مـن تـمـيم كان اميرا على دورقستان ((374))
من طرف خالد ابن الوليد واليه نسب نهر اطهناك )). ذكـر الطبري ((375))
هذه الرواية مختصرا بعد ذلك وقال :((وفرق سواد الحيرة يومئذ على جرير ـ الى قوله ـ واط وسويد)) الحديث . ووهـم ابـن حجر فراها (واط بن سويد) فقال ووقع في موضع آخراط بن سويد ولعله اسم ابيه , لـقـد وهـم ابـن حـجر هنا كما وهم في قراءة ((حرملة وسلمى )) فقراها ((حرملة بن سلمى )) وتـخيله صحابيا آخر غير حرملة بن مريطة فترجمه في عداد الصحابة ,ومن الجائز ان الغلط كان من الناسخ فاوهمه ذلك . وعـلـى ايـة حال فالبركة في رواية سيف هذه , استخرجوا منها اسم صحابي فترجمه ابن فتحون , وترجمه ابن حجر, واسم نهر,فترجمه الحموي وتبعه ابن عبد الحق ومرت على ذلك مئات السنين . وبحثنا عن اط ونهره فيما لدينا من مصادر, فلم نجد لهما ذكرا,ولذلك لم نستطع مقارنة حديث سيف بحديث غيره لان كل ذلك الحديث اختلاق واختراع حصيلة الحديث : ا ـ صحابي تميمي قائد وال يترجمه ابن حجر وابن فتحون في عداد الصحابة . ب ـ نهر يترجم في البلدانيات , وفي كل ذلك فخر لتميم ومجد مناقشة سند الحديث : فـي سـند الحديث ابن ابي مكنف والمهلب , وهو عند سيف : المهلب بن عقبة الاسدي , ومحمد بن عبد اللّه وهـو عـنـد سـيـف : مـحـمـد بن عبد اللّه بن سواد بن نويرة , وسبق القول فيهم انا اعتبرناه من مخترعات سيف لما لم نجد لهم ذكرا في غير حديثه . وطـلـحة وهو في حديثه , اما طلحة بن الاعلم , وله ذكر في غيرحديث سيف , واما طلحة بن عبد الـرحـمن بن مل , وله ذكر في غير حديثه , ابو عثمان ايضا اثنان : عبد الرحمن بن مل وله ذكرفي غير حديثه , ويزيد بن اسيد الغساني وقد سبق قولنا فيه بانه من مختلقات سيف من الرواة . ومهما يكن لمن جاء ذكره في سند حديث سيف من ذكر في غيرحديث سيف ووجود خارج احاديثه , فـلـيـس لـنـا ان نـحـمـلـه وزر مـااسـنـد الـيه سيف وتفرد بروايته عنه , وسيف هو الرضاع المخترع المختلق
سلسلة رواة الحديث عن سيف في خبر اط
روي الطبري عن سيف وذكر سنده . وصاحب الاصابة عن الطبري . وابن فتحون (ت : 519ه) ابو بكر محمد بن خلف في التذييل اوالاستلحاق . والـحـمـوي (ت : 626ه) في معجم البلدان وابن عبد الحق اختصرمعجم البلدان وسمـاه مراصد الاطلاع . والزبيدي (ت : 1205ه) في تاج العروس .
عمال النبي (ص )
13 ـ سعير بن خفاف ـ التميمي . 14 ـ عوف بن العلاء الجشمي ـ التميمي . 15 ـ اوس بن جذيمة ـ التميمي . 16 ـ سهل بن منجاب ـ التميمي . 17 ـ وكيع بن مالك ـ التميمي . 18 ـ حصين بن نيار الحنظلي ـ التميمي . ابناء ام المؤمنين خديجة : ردة تميم ـ خبر سجاح ـ مناقشة سند. الحديث ـ حصيلة الحديث ـ مقارنات .
عمال النبي (ص ) على تميم
1 ـ روي الطبري ((376))عن سيف عن الصعب بن عطية بن بلال عن ابيه ان رسول اللّه (ص ) توفي وقد فرق عماله على قبائل تميم فكان : 1 ـ الزبرقان بن بدر على قبائل الرباب وعوف والابناء. 2 ـ قيس بن عاصم على قبيلتي مقاعس والبطون . وكان على بني عمرو بن تميم اثنان :ـ. 3 ـ صفوان بن صفوان على قبيلة بهدى . 4 ـ سيرة بن عمرو على قبيلة خضم منهم . وعلى بني حنظلة اثنان :ـ. 5 ـ وكيع بن مالك على بني مالك منهم . 6 ـ مالك بن نويرة على بني يربوع . قـال : فـلـما وقع الخبر بموت رسول اللّه (ص ) سار صفوان بماجمعه هو وسبرة من صدقات بني عـمـرو الـى ابـي بـكـر وبقي سبرة فيهم , وقسم قيس في قبائل مقاعس والبطون ما كان قد جمع من صدقاتهم , وسار الزبرقان بصدقات الرباب وعوف والابناء الى ابي بكر وهو يقول ـ معرضا بقيس ـ وكان بينهما منافسة ـ: وفيت باذواد الرسول وقد ابت . سعاة فلم يردد بعيرا مجيرها ((377)) . قال سيف : وتشاغل المسلمون من قبائل تميم بمن تربص وارتاب منهم , فتشاغلت قبائل عوف والابناء بقبائل البطون , وعلى العوف والابناء: 7 ـ عوف بن البلاد بن خالد من بني جشم . وعلى البطون : 8 ـ سعير بن خفاف . وتشاغلت الرباب بمقاعس , وخضم بمالك , وبهدى بيربوع . وكان على الرباب وبهدى : 9 ـ الحصين بن نيار الحنظلي , وكان الحصين ممن ثبت على اسلامه ومعه الرباب . وعلى ضبة : 10 ـ عبد اللّه بن صفوان . وعلى عبد مناة : 11 ـ عصمة بن ابير: فـبينما هم كذلك من تشاغل بعضهم ببعض مسلمهم بازاء من تربص وارتاب , اذ هجمت عليهم سجاح التميمية ـ المتنبئة ـ من الجزيرة , فقال عفيف بن المنذر في تشاغل تميم بعضهم ببعض : الم ياتيك والانباء تسري . بما لاقت سراة بني تميم الابيات . قال سيف جاءت سجاح تريد غزو ابي بكر وكانت قد ادعت النبوة , فارسلت الى مالك بن نويرة تطلب الـمـوادعـة , فـاجـابها الى ذلك وردها عن ابي بكر وحملها على قتال احياء بني تميم ,فوقعت بينهم حروب وقتلى واسرى ثم انتهت الى الصلح , وكان وكيع ممن . وادعها, قال : وسـارت سجاح بعد ذلك حتى بلغت النباج , فاغار عليهم اوس بن خزيمة من بني عمرو, فاسر منهم , ثم اتفقوا على ان يطلق اوس اسرى سجاح , ولا تطا هي ارض اوس ومن معه . 2 ـ روى الـطـبـري عن سيف في خبر ردة البحرين ((378))
بهذا السند ان وكيع بن مالك كان يساجل عمرو بن العاص وعمرويساجله . 3 ـ روى الطبري في خبر البطاح ((379))
ايضا بهذا السند:(ان وكيعا عرف قبح ما اتى , ورجع حـسنا, واخرج الصدقة ,واستقبل بها خالد بن الوليد لما جاء من قبل ابي بكر, فقال له خالد: ما حملك على موادعة هؤلاء القوم ؟ قال : ثار كنت اطلبه من بني ضبة , وكانت ايام تشاغل وفرص , وقال وكيع في ذلك : فلا تحسبا اني رجعت وانني . منعت وقد تحنى الي الاصابع . ولكنني حاميت عن جل مالك . ولاحظت حتى اكحلتني الاخادع . فلما اتانا خالد بلوائه . تخطت اليه بالبطاح الودائع . قال : وتحير مالك في امره وتردد ) الحديث . 4 ـ روى الطبري ـ ايضا ـ في خبر قتل مالك ((380))
قال :((ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وامرهم بداعية الاسلام , وان ياتوه بكل من لم يجب , فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر من قومه , فـاخـتلفت السرية في انهم اذنوا وصلوا ام لا؟ فلما اختلفوافيهم , امر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يـقوم لها شي ء, وجعلت تزداد بردا, فامر خالد مناديا فنادى : ادفئوا اسراكم , وكانت في لغة كنانة اذا قالوا: ((دثـروا الرجل فادفئوه )), دفاه قتله , فظن القوم انه اراد القتل ,وهي في لغتهم القتل , فقتل ضرار بـن الازور مـالـكـا, وسـمـع خالدالواعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال : اذا اراد اللّه امرا اصابه ))الحديث وتتمة خبر سجاح في رواية سيف عند الطبري انهاسارت الى اليمامة وبلغ ذلك مسلمة ـ الـمتنبي الكذاب ـ فهابها,فاهدى لها, ثم ارسل اليها يستامنها على نفسه حتى ياتيها, فاذنت له وآمنته , فجاءها وافدا في اربعين من بني حنيفة , قال سيف :وكانت سجاح في النصرانية ـ وقال , فقال مسيلمة : لـنا نصف الارض , وكان لقريش نصفها لو عدلت , وقد رد اللّه عليك النصف الذي ردت قريش فحباك بـه , فـقـبـلـت مـنـه ذلك وصالحها على ان يحمل اليها النصف من غلات اليمامة وابت الا ان يسلفها نصف خراج السنة المقبلة , فاعطاها ذلك وقال : خلفي على السلف من يجمعه لك , وانصرفي انت بنصف العام , فاحتملته وانصرفت الى الجزيرة , وخلفت من ينجز النصف الباقي . مـن روايـات سـيف هذه عند الطبري اخذ ابن الاثير ما ذكره بتاريخه الكامل ((381))
في (ذكر تميم وسجاح ) حين قال : (وامابنو تميم فان رسول اللّه (ص ) فرق فيهم عماله , فكان الزبرقان منهم وسـهـل بن منجاب وقيس بن عاصم وصفوان بن صفوان وسبرة بن عمرو ووكيع بن مالك ومالك بن نـويـرة , فـلـما وقع الخبربموت رسول اللّه (ص ), سار صفوان بن صفوان بصدقات بني عمرو ) الحديث . ومن روايات سيف السابقة ـ ايضا ـ اخذ ابن الاثير ما رواه في ذكر مالك بن نويرة . ومـن هذه الروايات اخذ ابن كثير ((382))
ما ذكره بتاريخه من (قصة سجاح وبني تميم وخبر مالك ) وابن خلدون ما ذكره بتاريخه عن وكيع .